أقلام حرة

لماذا لن تسلم سوريا المطلوبين العراقيين؟!

الحكم الملكي في العراق . ومن الواضح أن الفوز في هذا الصراع كان من نصيب مصر واصبحت سوريا هي الأقليم الشمالي في دولة الوحدة بعد تأسيس الجمهورية العربية المتحدة .

 

بعد سقوط النظام الملكي في العراق ثم أنفصال سوريا من دولة الوحدة تغيرت الآية فأصبح العراق موضعا ًللصراع وليس طرفاً في الصراع حيث تزايد الصراع بين مصر وسوريا من أجل النفوذ في العراق مع دخول أطراف أخرى بالطبع .وكانت الحكومات العراقية تتهاوى الواحدة أثرالأخرى في فترات متقاربة نتيجة الانقلابات المتتالية .

 

تعودت سوريا ان تستضيف المعارضين العراقيين أبتداء من الخمسينات . وكان هؤلاء المعارضون سرعان ما يأتون كحكام في العراق أثر كل أنقلاب . وآخرهم المالكي كما هو معروف . وهكذا ترسخت قناعات لدى بعض الدوائر الحاكمة في سوريا بأن الزوابع التي تثيرها معها الحكومات العراقية المتعاقبة سرعان ما سوف تخفت نتيجة لسقوط تلك الحكومات ومجيء حكومات جديدة تبدأ عهدها بخطب ود سوريا . كما أنه رسخ في ذهن تلك الاوساط السورية بأن الجهات العراقية المسؤولة ليست طويلة النفس ولا طويلة العمر لذلك فأن حملاتها على سوريا لن تدوم طويلاً .

 

في عهد صدام حسين تغيرت الصورة الى حد ما . فقد أستمر عهد صدام فترة طويلة . وبدأ يتعامل مع سوريا بالمثل عن طريق أيواء المعارضة السورية وكانت على الأغلب من الأخوان المسلمين ولكن صدام هو الآخر متقلب المزاج والهوى والميول مثل أغلب العراقيين . فبعد فترة من التوتر دقت طبول أفراح أقامة الوحدة في نهاية السبعينات ثم تحولت طبول الفرح الى طبول الحرب بعد أعلانه اكتشاف مؤامرة سوريه ضده واعدام المتورطين فيها . ولكن ذلك سرعان ما جرفته طبول حرب أخرى مريره ودمويه هي الحرب مع ايران ثم حرب ثالثة اكثر مراره ودمويه بعد أحتلال الكويت . وهكذا . بينما أستمرت سوريا في أيواء المعارضين العراقيين واللاجئين بكل الوانهم دون النظر الى التقلبات العراقية .

 

أن سوريا تعودت نتيجة خبرتها الطويلة مع العراق الحديث أن تنظر اليه نظرتها الى شخص حاد الطباع ومتقلب المزاج ولا يمكن لسورات غضبه أن تدوم طويلاً. لذلك فأنها ماضيه في سياستها في أيواء المعارضين و عدم تسليمهم سواء دقت الطبول أو قرقعت مدافع الأعلام لأنها تعلم أن ذلك لن يدوم طويلاً!

 

 

 

 

في المثقف اليوم