أقلام حرة

من تداعيات الانتخابات ... حرب الدجاج !!

مثل التطاول بينهم أو التشهير بعضهم ببعض وإقامة المؤتمرات والتجمعات الجماهيرية كلا يستعرض وعوده الكاذبة وانه سيفعل كذا وكذا لهذا المواطن البائس بل وحتى ربما يصل سعير هذه الحرب إلى حدود الاغتيالات والتفجيرات... هذه حقيقية يجب عدم نكرانها  .

ولكن هذه الانتخابات القادمة لها وقع خاص فقد أفرزت نوع جديد من الحرب لم يعد للبشر مكان فيها أنها بكل بساطة حرب بين الدجاج!!!

أجل  الدجاج... 

ربما بعض القراء لايعرفون ماذا يحصل في الأسواق الشعبية العراقية ، فبين فترة وأخرى يمتلئ السوق بنوع جديد من الدجاج تحت مسمى وعنوان ديني جذاب يبهر به المواطن المسكين والأمثلة على ذلك كثيرة فمنها دجاج الكفيل والذي أنتج تحت إشراف ألروضه العباسية المطهرة ومدعوم من قبل الحزب الفلاني أو السيد الفلاني ثم وبعد فتره قصيرة يظهر دجاج أخر تحت اسم المراد وهو تحت أشراف الروضتين المطهرتين ومبارك من قبل سماحة السيد الفلاني ثم  يدخل الصراع  احد التيارات ألفاعله بالساحة السياسية وللأسف الشديد بنوع جديد من الدجاج تحت اسم الهدى .

الكل يدافع عن دجاجه ويدعي انه أرسل وفودا ولجان إلى الدول المنتجة والبرازيل بالتحديد لكي تشرف وتدقق على معامل الذبح وإنها ضمن حدود الشريعة الإسلامية .

والنتيجة أن الأسواق قد امتلأت بأنواع الدجاج وبالتالي فان أتباع السيد الفلاني لايشترون إلا  الدجاج الذي يطابق توجهاتهم ويشهرون بالدجاج الذي ينتمي إلى توجهات أخرى وحتى أصحاب المحال الذي يبيعون الدجاج قد أصابتهم شظايا الحرب وانقسموا بينهم فهذا يقول لاتشتروا دجاج الكفيل لكونه مجهول المصدر والأخر يقول دجاج باب المراد غير موثوق وقد صدرت به فتوى إلى غير ذلك من الأكاذيب والخداع على هذا الشعب المغلوب على أمره .

والحقيقة إن كل أنواع الدجاج التي ذكرت لاتختلف عن الدجاج الأجنبي البرازيلي أو التركي والموجود بكثرة منه في الأسواق العراقية لكون مصدرها واحد والفرق الوحيد هو ورق التغليف ونحن لانعتقد أن السادة ملاك الدجاج قد أقاموا في البرازيل معامل لذبح الدجاج العاملين فيها من المسلمين وبالتالي كيف يثبتون أن منتجهم مذبوح على الطريقة الإسلامية .

حتى الدجاج لم يسلم من الاستغلال البغيض وعلموه كيف يدافع عن المرشحين الذين علفوه . وربما الأيام القادمة تظهر لنا وعلانية دجاج سني ودجاج شيعي وهذه الدجاجة الكردية اسمن من الدجاجة العربية ولا تستبعدوا أن يظهر دجاج سيد محمد أو دجاج الحوت تحت إشراف مقام النبي يونس (ع) وربما يخبئ لنا المستقبل من العجائب والغرائب الله وحده اعلم بها .

إذا فالعملية كلها عبارة عن ضحك على الذقون الغاية منها السيطرة على عقول وجيوب المواطنين خدمة الأهداف سياسية وتجارية في آن واحد .

سلاما على الأنبياء والائمه الأطهار وعذرا على جرأتي

 

احمد حبيب السماوي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1187 السبت 03/10/2009)

 

 

في المثقف اليوم