أقلام حرة

هل محاولات الامبريالية العالمية مستمرة في تحقيق غاياتها؟

سوى كنا مختصين في الشؤون السياسية العالمية وتاريخ العلاقات الدبلوماسية العامة وكيفية عمل اي بلد ومحاولته الحفاظ على مصلحه العامة وما يتمكن من مراعاة ظروف ومتطلبات شعبه قبل اي شيء اخر، وان عرجنا على ما جرى ويجري الان خلف الكواليس بعيدا عن الشعارات المثالية المعلنة من قبل الراسمالية بالذات، وما تدعيها من الاهداف والمفاهيم التي تريدها متلائمة مع مضامين العصور التي تعيش فيها، واليوم تردد باستمرار ما يمكن ان نسميه مفاهيم العصر من ضمان حقوق الانسان والحرية والديموقراطية، وتضغط بكل الوسائل في سبيل اجبار الجهات العالمية على اتباع ما تعتبره هي بانها تسهل لها الطريق الطويل للوصول الى غاياتها وترفع شعارات نابعة من جوهر افكارها وثقافتها العامة. وما جلي لدينا انها تحاول ان تجدد في اسلوبها واليات عملها بحيث تجعلها متلائمة مع متطلبات العصر والتغيير والتقدم في جميع بقاع العالم . انها تعلم ليس بامكانها الاعتماد على الاحتلال الدائم والانتداب والسيطرة على بلدان العالم من اجل تحقيق اهدافها التوسعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، فانها تتجه الى سبل ملتوية وتستغل نقاط الضعف او هي التي تفتح فجوة في كل منطقة وبقعة في العالم التي تنوي الاستحواذ عليها وفرض شروطها باسهل طريقة ممكنة، وان استعصت بقعة معينة وعرقلت خططها ولم تنفذ شروطها ومنعتها من التوصل الى غاياتها ستتجه الى اية حيلة وبكل الوسائل المتاحة لديها لازاحتها مهما بلغ الامر، وان كانت من اعدائها ولم تتمكن من النيل منها فتفرض عليها التنازلات بضغوطات سياسية او هي التي تتنازل وانها لن تتوانى ولو لحظة واحدة في سبيل تحقيق استراتيجيتها وخططها واجنداتها المتعددة والتي تطبقها في كافة ارجاء العالم . من يقرا مذكرات السياسيين الامريكيين المخضرمين والقدامى يستوضح لديه ان المصلحة الامريكية اولى الاولويات المعتمدة واهم الاهداف التي تصر الحفاظ عليها وعلى المباديء الراسمالية العامة، مطبقة شعارها الرئيسي وهو الغاية تبرر الوسيلة مهما كلف الامر وان ادعت عكسها في العلن .

 

لو اعدنا النظر في تاريخ العلاقات العراقية الامريكية على سبيل المثال وما اكتنفتها الغموض، والمراحل العديدة من التقارب ومن ثم الابتعاد وهكذا وحتى في بعض الاحيان دامت شهر العسل بينهما لمدة اطول وما دارت من وراء الكواليس في الاتفاقيات او الاختلافات كانت دائما من الاسباب القطعية في تحديد نوع العلاقة، ودوافع تغيرها كانت دائما مصالح اقتصادية وسياسية، وبها تغيرت منحنيات قياس العلاقات في المراحل المختلفة، وسنتاكد من ذلك بان الادعائات الانسانية التي تتشدق بها ليست الا شعارات ووسئل تضليلية للعالم، والا لم تضحي بقطرة دم واحدة من مواطنيها ان لم يكن الهدف ضمان المصالح الاقتصادية والسياسية لها بشكل خاص . وعندما نقرا بعد حين الشروط الخاصة لامريكا على كل طرف لمحاولتها الضغط عليه للحصول على المنافع الذاتية والتي لم تمت باية صلة بالخطابات والحملات الاعلامية العلنية التي تطلقها في كل قضية مع الاطراف العديدة في العالم، وعلى طول التاريخ وبالاخص في زمن اعلنت فيه انه مرحلة النظام العالمي الجديد وما تتطلبه عولمتها باشتثناء الافرازات الايجابية التي ليست من صنع يدها، والا شروطها المسبقة التي حاولت اقناع العراقين بها قبل الحرب وهي توفير المطارات العراقية للطائرات العسكرية الامريكية، وقطع علاقاته مع روسيا، وتصدير النفظ لاسرائيل باسعار مخفضة، واستثمار الشركات الامريكية لقطاع النفط العراقي وغيرها من الشروط التي ليست لها اية علاقة مع ما اعلنتها من ضمان حقوق الانسان وتوفير الحرية ومحاربة الارهاب والمحافظة على السلم في المنطقة ولجم سلوك الدكتاتورية العراقية ومنعها من ظلم ابناء الشعب العراقي، وتطبيق الديموقراطية والانفتاح على العالم .

 

 اي المرحلة الجديدة من التاريخ العالمي الحديث وما وصلت اليه وما شهدتها من التغييرات فرضت اساليب جديدة على الامبريالية العالمية الجديدة لاتباع ما تهدف اليه، وهي باقية لم تزاح او تنقرض لحد اليوم، ولكنها سوف تتجه من جراء فعل يدها الى طريق مسدود والازمة المالية العالمية بداية الاشارة، وفي حينه يمكن ان ننتقل الى مرحلة ووضع وظروف جديدة في العالم باسره .

 

 

 

 

في المثقف اليوم