أقلام حرة

من هو رئيس وزراء العراق القادم؟

واذا تعذر تحقيق هذه الاغلبية عن طريق كتلة واحدة فعن طريق التحالفات وذلك طريق وعر . فالخارطة السياسية العراقية تغيرت كثيرا عما كانت عليه في عام 2005 . فالأئتلاف الواحد أصبح أئتلافين ونعتقد أنهما سيبقيان كذلك. وكل ما يفعله المالكي هو كسب الوقت فالوقت في صالحه ولن يعلن أئتلاف دولة القانون الا قبيل الانتخابات بقليل كي لا يسمح بالأنقلاب عليه واسقاطه عن طريق سحب الثقة .

 

ولعل من الافضل ان ندرج الطامحين لنيل منصب رئيس الوزراء القادم حسب حظوظ كل منهم في النجاح من الأقل حظا الى الأكثر حظا .

أولا : أياد علاوي ـ لقد سبق أن توقعنا في مقال سابق أن قائمة علاوي في طريقها الى الانحلال والاضمحلال . وفعلا لم تنقضي سوى أيام على نشر مقالنا حتى خرجت مجموعة من النواب من القائمة المذكورة . وسوف يستمر وضع هذه القائمة بالتفكك لذلك فأن حظ علاوي في نيل منصب رئيس الوزراء معدوما ً بل أن حصوله على عدد من المقاعد في المجلس القادم يعد أمرا ليس من السهل تحقيقه.

 

ثانياً : أحمد الجلبي. نعتقد أن سوء الطالع سوف يرافق الجلبي هذه المرة أيضاً . فهو لم يحسن الأختيار كما في المرة الاولى . ففي المرة الاولى (أنتخابات 2005 ) أخطأ لأنه لم ينضم الى الأئتلاف ولكنه هذه المرة يخطيء لأنه انضم الى ألأئتلاف. فقد قام بالرهان الخاسر في كلتا الحالتين وذلك امر مستغرب بالنظر للامر الشائع عنه بأنه سياسي ماهر ولكن يظهر ان الخارطة المعقدة للاوضاع السياسية العراقية لا تسمح للسياسي في وسط معمعة التجاذب والتدافع بالاختيار الدقيق. وحتى لو فاز الائتلاف بجزء من المقاعد فأن حصة المؤتمر سوف تكون محدودة جداً . أما بالنسبة لمنصب رئيس الوزراء فأنه يسبقه في الدور على المنصب كل من الجعفري وعبد المهدي .

 

ثالثاً: عادل عبد المهدي ـ لم يحالف الحظ عبد المهدي في انتخابات 2005 مع انه كان قريباً جداً من هذا المنصب لولا أن التيار الصدري صوت في اللحظات الاخيرة للجعفري. اما هذه المرة وبعد الاحداث التي مرت ولاسيما سرقة مصرف الزوية وما ترتب عليها ورافقها من اتهامات فأن حظه سوف يكون ضئيلا جدا فضلا عن انه ياتي بعد الجعفري الذي هو المرشح الاول للائتلاف الوطني.

 

رابعاً: أبراهيم الجعفري ـ لا شك انه سوف يكون المرشح الأول لمنصب رئيس الوزراء لو حصل الأئتلاف الوطني على الاغلبية الغيابية ولكن ذلك أمر مستبعد مالم ينضم اليه المالكي وذلك أيضاً أمرمستبعد ..

 

خامساً: نوري المالكي ـ أن حظ المالكي بالفوز بمنصب رئيس الوزراء سوف يكون كبيراً لو أحسن اختيارالمتحالفين وفيما أذا دخل الانتخابات بأسم ائتلاف دولة القانون. ولكن تبقى العقبة الكبرى هي كسب رضا الاحزاب الكردية. فحتى لو حصل على عدد قريب من نصاب مقاعد مجلس النواب فأنه سوف يحتاج الى مباركتهم وموافقتهم . ولا شك أن الاكراد سوف يفضلونه على الجعفري كما في المرة الاولى .

 

أن دور الأحزاب الكردية سوف يكون مهماً في الانتخابات القادمة كما كان في الانتخابات السابقة وسوف يكون ثقلهم الانتخابي هو بيضة القبان في ترجيح كفه مرشح على آخر في الحصول على رئاسة الوزارة الا في حالة واحدة وهي حصول أحد المرشحين على الاغلبية المطلقة من مقاعد مجلس النواب وذلك أمر ليس بالسهل .

 

أن كل هذه الحسابات وحدها ليست كافية فثمة مشكلة خطيرة سوف تواجه العراق سواء قبل الانتخابات أو بعدها وهي مشكلة الموصل وبقية المناطق التي يطلق عليها الاكراد (المتنازع عليها) . هذه المشكلة قد تؤدي الى الى مواجهة معهم وبالتالي سوف تؤدي في حالة تصاعدها وعدم حلها الى دخول العراق في نفق مظلم يؤثر على كل القضية العراقية ويعيد الحسابات من جديد سواء بالنسبة للقوى الدولية أو القوى الاقليمية أو القوى السياسية العراقية .

 

أن هذه الاراء ليست قاطعة ولا نهائية فقد تحدث متغيرات تقلب كل الحسابات رأساً على عقب وتأتي مناقضة لكل ما اسلفنا فالعراق بلد المفاجئات . وكما قال الشاعر العربي القديم :

والليالي من الزمان حبالى مثقلات يلدن كل عجيبه

 

وليالي العراق حبالى دائماً. ومثقلات دائماً. والعجائب ديدنها ومن يعيش يرى. وسنرى من العجائب والغرائب أكثر مما رأينا.

 

 [email protected]

 

 

 

 

في المثقف اليوم