أقلام حرة

محاولات قضم الاراضي العراقية من قبل الاحزاب الكردية ....هل تقف عند حد؟!

 الفدرالية وحق المحافظات الثلاث ثم تصاعدت المطاليب لتطلق مصطلح ما يسمى ب(الاراضي المتنازع عليها) وكأنها خلافات حدودية بين دولة واخرى وليس بين الدولة والاقليم الذي هو ضمن الدولة . ثم أثارت زوبعة التعاقدات النفطية ومن يحق له ومن لا يحق له الاقليم ام المركز وكأنها تسعى مرة أخرى الى ترسيخ مفهوم الدولتين .

 

تحاول الاحزاب الكردية التغطية بسذاجة على سعيها الحثيث للانفصال عبر التصريحات الرنانة حول تطبيق الدستور وحقوق الاقاليم والاقليات ولكنها في حقيقة الامر تسعى على الارض الى تطبيق سياسة تغييرالواقع السكاني وأجراء عمليات التطهير العرقي في كل مكان تصل اليه يدها .

 

تحتفظ الاحزاب الكردية بمجموعة من الاسلحة التي تستخدمها ضد كل من يقف ضد رغباتها وعلى رأس هذه الاسلحة الأتهامات الجاهزة التي ورثتها من العهد السابق وهي تهمة الشوفينية او محاربة الاكراد وحقوقهم القومية والثقافية في حين انها هي التي تستخدم الاساليب الشوفينية والعنصرية ضد العرب والتركمان والمسيحيين وضد كل من يقف ضد رغباتها التوسعية التي لا تقف عند حد .

 

لا يوجد حالياً في العراق من يقف ضد أنفصال الاكراد بعد أن اصبح أمراً واقعاً ولكن بالتأكيد هنالك الكثيرين الذين يقفون ضد الاساليب الملتوية التي تمارسها الأحزاب الكردية . فهي تنادي بالشيء وتعمل عكسه على طول الخط وتقوم بممارسة اساليب ميكافيلية باتت معروفة لدى كل العراقيين .تندد مثلاً بتغيير الواقع الديموغرافي في عهد صدام ولكنها تطبقه الآن على اوسع نطاق وبتعليمات رسمية كردية .وتندد بالاضطهاد القومي وتقوم بتطبيقه في كل المحافظات المجاورة للاقليم . وتندد بالتطهير العرقي وتمارسه بنشاط داخل الاقليم وخارجه . وتندد بالتعصب القومي والشوفينية ولكنها تقوم بتطبيقه بشكل سافر تجاه العرب والتركمان والاشوريين وغيرهم وتمارس سياسة استعلائية وأسلوب عنصري ليس فقط تجاه القوميات الأخرى الموجودة في الاقليم بل وفي محافظات كركوك ونينوى وديالى .

 

  أن الاحزاب الكردية بدلاً من أن تدعم التجربة الديمقراطية الوليدة في العراق تسعى بكل نشاط الى اضعاف هذه التجربة وأستغلال ضعف الدولة العراقية المركزية لتضم اكبر مساحة ممكنة من الاراضي تمهيدا للانفصال . والاحزاب الكردية لاتتحالف ولا تأتلف مع الاحزاب العراقية الاخرى ولا ككتلة قومية كبيرة موحدة ومتراصة وفقاً لتعليمات مركزية كردية لتخترق الاحزاب والكتل السياسية الاخرى في حين تقف بمطالبها الراديكالية التي لا تقبل التفاوض او النقاش وتطلب من الاخرين أن يركعوا ويستجيبو لمطالبها التي لا تقف عند حد .. بدون مناقشته. 

 

أ.د عبد الجبار منديل /اكاديمي عراقي/كوبنهاغن

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1182 الاثنين 28/09/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم