أقلام حرة

عمار الحكيم .. بين بناية فردوسي بطهران والمنطقة الخضراء ببغداد / وداد فاخر

الذي أبرق له الشاه معزيا اعترافا له بالمرجعية اثر وفاة المرجع حسين البروجردي في ايران العام 1961م على الرغم من وجود مراجع بنفس الثقل في كل من إيران والنجف الاشرف وخاصة وجود مرجع موازي له في ذلك الوقت هو السيد أبو القاسم الخوئي ت 1992 م، حسب مذكرات الشيخ علي اكبر هاشمي رفسنجاني، ويكنى بعدة أسماء ابرزها (وزير خارجية المجلس وحامي حمى البعثيين) .

وهو يحتفظ بعلاقات متميزة وتدعو للتساؤل مع أطراف محلية وإقليمية ودولية لا تخلو من رائحة الصفقات التجارية والمنفعة الخاصة، كلقاءاته المتكررة مع السفراء العرب والأجانب المعتمدين في العراق، وزيارته المكوكية لبعض دول المنطقة واستقباله من قبل الملوك والأمراء والرؤساء رغم عدم وجود صفة رسمية له، مع احتفاظه بعلاقة متميزة خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية .

ترك العراق العام 1979 صحبة والده لإيران اثر مضايقات رجال امن صدام لعبد العزيز الحكيم الذي كان قريبا جدا من المرجع الشهيد محمد باقر الصدر.

تربى في إيران ودرس في مدارسها ورجع للعراق مع والده بعد سقوط النظام الفاشي الدكتاتوري العفلقي، ويستلم قيادة المجلس الأعلى الإسلامي في العراق بعد وفاة والده السيد عبد العزيز الحكيم ( 1950 – 2009 م ) عن طريق التوريث المباشر حاله حال ورثة الجمهوريات (الديمقراطية) العربية .

وقد استغل استشهاد عمه السيد محمد باقر الحكيم (1939 – 2003 م) ليشغل عن طريق التأسيس مؤسسة شهيد المحراب لكي يخفي خلفها كل نشاطاتة السياسية والاجتماعية والتجارية .

وعند وفاة والده السيد عبد العزيز الحكيم تصاعدت قليلا همهمات  وهمسات كبار قادة المجلس الأعلى التاريخيين وخاصة من كبار السن الذين رافقوا عمه محمد باقر الحكيم في مسيرة المجلس بإيران مستنكرين أن يكون قائدهم من كان صبيا يتجول في أروقة بناية المجلس في فردوسي في العاصمة طهران . خاصة بعد تصريحاتة الغريبة التي جاءت لتصدم القيادات التاريخية حيث فاجأ المراقبين بدعوته إلى (أغلاق ملف البعثيين بشكل نهائي) و(أعادة من لم يشتركوا بجرائم ضد الشعب العراقي إلى مزاولة حياتهم الطبيعية وممارسة أدوارهم وحقوقهم كاملة في العراق).

كذلك وجه تعاليمه لوسائل الأعلام والكتاب والإعلاميين السائرين في ركاب المجلس بمهاجمة قانون اجتثاث البعث، وهو الموقف الذي أثار حفيظة مقتدى الصدر الذي قال ممتدحا عمار بأنه( نصف صدري، كون الجد الاعلى لعمار من والدته هو السيد محمد هادي الصدر) . فقد صرح عادل الشرع ممثل مقتدى الصدر لقناة روسيا.. بأن وفدا من مقلدي محمد صادق الصدر قدم التهاني بمناسبة عيد الفطر المبارك لمقتدى الصدر، وسأله عن سر دعم التيار للدكتور عادل عبد المهدي وترشيحه لرئاسة الحكومة المقبلة رغم الخلاف مع المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، فأجاب مقتدى الصدر لا يوجد خلاف بين القيادات ... وأشار مقتدى الصدر الى مقلدي والده ان سماحة السيد عمار الحكيم نصفه صدري فهو من ام صدرية، ومع ذلك فقد سارع مقتدى الصدر بعد تصريحات عمار الحكيم لإصدار بيان جاء فيه ( لا مكان للبعثيين في قلوبنا ولا مستقبلنا ولا حاضرنا ..)، وصرح صلاح العبيدي الناطق باسم التيار الصدري في رده على أسباب صدور بيان مقتدى الصدر، قائلاً (أن السيد الصدر يرى ان لا مكان للبعثيين في العراق الجديد تحت أي عنوان واي صفقة ).

