أقلام حرة

هل يدفع انقطاع الكهرباء الناس إلى الثورة ضد النظام؟

أن حرم من أبسط المستلزمات الحياتية الضرورية لعمله وراحته وخدماته.

ونعلم أن ست سنين من عمر (التحرير) كافية جدا لتصليح عطلات الشبكة القديمة بغية تأمين الحد الأدنى من الحاجة العامة لحين أكمال المحطات الجديدة . ولكن لا المحطات القديمة تم إصلاحها لتوفير الحد الأدنى ولا المحطات الجديدة تم التعاقد مع الشركات العالمية لإنجازها. ولذا ساءت الأمور أكثر وأكثر في حين أن عدد الأجهزة الكهربائية زاد عدة أضعاف والحاجة الفعلية زادت عدة أضعاف وعدد السكان زاد عدة أضعاف، والمناطق التي وصلها الكهرباء زادت عما كانت عليه في أيام بناء المنظومة التي تعود إلى أربعينات أو خمسينات القرن الماضي

 لكن أن تسوء الأمور بهذا الشكل بعد ست سنين من عمر التغيير فذلك ما لا يمكن قبوله ولا يمكن السكوت عنه. ومن حق المواطن المسكين أن يعتبره مؤامرة هدفها القضاء عليه أو تركيعه وتخنيعه وإذلاله، ولا سيما أن المسئولين صغارهم وكبارهم لا يشاركونه المأساة لأنهم يرفلون بعز المولدات الحكومية الجبارة المخصصة لخدمتهم وخدمة منازلهم وأقربائهم المحيطين بهم في الليل والنهار وما بينهما.

إن الحالة المزرية التي نعيشها تدفعنا للعصيان والتمرد والجرأة لنقول للمتآمرين وللأبرياء من المسئولين في الدولة وفي وزارة الكهرباء أن كل المؤامرات لن تجبرنا على الركوع لغير الله سبحانه وتعالى، وأن شدة الحر ومعاناة انقطاع الكهرباء تدفعنا لرفع رؤوسنا أعلى وأعلى لتنسم بعض الهواء الذي نأمل من كل قلوبنا أن يكون نسيم الحرية والانعتاق الذي تتوق له نفوسنا منذ زمن طويل، عسى أن تأتي خاتمة عقود العبودية الأربع التي سامتنا العذاب المرير. فلم يعد للصبر بقية ولم تعد للمقصرين من أعذار. وإذا كان زمن الانقلابات قد ولى إلى الأبد وحل مكانه زمن الحريات والانفتاح والديمقراطية فإن زمن التهافت على صناديق الانتخاب ووقت فتحها قريب جدا ونظام القائمة المفتوحة سيتيح للمظلومين اختيار من يرونه صالحا مدافعا عن مصالحهم، وسنحتكم إليها لكي نطرد كل من لا يريد سعادتنا، ولم يعمل على راحتنا خلال السنوات الأربع الماضية، ولن يشفع له ما هو عليه من معتقد أو ما يحمله من فكر، ولن تنطلي اللعبة علينا مرة أخرى فقد عرفنا الحقيقة وخبرناها خلال السنين الأربع الماضية بعد أن وجدنا أن كل مكاسبها التي تحققت تشبه إلى حد بعيد حالة التيار الكهربائي الواصل إلى بيوت العراقيين الفقراء والمساكين. فهل ستكون الكهرباء سببا في قيام الثورة المخملية العراقية؟ من يدري فقد تكون!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1143  الخميس 20/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم