تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

الزعامة من حصة الأسد

النصر في إجراء الانتخابات الإيرانية، وفوز احمدي نجاد، ولو عن طريق تزوير إرادة الناخبين والتغرير بهم، والنصر في اعتقال واحتجاز مئات المحتجين على الانتخابات، والنصر على النصر، لا يعني سوى النصر على الوهم .

يبدو أن الأسد يحذو حذو تصريحات نجاد النارية التي عزلت إيران عن محيطها الدولي، وبذات الوقت أعادت انتخاب نجاد رغماً عن أنف الإيرانيين وبمباركة وتأييد المرشد الأعلى، وهو ما يفسر الوحدة التي تغنى بها الولي الفقيه في حضور الأسد .

أياً كانت خطب نجاد، وفي أي اتجاه ذهبت، فإن الأسد أشد حرصاً على عدم استفزاز الغرب وتوتير العلاقة معه، فالملفات التي في يده، هي ذاتها في يد طهران، ما يجعل هامش المناورة حكراً لدى الأخيرة وحدها، فإذا ناور الأسد، فإنه يناور على حسابها، وإذا صرح، فإنه يصرح باسمها، وهذا ما حصل في زيارته الأخيرة لها .

تراكم الملفات العالقة بين إيران والغرب، سيصار إلى التحرك صوبها إن عاجلاً أو آجلاً، ولا يعني التحرك إذا ما جرى، نصراً مؤزراً كما تحب أن تفهم، ويشاركها الأسد هذا الفهم الخاطئ، أو لنقل فهم استباق الأمور قبل وقوعها على أنها نصر مبين، للتقليل ما يمكن من الخسائر والتنازلات المتبادلة حول تلك الملفات وعلى رأسها الملف النووي والعراقي .

وبالعودة إلى السؤال الأول، تبدو الإجابة عنه متشعبة وتطرح في داخلها احتمالات عديدة، قد يكون الأسد حصل على ما كان يريده من زيارة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، وقبلها زيارة الوفد العسكري الاميركي، وقد يكون انتابه شعور بالزعامة الإقليمية، وهو يرى أعمدة الدخان ترتفع في كل بقعة، حتى في طهران التي ارتبط بها ارتباطاً عضوياً، فيما دياره منيعة في وجه العواصف .

لطالما ورث الأسد الابن أبيه في السلطة، فلماذا لا يرث الرئيس جمال عبد الناصر في الزعامة؟ لاسيما وأن الأسد الأب، فعل المستحيل لسحب بساط الزعامة من تحت أقدام عبد الناصر، لكن من دون جدوى، رغم هزيمتهما المدوية في حرب الأيام الستة 1967 .

أمنية لم تتحقق للأب فما الذي يحول دون تحقيقها للابن؟ ما يحول أن عصرنا هذا، ليس عصر الزعامات المهزومة ولا المأخوذة بأبهة النصر الإلهي، فالزعامة الحقيقة تجيب عنها وكالة أنباء النظام السوري التي تغاضت عن إيراد تصريحات رئيسها كاملة، وهي أن لا تصرح شرقاً وتلحس بطرف لسانك ما صرحت غرباً .

 

كاتب عربي

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1145  السبت 22/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم