أقلام حرة

الأموال أعيدت للدولة ولكن الجناة لم يسلموا .. يا سيادة رئيس الوزراء أنت أعلى من هكذا تصريح

 مضت 4 سنوات ولا احد يسمع ولا احد يستجيب البعث وقاذوراته تسلقوا على أكتاف الدولة الجديدة المنبوذين أصبحوا مرموقين أصبحوا قيادات عليا بالبلد قيادات سياسية وإدارية وعسكرية.. ولا احد يحترم رأي مواطن تارة نسمع العذر محاصصة وتارة نسمع إرهاب وتارة نسمع مفروض من قبل المحتل . والحقيقة هي نسيان الإنسان العراقي ونسيان همومه وعدم احترام مشاعره في جلب البعث والمنبوذين للسلطة . الدولة الحالية دولة فسادة وواهنة دولة اقتصادها ينهار بسبب سوء الإدارة من قبل المتسلقين والبعثيين والذين همهم السرقة وإفشال الدولة أمام الشعب وأمام العالم ودول الجوار الإقليمي. تراجع هائل بمستوى الخدمات انهيار البنى التحتية للصناعة والزراعة والإنتاج وازدياد البطالة المقنعة الى حدود كبيرة جدا مما دمر اقتصاد البلد واضعف ثقة المواطن بالدولة كما أن المشاريع الوهمية والسرقة المنظمة وعدم كفاءة الدولة في احترام أي وعد تقطعه للناس جعل الدولة دولة لا قانون ولا نظام .

 

أن مزدوجي الجنسية الذين تسلموا القيادات العليا في البلد اغلبهم جاهل بأحوال العراق ولا يعرف مشاكل البلد ولا يعي كيف عاش العراق في التسعينيات لكي تكون لديه صورة كاملة لكي يعالج المشاكل لعراق ما بعد السقوط... لذا كل متسلق سلطة منهم بدا يطبق نظرياته الخاصة وفلسفته الخاصة ببرغماتية ليحاول أن يفهم ذلك على ارض الواقع العراقي مسببا خسائر هائلة للبلد، لم نسمع ولم نرى سوى مؤتمرات شكلية لمناقشة الوقع العراقي هنا وهناك . لذا فأن اغلب القرارات المهمة لمؤسسات الدولة تتخذ خلف الأبواب المغلقة وخلف جدران الاسمنت لتفرض وتفرض على العراقي الألم تلو الألم . مزدوجي الجنسية يعيشون مترفين في منطقتهم الخضراء ويتنعمون بكل ما لذ وطاب وتحت أرقى أنوع التكييف في الصيف والشتاء. وما دموا هم متنعمون وعوائلهم خارج العراق متنعمة بخيرات العراق فأنهم يهتفون ويقولوا العراق بخير والعراق بحالة تحسن والمصيبة أن بعضهم يتهم الإنسان العراقي الذي كان يعيش بالداخل أحيانا يتهمه بالجبن ويتهمه بأنه بعثي وما الى غير ذلك... وكأنهم أبطال التحرير لا نريد أن نطعن بنضالهم لكننا نذكرهم ونقول ليس نضالكم من اسقط الصنم في بغداد فلا فضل لكم على العراق الجديد، من يريد أن يتصدى في هذه المرحلة يجب أن يكون عراقي ويجب أن يسقط جنسيته الأخرى ويجب أن تعيش عائلته في العراق ويجب أن يعيش كما يعيش العراقيون في العراق وليس في منطقة ذات خدمات ممتازة(االمنطقة الخضراء) ويجب أن يشربوا ماء دجلة...

أذن الفساد سببه الجهل المسلح والمنبوذين والبعثيون وأيتام النظام السابق ومزدوجي الجنسية هؤلاء هم حقيقة الفساد الذي تتربع عليه الدولة الجديد لعراق ما بعد سقوط الصنم.

 

الانتخابات قادمة والإشاعات وحملات الكذب والتلفيق والتسقيط وملفات الفساد المخفي سيظهر منها ما يخدم فئة ويسقط أخرى. اقتراب الانتخابات جعل مجلس النواب النائم يصحو صحوة ليست لمصلحة المجتمع بقدر ما هي لمصالح ودعايات انتخابية.... فعلا تم استجواب وزير التجارة ولا نعرف هل ثبت عليه الجرم والتقصير أم أنها تلفيقات . لكن صاحب ذلك فضيحة اخيه والإدارات العليا بوزارة التجارة في حفلهم مع الغجريات . قد يكون هذا مسموحا به و لا يمكن المحاسبة عليه قانونيا. لان ممكن أي عراقي أن يقيم هكذا حفل ولا قانون يمنع ذلك. لكن المشكلة تكمن في النفاق السياسي أن حزب الدعوة حزب أسلامي لو أن هذه الحفلة قام بها حزب علماني لتم تقبلها لكن إسلاميون يتظاهرون أمام الناس بالتقوى والصلاح وهم يقيمون حفلات الفسق والمجون هذا لا يمكن تقبله وهنا الإنسان العراقي يتنبه لذلك ويجب عليه أن لا ينخدع بأي شعار جديد لهؤلاء لكن بنفس الوقت نقول أن الخطأ هو خطا من عين هؤلاء رغم أنوف الشعب وعدم احترام هذا الشعب الذي عانى ما عانى لسنين طويلة. وما شاهدناه حفلة لكن يوجد مثل هذا الكثير جدا، طبعا تم حماية الفساد من قبل ادراة مجلس النواب خوفا من الدخول في صراع سياسي على مستوى أدارة البلد يؤدي الى انهيار الحكومة ألا بئسا لهكذا حكومة فاسدة والله سقوطها ارحم للشعب وللمستقبل.  هنا دخل الصرع الانتخابي أولى حلقاته الخطرة خصوصا على الائتلاف العراقي . و ظهرت تصريحات من المجلس الأعلى تنفي علاقتها بما تم ترويجه حول هذه القضية وكأن هذه القضية هي قضية شرف عراقية ويجب أن تستر!!!! أو لربما المجلس الأعلى خوفا من ظهور انشقاق في قائمة الائتلاف في حالة التشهير بهذا الفساد. ان من يحمي الفساد اكيد سيخسر شيء من شعبيته على مسوى الشارع، كان المفروض أن تكون هناك قرارات جريئة ضد المنافقين مزدوجي الجنسية لكي يعاد شيء من الثقة بين المواطن وبين مكونات الائتلاف... لكن للأسف يبدوا أن الائتلاف لم يكن يستطيع أن يفعل شيئا سوى السكوت والانتظار والمساومة السرية ومحاولة تلطيف الأجواء لغرض المحافظة على تماسكه... وفعلا الطرف الأكثر حكمة كان المجلس الأعلى الذي اتخذ مواقف حكيمة في محاولة لم الشمل وعدم مهاجمة أي من إطراف الائتلاف ... الى أن حصلت حادثة مصرف الزوية وهنا .. سمعنا بالأعلام تصريح غريب جدا لشخصية وطنية وهو السيد سامي العسكري والذي ظهر وكأنه يتهم اتهام مباشر للجهة السياسية التي ينتمي لها الحارس الأمني الذي نفذ العملية. لو تأملنا هذا الموقف سنرى انه غريب جدا فان السيد سامي العسكري مناضل وهو يعرف جيدا ماذا حدث ويعرف بان السيد عادل عبد المهدي ليس نكره وإنما هو شخصية فوق أي شبه. ولربما حتى حادثة مصرف الزوية مدبرة وتم فيها توريط حماية السيد عادل عبد المهدي فقد تكون هذه الحادثة مؤامرة كبيرة لغرض تسقيط المجلس الأعلى.. وللأسف السيد سامي العسكري استخدم ذلك لإسقاط رفاق الدرب لإسقاط اقرب الحلفاء له لإسقاط مناضلين وهو يعلم بأنهم ضحوا وقدموا الآلاف من الشهداء.. فهل السيد سامي العسكري قادر هو وحزب الدعوة على تشكيل حكومة قوية ومتماسكة ... هل مكاسب السلطة والطمع في الاستئثار بها يبيح التهجم بالباطل ويبيح تسقيط الأخوة ورفاق الجهاد.. الذين كانوا بالاهوار يعانون الويلات في مواجهة الظلم الصدامي بينما السيد سامي العسكري كان يعيش متنعما ومرتاحا في بريطانيا فعلا تفاجئنا بتصريحه هذا ونتمنى منه أن يراجع نفسه فيما قال. وبعد يومين من ذلك سمعتا تصريحا كان كالصاعقة... كان تصريح السيد رئيس الوزراء حينما قال ؛؛ الأموال أعيدت للدولة ولكن الجناة لم يسلموا؛؛ وكأنه يتهم بشكل مباشر المجلس الأعلى بالتورط بذلك . وهنا نقول لسيد رئيس الوزراء أنت أعلى من ذلك أن المجلس الأعلى هم أخوة النضال الذين لم يبيعوا العراق ولم يساوموا على شرف العراق المجلس الأعلى هم العمود الفقري للائتلاف هم من أوصلك للسلطة ولرئاسة الوزراء صحيح توجد متغيرات لكن المتغيرات لا تبيح لنا استخدام أسلوب التسقيط لأجل الدعاية الانتخابية. المجلس الأعلى لم يستغل حادثة حفلة الفسق لأقارب وزير التجارة وإنما سكتوا ولم يعطوا أي تصريح تهجمي... بينما السيد رئيس الوزراء يقول الأموال أعيدت للحكومة أم الجناة لم يسلموا وكأنه يتحدث عن سراق هربوا لأحدى دول الجوار ويقول عن هذه الدولة سلمته الأموال ولازالت تحمي السراق... نسى السيد رئيس الوزراء بأنه رئيس الحكومة وعلى الحكومة ومن مسؤوليتها متابعة السراق والقبض عليهم .. لان السيد عادل عبد المهدي ليس وزير الداخلية أو الدفاع ليذهب للبحث عن السارق... هذا علما بأنه واحد فقط من السرق هو من ضمن حماية السيد نائب الرئيس ... أن هكذا تصريح كان المقصود به مهاجمة المجلس الأعلى والطعن بالظهر... لتشويه سمعة المجلس أمام الشارع لاغراض انتخابية... نتمنى من قيادات الائتلاف أن تستخدم الأسلوب النظيف في الدعاية الانتخابية ويجب عليهم أن يعملوا على حفظ تماسكهم . أن تماسكهم أهم من أي شيء لان فشلهم في التماسك سوف يدمر أحلام الشعب الذي لازال يتأمل خيرا فيهم... ليكون الشعار الانتخابات النزاهة قبل أي شيء.. نتمنى أن يفوز الكفوء ولا يفوز الأقل فساد نريد قيادات عليا نفخر بها ... يجب حفظ التماسك في هذه المرحلة لأنها مرحلة خطيرة جدا على الائتلاف. يجب تصحيح المسار بأخوة وبنبل وبطيبة وباحترام مقدسات العراق واحترام الرموز الوطنية ويجب الفهم بان أي مصيبة تحدث لأي طرف ائتلافي قد تكون ورائها مخططات كبرى لمخابرات خارجية وأي حدث يحدث ربما ليس عفوي وإنما قد يكون مبرمج لتمزيق أقوى كتلة برلمانية وهي أمل المظلومين في إحقاق حقوقهم.

 

 العراق قبل الائتلاف لذا يجب أن يوجه الائتلاف لحفظ وحدة العراق وبناء دولة قانون ونظام قوية والائتلاف قبل أي شيء أخر...

 

د.علي عبد داود الزكي

 [email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1141  الثلاثاء 18/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم