تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

في الذكرى الثامنة لرحيله .. ما زال أبوالعيد دودو في بحيرة الزيتون / فاطمة الزهراء بولعراس

وعندما يكون من طلبة معهد ابن باديس وجامع الزيتونة فسيكتب طبعا عن(صور سلوكية) يسخر فيها بلغته المبطنة من اندثار تلك القيم التي نهلها منهما ويتحسر على تلك الأفكار التي حُرّفت وتلك لأحلام التي نُحرت على مذابح الواقع المرير.....

وعندما يكون قد تخرج من مدرسة المعلمين العليا ببغداد فإنه بالتأكيد المؤكد سيكون ذلك المربي الفاضل والأستاذ المتميز والكاتب الفذ الذي يبطن سخريته بمرارة صاحبت كتاباته

أما عندما يضيف إلى كل هذا تكوينا في النمسا وألمانيا فالأكيد أنه سيكون متفردا ولا شبيه له.....

كاتب متميز جمع بين صلابة المنشأ ومتانة المنحى وأفق الانفتاح فكان ذلك المستثنى الذي لا يزال مستثنى لكنه مستثنى مرفوع فوق رؤوسنا ولا تضبطه قواعد أخرى من نصب أوجرّ.....

أضف إلى هذا وذاك أن أبا العيد دودو من جيجل تلك المدينة التي لا تشبه أيا من مدن الوطن..تلك التي ربت أبناءها على التواضع حتى وهم في القمة.....

مبدع جيجلي يسبقه عمله لا كلامه ويميزه حياؤه الجميل كما كل أبناء الريف الجيجلي الطيبين البسطاء.....

كان يستوعب الآخرين ببسمة وسعة رغم الأمراض الكثيرة التي كانت تنهش جسده خاصة في أواخر عمره الملئ بالعطاء والتميز...

رسم دودو بقلمه وكتب في كل الفنون الأدبية

ترجم واختار ما يترجم بعناية وذكاء

فماذا بعد؟؟؟

ككل المبدعين لازالت أعماله مبعثرة....وغير مستغلة   مازالت محصورة في مدرجات الجامعة وقليل منها في الكتب المدرسية

باختصار لازال مهمَلا ؟؟

قد نتذكره....قد نقرأ له لكنه مازال مهمَلا ككل المبدعين فما العمل؟؟؟وما هو التكريم الذي يليق به وبغيره من المبدعين ؟؟ سواء منهم من فارقنا (بجسده) أم ذلك الذي ينتظر وما بدل تبديلا؟

لا يمكن أن نلقي باللائمة على شخص أو هيأة بينما هي مسئولية الجميع ولكن علينا أن نكرم الأدباء والأدب بما أعتقده خطوة جادة منا.....

نتعلم أولا كيف نحترم الإبداع لكي نحترم المبدعين

نتعلم ألا نلقي بعراجين التمر بين القبور بل نتأصل كما الزيتون والنخيل

نتعلم أن نقول لمن أحسن أحسنت ولمن أساء أسأت ولمن (بين بين) حاول مرة أخرى

نتعلم أن نقرأ وكثيرا وبعمق ووعي ولا نستهتر بأفكار غيرنا ونعتقد أننا الأفضل

نتعلم أن نجعل شعارنا كل الذكرى والإبداع بخير والمبدعين أيضا

ونتعلم نحن هنا في جيجل أن نظهر ونقول هانحن ولا نختفي في حيائنا حتى لا نكاد نبين

أبوالعيد دودو..أحمد حماني....عباس فرحات...محمد الصديق بن يحيى..جميلة زنير وغيرهم كثيرون يختفون في الصمت والتواضع فيقضي عليهم الكبر و الاستعلاء عند الآخرين....

لننفض (ولا أقول الغبار) بل كثبان الرمال التي دفنا تحتها مبدعينا بإهمال وخاصة الأدباء  منهم باعتبارهم ينتجون فكرا يعتقد عامة الناس أنه لا يفيدهم في شئ  وهم منشغلون بالجري وراء قوتهم اليومي؟؟؟

لنكن أكثر فعالية ونجعل من جيجل حاضرة للأدب بقليل من الجهد والوفاء والإيثار والجدية

لنبتعد عن جعل المناسبات الأدبية مهرجانات للزرادي والخصومات والقيل والقال.....

لنجعل من الأدب(أدبا) لنا ولأبنائنا وفاء لهدا الذي نتذكره بكل إعجاب واحترام ولغيره وما أكثرهم...وأنا واثقة أننا نستطيع ذلك

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :200 الخميس 19 / 01 / 2012)

 

في المثقف اليوم