وأثارت تصريحاته الأخيرة كل العراقيين الذين كانوا مكتوين بنار البعث وشخوصه حيث صرح من قناة الفرات التابعة للمجلس ممتدحا البعثي السابق وحاضنة البعث الحالي أياد علاوي قائلا (ان أياد علاوي كان مناضل ضد صدام حسين وكان مجاهدا وقد نجا أياد علاوي من محاولة الاغتيال التي دبرها له صدام وأن القائمة العراقية ليس فيها أي بعثي ولن نشترك بالحكومة المقبلة اذا لم تكن فيها القائمة العراقية) .

وتصاعدت همسات وأخبار من داخل أروقة هيئة المساءلة والعدالة التي كان يقودها عضو الائتلاف الوطني الشهيد علي فيصل اللامي بان هناك وعودا من عمار الحكيم لإياد علاوي رئيس القائمة العراقية بتخفيف الضغط على القيادات البعثية السابقة لأجل دمجهم في المجتمع العراقي . وعلق المصدر على هذا التحرك بقوله : " إن تصرف السيد عمار الحكيم كان بمثابة - عربون حسن نيّة -  يقدمه للقائمة العراقية "  - شبكة عراق القانون 07-08-2010 - .

ويعلق الخبثاء على تسمية عمار الحكيم بـ (عدي الحكيم) كونه ورث الجاه والمال والظهور بمظهر عارض أزياء كل يوم وفي كل جلسة يظهر بها بعباءة ملونة جديدة وزي ديني جديد مع الاعتناء التام بمظهره وهندامه على طريقة النجوم وفناني السينما، مما دعا بعض الخبثاء لإطلاق تسمية جديدة عليه هي (عمار الساهر) نسبة لمطرب الفيفتي فيفتي مع المقبور عدي المغني كاظم الساهر . بينما ورث عن المقبور عدي قيامه بإجراء الصفقات التجارية لحسابه الخاص، حيث يشيرون بالبنان لمجمعات سكنية قرب السيدة زينب في سورية، والكرادة في بغداد التي تحولت أجزاء منها لآل الحكيم وعادل عبد المهدي وغيره من رجال المجلس. وقد ترددت إشاعة صحفية تقول بان عمار الحكيم يتقاضى عمولة من شركة زين للاتصالات حيث (كشف مسؤول بشركة زين بان الشركة تدفع عشرة ملايين دولار شهريا للسيد عمار الحكيم وهو السيد سعد الحسني مسؤول الإعلام في الشركة وفي معرض دفاعه عن الاعباء التي تتحملها (زين) قال ان الشركة الامنية التابعة لعمار الحكيم تتقاضى شهريا عشرة ملايين دولار اضافة الى ارتفاع اجور حراسة الابراج وتشغيلها من خلال مولدات لعدم وجود الكهرباء).

لذا يستمر عمار الحكيم في مواجهته المميتة لرئيس الوزراء نوري المالكي ومنذ بداية تجديد ولايته الثانية حيث حاول بكل الطرق عدم تجديد الولاية له مرة أخرى لكي تكون رئاسة الوزارة بيد عادل عبد المهدي الذي يمثل احد الشخوص التابعة له ولكي يكون العوبة بين يديه ويكسب رضى البعثيين ودول الجوار، وحتى  يتوسع عمار الحكيم في سلطتة المالية والرسمية من وراء الستار بعد ان قدمت دول الجوار ضمانات أكيدة بحسر عمليات الإرهاب عن العراق في حالة إبعاد رئيس الوزراء نوري المالكي وتخفيف الضغط عن القيادات البعثية، وإلغاء كل القوانين والقرارات المناوئة للبعث، أي بمعنى أوسع دور كبير وواسع وكالسابق للمكون السياسي السني العروبي في العملية السياسية العراقية مما يرضي ويطمأن (الإخوة) العرب من عدم توسع وعلو المكون الشيعي في عراق ما بعد صدام .وتتوسع امبراطوريتة التجارية والسياسية والاقتصادية . 

 

   * ناشط في مجال مكافحة الإرهاب           

   

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2016الثلاثاء 31 / 01 / 2012)

في المثقف اليوم