تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

جنبلاط: عودة الابن الضال

وطني تفتح له أبواب القاهرة وواشنطن والرياض وباريس إلى مختار ولا نقول محافظ، تفتح له أبواب دمشق السبعة التي حن إليها وحن إلى الأيام الخوالي.

هكذا تغدو السياسة في قاموس وليد بك، بلا مبادئ ولا ثوابت، كالتجارة لا تعرف ديناً ولا مبدأ، في الوقت نفسه تفهم من جنبلاط على أنها ثوابت تهفو نحو اليسار ومبادئ لا تتبدل نحو فلسطين والعروبة، إنه لغز مريب لا سبيل إلى فك طلاسمه سوى العودة إلى الأصل والبحث عن الطريق المؤدي إلى بلوغ المصلحة أولاً.

قبل أن نغرق في التفاصيل، دعونا نتذكر في عجالة بعضاً من أبرز مواقف جنبلاط الذي سبق وأعلن تضامنه مع معتقلي» ربيع دمشق «الذي لا ينفك عن ربيع بيروت، وجنبلاط الذي صدح بأعلى صوته من ساحة الشهداء في الرابع عشر من فبراير عام 2006 مخاطباً الأسد الابن الرازح في قصره الكائن على قمة جبل قاسيون ب» طاغية الشام «وجنبلاط الذي قال ذات مرة، إننا ذبحنا إخواننا الأكراد (أكراد صلاح الدين) باسم العروبة، وجنبلاط الذي وصف سلاح »حزب الله« الذي زلزل جبل لبنان على دروزه الآمنين في 7 مايو 2008 بسلاح الغدر الخارج عن شرعية الدولة اللبنانية، سنجد أن جنبلاط انقلب عليها جميعا وسار في الاتجاه الآخر، الاتجاه الذي رحب وطبل وهلل له النظام السوري، الاتجاه الوطني والقومي الداعم لخيار "المقاومة".  

هل حقاً أن جنبلاط عاد مرة واحدة إلى العروبة بعد أن تعرى ? هذا سؤال النظام السوري، أما سؤال الشارع العربي الذي لا ننفصل عنه، هل عاد جنبلاط إلى الحضن السوري كما يعود الابن الضال إلى حضن أمه الدافئ، أليست مواقف جنبلاط المتراوحة بين خروجه عن مشروع بناء الدولة اللبنانية إلى مشروع حماية وتغطية سلاح  »الغدر« مؤشر على عودة عقارب الساعة إلى الوراء، وعلى عودة الوصاية بلونٍ جديد وبحلةٍ جديدة تواكب موضة التغيير في السياسة الدولية التي ارتخت حلقاتها الضيقة على دمشق.

لا نملك أن نشكك في عروبة جنبلاط، لكننا وبكل تأكيد لنا الحق كل الحق في إثارة الكثير من علامات الاستفهام حول عروبة من يرنو قلب جنبلاط إلى إعادة تطبيع علاقاته معهم (النظام السوري) والاعتذار لهم عن أخطاء الماضي القريب(حزب الله)، بعدما حذا كثيراً نحو اليمين، بعيداً من دعم خط "المقاومة" الذي استكمل اكتماله اليوم مع اتضاح مواقف جنبلاط إلى خط المقاولة.

سيقول فريق »الثامن من آذار «عاد جنبلاط إلى هديه، وسيقول فريق» الرابع عشر من آذار« عاد جنبلاط إلى مصالح، لكن ما سيقوله بشار الأسد المعجب بشخص جنبلاط النبيه، لقد انتصرنا وصمدنا لأننا امتلكنا الرؤية الصحيحة التي افتقدها الآخرون، وهاهم يستعيدونها معاً، أو سيقول لقد عاد الأبن الضال.

 

http://thaaer-thaaeralnashef.blogspot.com/

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1153 الاحد 30/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم