أقلام حرة

ما قلناه حصل .. السعودية تلعب على المكشوف / مصطفى الأدهم

كما ستختلف حجة الغد عن اليوم". عليه فأن "آل سعود ومعهم حلفائهم سيفعلوا المستحيل لمنع عقد القمة في موعدها أو اقله افشالها من خلال  عدة طرق؛ ليس أصعبها الإخلال بالنصاب أو خفض مستوى التمثيل أو المقاطعة التامة أو الإشتراطات التعجيزية كذريعة للمقاطعة.. ". (1)

 

لم تمر سوى ساعات على كتابة ونشر المقال المذكور حتى بدأت علامات صحة التحليل تطفو على السطح رويدا رويدا وبصراحة ومن دون لف أو دوران، فها هو وزير خارجية نظام آل خليفة - نظام قائم مقامية الوصاية والإحتلال السعودي للبحرين وشعبها - يستبعد في حوار مع قناة "روسيا اليوم" أن "تشارك بلاده في أعمال القمة العربية المزمع عقدها في بغداد نهاية الشهر المقبل، متهما السلطات العراقية بمحاولة الإستغلال السياسي للأحداث التي شهدتها بلاده قبل عام". وتسائل خالد أحمد آل خليفة من خلال الحوار "كيف تعقد القمة أو تقبل بأن تحضر قمة في بلد يأتيك منه الشر يوما بعد يوم؟" واستطرد قائلا "لكن أن تستخدم في هذا البلد (العراق) أحداث تجري في البحرين ليس لها أية علاقة بالمطالب الشعبية، بل هي عصابات، وان تستخدم ذلك حتى في البرلمان العراقي كقضية فهذا شيء لا يسرنا". (2) 

 

كما نشاهد فأن التحرك السعودي لم يتأخر، خصوصا مع ضيق الوقت بالنظر إلى تاريخ عقد القمة في 29.03.2012. الرسالة الأولى كانت على لسان ببغاء آل سعود، عبدالرحمن الراشد، مدير فضائية "العربية". (3). والرسالة الثانية جاءت من ببغاء نظام آل خليفة المليشياوي الطائفي.

فكما نعلم، أن نظام آل خليفة الميليشاوي ليس له من أمره شيء سوى السمع والطاعة لنظام أسياده وحماته ورعاته في الرياض.

عليه، فأن وزير خارجية آل خليفة لا ينطق بلسان حال البحرين وشعبها بقدر ما ينطق عن لسان أسياده آل سعود. من هنا، يمكن القول بأن التحرك السعودي أصبح على "الحارك" وعينك عينك، ومسلسل الرسائل سيستمر حتى تحقيق الهدف وهو افشال عقد القمة في بغداد أو تأجيل موعدها مرة أخرى. لأن في عقد القمة انتزاع لعدة أوراق "عربية" تلعب بها السعودية عن طريق محورها، مفوضة قطر لتنفيذ الخطة من خلال رئاستها الدورية للجامعة وما يترتب على ذلك من رئاسة للجان والتحكم بجدول الأعمال .. ألخ. وفي حال عقد القمة في بغداد، فأن الرئاسة ستنتزع لصالح العراق، وعليه سيصعب على السعودية واخواتها ألإستمرار على نفس المنوال..

 

ختاما، يستغرب ببغاء آل خليفة اهتمام العراق بالثورة البحرانية ومساندة شعب البحرين المقموع من قبل آل خليفة وآل سعود وميليشاتهم الطائفية المستوردة، وفي نفس الوقت يتبجح الببغاء واسياده بالإنسانية التي دفعتهم إلى مساندة الشعوب انتقائيا وفقا للخلفية الطائفية! - لذلك، عد وقوف العراق مع شعب البحرين الشقيق ضد ميليشاوية وطائفية آل خليفة و آل سعود "شرا"! بينما شرهم وشهر أسيادهم مستمر على البحرين وعلى شعبها ولم تسلم منه حتى شعوب الإقليم. وما دعمهم للإرهاب وبقايا الصنم ودعاة الطائفية في العراق الجديد الا دليل اضافي على عداونية نظام القرون الوسطى السعودي وحلفائه.

 

ليس مهما أن يحضر آل خليفة أو آل سعود. المهم هو عقد القمة وان تغيبوا، بل الأفضل أن يتغيبوا. حتى لا ينغص على العراق انتزاعه للرئاسة الدورية والعمل على تدعيم دوره الإقليمي من خلال ذلك. مع عدم اغفال منصب الأمين العام العراقي المساعد وبقية الدرجات الوظيفية المسروقة من استحقاق العراق وعرقلة تنفيذ المشروع السعودي في الإقليم.

 

ملاحظة لا بد منها. في حال ما تأكد عقد القمة، انصح الخارجية والحكومة بالإتفاق على ارسال الدعوة لحضور القمة إلى كل من آل سعود و آل خليفة بيد مبعوث "منخفض المستوى ديبلوماسيا" ولا بأس هنا من السفير العراقي في الرياض والمنامة. حيث لا داعي لإحترام ومراعاة الأعراف الديبلوماسية مع أناس لا يحترمون أنفسهم ولا من يتحرمهم.

 

 

مصطفى الأدهم

04.02.2012

 

..................................

- السعودية وافشال قمة بغداد

  1. 1.http://aawsat.com/leader.asp?section=3&;article=661762&issueno=12119
  2. 2.http://qanon302.net/news/news.php?action=view&;id=12636

     

    العودة الى الصفحة الأولى

    ............................

    الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2020 السبت 04 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم