أقلام حرة

تهويمات ما بعد الستين

فرحان جزلا ينط في فراغ العمر   الباقي كالقبرة، فتزقزق أحلام صبانا وكأنها تبعث روحا في روحنا لم يعتو رها الهرم بعد فتتسع حد قات العيون وكأنها ترى حبيب الماضي بتلك النظرة الساحرة الخجولة العبثية المرتبكة التي رأته فيها أول مرة. لكن هل تتحقق الأحلام من مجرد نزوة نزق في دنيا الحقيقة الثرة بالتجديد أم أن لكل زمان دولة ورجال؟

 

ما للستين جاءت وطعم اللبن لم يزل في أفواهنا؟ ما للذكريات عصية تأبى أن تفارق سويعات عمرنا، تقض مضاجعنا حتى لا نكاد نهجع ، تهاجم كل ركن واه منا فتزيده وهنا لما تثيره فيه من شجن عبر تلك الصور الرائعة التي ترسمها قوس قزح في سماء عمرنا الخالي من الأقمار والنجوم .. مرح الطفولة وطيش الشباب لعب جميلة كنا نحطمها فرحين تظمأ لها الآن كل جوارحنا وتموت شوقا إليها، والتسكع في الطرق المتربة تحت لهيب الشمس التموزية املآ مستحيل التحقيق نختلس النظر إليه بعين باتت لا تقوى على رؤية خطاها، وابنة الجيران التي كنا نطارحها الصبابة الهوى ونبثها لواعج العشق الطفولي باتت بسمة على شفاه وردة يسجنها الروض، والعصافير التي كنا نطاردها بصياداتنا البدائية ها هي تمر اليوم فوق رؤوسنا منتشية تزهو بنصر الانتقام، وأشياء كثيرة ... كثيرة كنا لا نلفت لها جيدا  أضحت اليوم مدار أحلامنا، وشيئا نرغب فيه بشدة، ولكنه أبعد ما يكون عن متناولنا !!!

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1156 الاربعاء 02/09/2009)

 

في المثقف اليوم