أقلام حرة

الإمارات الكُردية المُتحدة / امين يونس

مع الإختلافات في درجة التطور السياسي والاجتماعي الاقتصادي، الكردي، في كُلٍ من هذه البُلدان . كما لايغيب عن أي مُتتبعٍ بسيط، حجم الصراعات والمنافسات، بين القادة السياسيين الكُرد، الذين يتصدرون المَشهد السياسي ... فحتى لو إفترضْنا جدلاً، ان العراقيل الأقليمية قد اُزيلَتْ، والممانعات الدولية قد سُوِيَتْ، وتمتْ الموافقة، على رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط، بحيث تستوعب " دولة كردية " .. فأن السباق الداخلي الكردي، على النفوذ والسلطة والمال، هو بِحد ذاته، عائقٌ جدي، ومشكلة ينبغي ان تُحَل، قبلَ الشروع، بالحصول على دعمٍ أقليمي او دولي .

أعتقد، ان الإستفادة من تجربة " الإمارات العربية المتحدة "، والإسترشاد بخبرتها التراكمية، سيكون مُفيداً، للتفكير الجدي بتشكيل [الإمارات الكردية المتحدة] . قد تبدو الفكرة لأول مّرة، مجنونة وغير معقولة .. لكن جميع الأمور تبدو هكذا في بداياتها الاولى، ثم تتحق! ... فتعالوا، نتبادل الرؤى والأفكار بهدوء ... العراقيين من غير الأكراد، باتوا مُتقبِلين بصورةٍ متصاعدة، لواقع " تمّيز " أقليم كردستان، وكونه " مُستقلاً " أكثر من كونه جزءاً من العراق .. سوريا الجديدة، بعد مرحلة نظام بشار الأسد، من المُتوقع ان تجنح نحو حلٍ للقضية الكردية، مُشابه بدرجةٍ او باخرى، بفيدرالية كردستان العراق ... تركيا رغم كُل شئ، لن تستطيع تجاهُل مشكلتها الكردية، الى ما لا نِهاية، وسوف تضطر الى إيجاد صيغة لِحُكمٍ ذاتي للكرد هناك .. اما إيران، فليسَ الكُرد بعيدون عن مُجمل الصراع الايراني الغربي المُتشابك، وأعتقد ان حل القضية الكردية في ايران، سيكون مُرتبطاً بمُستقبل النظام الايراني كَكُل، وأيضاً بالتطورات في كُل من سوريا وتركيا والعراق .

هذا من جانب، ومن الجانب الآخر .. ينبغي عدم التعامي، عن حقيقةٍ واضحة للعَيان، لايعترف بها السياسيون عادةً ! : بالنسبة الى كردستان العراق، هنالك [إبتعادٌ] بين بهدينان وسوران، هذا الإبتعاد خلقه السياسيون والأحزاب، وغّذتْه وكّرَستْه المصالح الحزبية والفئوية .. بحيث أنني لاأرى في المستقبل المنظور، أي تقارب حقيقي " ولأكون مُباشراً وواضحاً "، بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، المُسيطر على بهدينان بصورةٍ عامة، وبين كُلٍ من الإتحاد الوطني الكردستاني وحركة كوران أي التغيير ! . وحتى لو توحدتْ الحكومة في الكابينة الجديدة، فأرى انه سيكون توحيداً " شَكلياً " .

لا أعتقد ان الحزب الديمقراطي الكردستاني، سيتخلى عن نفوذه وسلطته شُبه المُطلقة، على أربيل ودهوك، بأي شكلٍ من الأشكال .. ولا أرى ان حركة كوران والإتحاد الوطني الكردستاني، سيرضيان بفعل ذلك في السليمانية وكرميان .. وهذه الاحزاب كُلها، ستلجأ الى الأساليب الديمقراطية المشروعة، وحتى الإستبدادية غير المشروعة، من اجل الإبقاء عل إمتيازاتها ! . وفي الجانب الآخر، أعتقد ان حزب العمال الكردستاني، لن يقبل ان يكون لأيٍ من الأحزاب الكردستانية، دَورٌ مؤثر على الساحة في كردستان تركيا، وسيحاول ان تكون له كلمة مسموعة في كُل من كردستان ايران وسوريا أيضاً .

ولأن تأريخ الكُرد الحديث، ملئٌ بالصراعات البينية، والمعارك الداخلية، والمنافسات الحادة، بين الاحزاب والقادة .. ولأن الشعب الكردي في الاجزاء الأربعة، قَد مّلَ من ذلك ودفع أثماناً باهظة .. فأنني أقترح على القادة الكُرد، التفكير جدياً بالمقترح الآتي، والعمل على تحقيقه، لسببَين .. أولاً من اجل وقفٍ نهائي للصراعات العنيفة في ما بينهم، وثانياً من أجل حصول الشعب على الإستقرار والأمان ورُبما الرفاهية :

- الإتفاق المبدئي على تشكيل إمارتَين في كردستان العراق، إمارة بهدينان وإمارة سوران، على ان يكون نظام الحُكم فيها " مَلكي دستوري " .. يحكم إمارة بهدينان، اُمراء العائلة البارزانية، وإمارة سوران، اُمراء العائلة الطالبانية والانوشيروانية .. " ولا بأس ان تكون هنالك إمارة صغيرة للأحزاب الإسلامية ! "،وأن تكون للأمراء جميعاً إمتيازات مُحددة بالقانون .. من الطبيعي، ان تكون هنالك علاقات وثيقة بين هذه الإمارات، وتنسيقاً في جميع الأمور . وحين تتشكل الإمارة الأوجلانية في الشمال، وإمارة كردستان الغربية والشرقية .. حينها، سيكون من الضروري، ان يتم توحيد الإمارات الكردية، على غِرار الإمارات العربية المتحدة .. ولا بأس ان يتم تشكيل الدولة الجديدة، بِرعاية أمريكية وأوروبية، لكي تصمد أمام العواصف المُحتملة !.

- طبعاً ستكون الإمارات الكردية المتحدة، أكبر وأقوى واكثر نفوساً، بكثير من الإمارات العربية المتحدة .. وتمتلك النفط والماء والزراعة والبَشر ! ... ورُبما ستكون " ام القيوين " مثل قرية مُقارنةُ مع إمارة بهدينان .. و" الشارقة " مُجرد صحراء، مُقارنةً بجنة إمارة كرميان !!.

- حبذا لو يكون الترتيب أعلاه، صالحاً لفترة عشرين أو ثلاثين سنة قادمة، بعدها، يُمكن البحث عن صِيَغٍ اُخرى، أكثر تطوراً وإنسجاماً مع الزمن ... تقوم بذلك الأجيال الشابة التي تترعرع في ظل الإمارات الكردية المتحدة ! ... فربما تُفكر حينها، بتغيير النظام الملكي، بنظامٍ آخر .. وإزاحة الأمراء جملة وتفصيلاً !.

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2022 الأثنين 06 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم