أقلام حرة

الحوثيون بين حلف الحقد والغباء اليمني السعودي وتغليس أمريكي .. وتعاطف عراقي

الأول لأمريكا ومصالحها في المنطقة .. وأصبحت عدوة لكل عملاء أمريكا بالمنطقة بعد أن كانت اكبر حليفا لأمريكا . بعد سقوط شاه أمريكا لجئت أمريكا لأقزام المنطقة لتحجيم دور إيران الثورية...مستغلة بذلك وجود فكر تكفيري (الفكر سعودي الوهابي) مناقض للفكر الشيعي ، اضافة الى وجود ثروات نفطية هائلة لدول الخليج (وهنا بدات التاسيس للأعلام الموجه ضد الفكر الشيعي بشكل عام وإيران بشكل خاص).. كما تم توجيه صدام لغرض ضرب الثورة الإيرانية و قامت اغلب دول الخليج بدعمه في حربه الغبية وذلك بمباركة أمريكية وغربية كبيرة... حيث اتفقت مصالح أمريكا واسرائيل والسعودية مع مصلحة حاكم بغداد في تحجيم الفكر الثوري الإسلامي الجديد والذي يناضل ويهتف بشعارات المساواة العدالة والتحرر ومحاربة الطغاة ورفض التخاذل ... كما يسعى لتصدير الثورة الفكرية الإسلامية بالكلمة الطيبة ومعادة إسرائيل والغرب والمطالبة بحقوق المظلومين الفلسطينيين واللبنانيين والمستضعفين في العالم الاسلامي والعالم. أن مفهوم تصدير الثورة اقلق نظام الغباء البعثي... كما أن الفكر الإسلامي الشيعي الذي يرفض المساومة مع إسرائيل والغرب هز كيان السلطة السعودية الدكتاتورية . أن السعودية تركز على فرض مذهبها على الجميع بأساليب عديدة من الترغيب والترهيب ودس الكتب المسمومة الأفكار لغرض تشويه الأفكار للطوائف الاسلامية الأخرى .. وذلك كله لكي تمنع ظهور أي امل للمكون الشيعي السعودي بالحصول على حقوقه الكاملة (حق العبادة وحرية الرأي والتعبير وحقوقه الاجتماعية وحق المواطنة) في السعودية حيث أن ثلث سكان السعودية هم من الشيعة .

للأسف أن المد الوهابي الذي تتزعمه السعودية كان متناقض فهي تضرب بقوة زعامات القاعدة على أراضيها لان ذلك يهدد استقرار الأمن في السعودية ويهدد سلطانها ولكنها بنفس الوقت تقوم بتمويل هذا التنظيم خارج أراضيها..وتمول الإرهاب خارج أراضيها وتدعم بشدة الجهاد الأعمى والتكفير والقتل والتهجير والاغتصاب وما الى غير ذلك من آثام.. أنهم أحيانا يشترون البشر لغرض ترويضهم وجعلهم انتحاريين ليستثمر انتحارهم لمصالح الغباء السعودي.

 

أمريكا منذ سنة 1979 أصبحت لا تأمن على مصالحها في الشرق الأوسط لذا قامت أمريكا بحث السعودية على مساعدة صدام لتحجيم إيران ودعم وإنشاء مؤسسات الأعلام لمعادة الفكر الشيعي .. وخلال العقدين الأخيرين بالذات أصبحت المؤسسة الإعلامية التي تتحكم بها السعودية والتي تمولها لطمس الحقائق وتهميش دور المكونات الأساسية بالمنطقة لصالح الفكر الوهابي ولصالح السعودية مؤسسة هائلة وضخمة جدا وعملت بشدة ضد العراق وضد الديمقراطية والتحرر من براثن الدكتاتورية. ولعبت دور سيء جدا في تشويه الحقائق في لبنان وفلسطين واليمن وحتى افغانستان.. السعودية بعد حرب الخليج الثانية أصبحت تمثل محور الشر العربي في الشرق الأوسط فكل العرب سجدوا تحت قدميها بعد ترجع مصر بسبب تخاذلها أمام إسرائيل واتخاذها الحياد السلبي بعدم الدفاع عن حقوق العرب وضعف اقتصادها . كما أن العراق القومي ذو الشعارات الكاذبة أصبح ضعيف جدا وهزيل ولا يقوى على شيء سوى الشعارات والتهديد والذي افقده هيبته الدولية كما أن ديون العراق جعلته لا يملك ثقل سياسي عالمي وإقليمي. هنا برزت السعودية لتكون زعيم الكذب والشر والتشويه والطائفية في لمنطقة وذلك لغرض مناهضة أي فكر شيعي في المنطقة ..لان الفكر الشيعي أذا مهدت له الأمور فانه ينبئ بكارثة حقيقية للغرب وإسرائيل لو لم يتم استيعابه وتفكيك مقوماته وفعلا نجحت السعودية بتخطيط الغرب المرسوم لها... وبمصافحة عدو الأمس إسرائيل وجعله حليف الخفاء في مواجه إيران والشيعة، هنا حققت إسرائيل أول نجاح لها بجعل العرب الذين تتسيد فيهم أفكار التخاذل السعودية بان يكونوا عبيدا وصغار ويصافحوا إسرائيل وإنكار حق الجهاد وتحرير فلسطين، واللجوء الى تشويه الحقائق وإبراز عدو جديد أو شبح عدو وهمي وهم الشيعة بمختلف طوائفهم لان تحرر الشيعة العرب وتحقيق أي مكسب ديمقراطي لهم سوف يهدد امن السلطة المستبدة في السعودية... وذلك لان المكون الشيعي بالمنطقة أساسي وكبير جدا ممكن أن يقلب موازين الأمور بالمستقبل. السعودية صرفت المليارات لاستيعاب حزب الله في لبنان وتحجيم دوره الوطني والقومي وبنفس الوقت عملت السعودية على تدمير العراق ليس لخوفها من العراق لتزعم المنطقة وإنما لخوفها من بروز فكر شيعي عربي لا تقوى السعودية على تحجيمه مثلما تفعل مع إيران...

 

أن من اغرب الغرائب واعجب العجائب فعلا هو أن يأتي الفكر الوهابي ورجالاته وعلمائه بفتاوى عديدة لتمجيد الإرهاب بالعراق وإرسال الانتحاريين لتدمير العراق وبنفس الوقت المؤسسة الإعلامية السعودية التي تسيطر على اغلب الأعلام العربي والإسلامي تقوم بالتلفيق والزعيق لتصوير الإرهابيين والمجرمين والانتحاريين على ان إيران هي من تقف ورائهم وهذا ينافي المنطق ... هل إيران تدعم البعثيين؟ هل إيران تدعم الفكر الوهابي (القاعدة) لتدمير العراق الجديد على حساب مصلحة الغالبية الشيعية العراقية التي تتجاوز نسبتها 70% من العراقيين... لا نبرئ إيران من التدخل بالشأن العراقي، لكننا لسنا أغبياء نعرف بان إيران تساعد مجاميع مسلحة لمقومة الاحتلال لكنها لا ترسل الإرهابيين القتلة والانتحاريين الذين يفجرون أنفسهم وسط الأبرياء (أخطاء إيران كثيرة لكنها لا تعد سوى قطرة من بحر الأخطاء العربية بحق العراق والعراقيين) .

 

ان مؤسسات الأعلام الغبية (خصوصا الأعلام العربي) والتي تمول من السعودية ودول الغباء والحقد العربي تقوم بتشويه الحقائق، نرى بان الإرهابيون يأتون من السعودية ومصر واليمن وسورية والمغرب العربي وبعدها تقوم مؤسسات الأعلام الممولة سعوديا وعربيا بزعم أن إيران تقف وراء هؤلاء الإرهابيون القتلة.. علمنا بان الإرهابيون الوهابيون ألد أعدائهم هم الشيعة، وإيران شيعية فهل من المعقول اتهام إيران بدعم هؤلاء القتلة العرب الأغبياء؟!!! ... أن المؤسسة الإعلامية السعودية هائلة وضخمة وشوهت الحقائق في الكثير من بلدان العالم ... الكثيرون لا يعرفوا ماذا يجري بالعراق والمنطقة بسبب سيطرة وهيمنة الأعلام السعودي والذي يمتلك إمكانات مادية هائلة..

 

 لولا تدخل السعودية في سنوات ما بعد سقوط الصنم لكان العراق بألف خير.. في أول عيد فطر بعد سقوط صنم بغداد خرج بعض الطائفيون العراقيون بالأعلام ليطلبوا من السعودية التدخل المباشر بالشأن العراقي لصالح البعث والمشروع الطائفي والإرهاب بالعراق.. وهذا فعلا ماحصل بشكل مباشر وغير مباشر.. ان التدخل السعودي كبير جدا وبداياته كانت في بديات التسيعنيات القرن الماضي بالتاسيس لفكر التكفير في العراق وترويج الفتن .. ومن كان يعيش في العراق تلك الفترة كان يرى الاموال السعودية كيف كانت تنساب لصالح بناء مؤسسات التكفير في العراق.

 

أن مساندة الحكومة السعودية لحكومة صنعاء في قمع الشعب اليمني والثوار الحوثيين يمثل واحدة من اسوء حلقات مسلسل حقدهم وغدرهم وتدخلهم القهري ضد الشعب اليمني المظلوم وضد المكون الشيعي الاساسي في اليمن وذلك بسبب عقدة الطائفية والعنصرية وعدم تقبل الرأي الأخر..وللأسف الرأي العام العالمي صامت أمام كل هذا الأجرام المبرمج وذلك لكي يسود في المنطقة فكر واحد (فكر وهابي اسود) وهذا الفكر هزيل في مواجه اسرئيل وطموحاتها بالمنطقة...

 

كما أن أمريكا صامتة ولا تتدخل بأي شي ولا حتى إعلاميا وانما تدعم مصالحها ببقاء الدكتاتورية اليمانية وقهر الشعب اليماني المظلوم. بعض الحركات التي تدعي الاصلاح في إيران قامت بمظاهرات ضد الديمقراطية بزعمهم فوز مرشحهم على احمدي نجاد بالانتخابات الديمقراطية في إيران وزعمهم بوجود تلاعب وتزوير بالانتخابات . هنا قامت الدنيا ولم تقعد لموت متظاهرة إيرانية واحدة، أوربا كلها استنكرت وأمريكا استنكرت وأخذت ألتصريحاتها تتوارد على السنة المتحدثين الرسميين وحتى على السنة القادة والوزراء في أوربا والغرب... بينما قمع آلاف الحوثيين وضربهم بالطائرات والمدفعية وتشريد اسرهم وارهاب اطفالهم لا يرى الغرب أوربا وأمريكا له أهمية و لا يستحق وقفة وتأمل واستنكار ولا يستحق كلمة تعاطف من قبل الغباء العالمي الغربي الحاقد.. هذه هي أمريكا التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان.... أين الأمم المتحدة ومجلس الأمن ما هذه الازدواجية الغربية في مواجهة الأمور في الشرق الأوسط...

 

 أن العراق عاني من الإرهاب العربي الوافد الذي تدعمه السعودية بقوة والتي صرفت مليارات الدولارات من اجل ذلك وبنفس الوقت صرفت السعودية مليارات الدولارات لغرض فرض الفكر الوهابي على شعوب المنطقة بقوة وسحق الطوائف الأخرى مثل الحوثيين في اليمن . لذا فان هذا يعد مخطط استراتيجي لها. أنها تدعم الأجرام والارهاب ضد الطوائف الشيعية المختلفة ولربما قد تتوسع حتى في دعم تدمير الفكر الاباضي المسالم في عمان وذلك سعيا منها في تكوين إمبراطورية الظلم والسيطرة على الشرق العربي بقوة استبدادية سوداء ...هذا والكل بين صامت ومرحب وشامت وببسمات خبث امريكية مسمومة..

 

أن التدخلات الإرهابية العربية في العراق واليمن لن تمر هكذا بدون حساب .. أنها خلقت أجواء من الصعب تجاوزها و ستمهد لظهور تطرف كبير قد يؤدي الى حصول كارثة إقليمية في المستقبل القريب البعيد (أي بعد 10 سنوات تقريبا) خصوصا أذا تم توظيف ذلك من قبل أمريكا وإسرائيل لخدمة مصالحهم الإستراتيجية...للأسف الحكومة العراقية الوليدة والتي تتعكز على أكثر من الم لم تستطع أن تستقر بشكل كبير لمواجهة التحديات والتدخلات الإقليمية... خصوصا بظل فقدان الهواية والوطنية وتعدد الولاء لمروجي الإرهاب... لذا لكي يتم إيقاف موجة الإرهاب ودعم الاستقرار العراقي ودعم التوجه الديمقراطي ومساندة حركات مواجهة الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة.. يجب تبني مشروع دعم الحركات الوطنية العربية الطامحة لتحقيق الحرية والديمقراطية وحفظ حقوق الإنسان... يجب على الحكومة العراقية أن تسمح على ارض العراق بأنشاء معسكرات وإنشاء مكاتب لجميع حركات المعارضة العربية التي تعمل من اجل تحقيق العدالة في بلدانهم ... وبنفس لوقت لرد صفعات الإرهاب العربي الغبي وإرجاع الصفعة صفعات... يجب أن يتم أنشاء مكاتب للحوثيين في العراق لأنهم أصحاب حق وبنفس الوقت ردا على احتضان اليمن لقتلة الشعب العراقي واحتضانها للبعثيين وتصديرها الإرهابيين للعراق... ويجب أن تفتح مكاتب ومعسكرات للمعارضة السعودية لان السعودية لم تكف عن التدخل بشؤون دول المنطقة والعراق.. يجب أن ترى دول الإرهاب العربي خطوات جدية من العراق لكي توقف دعمها وإرهابها في العراق والمنطقة... ما لم يحتضن العراق حركات المعارضة العربية ويدعمها فلن يكتب له الاستقرار أبدا (بوجود أخوة يوسف العرب.).

 

لا يوجد بلد عربي يحترم حرية التعبير وحرية الرأي ويحترم حقوق الإنسان لذا يجب أن تظهر حركات وطنية جديدة تعمل على طي هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الظلم والاستبداد والدكتاتورية العربية... ويجب أن يكون العراق هو قائد التغيير الديمقراطي في المنطقة كما كان قبلة الشرق سيكون قبلة الحرية والديمقراطية الجديدة...

 

د.علي عبد داود الزكي

 [email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1164 الخميس 10/09/2009)

 

في المثقف اليوم