أقلام حرة

هل نظرية الموآمرة سلاح الضعفا؟

 تربطها بشكل متين وصلب تمكنها من التصدي للعواصف المعادية مهما كانت قوتها . نقيض الضعيف ان كان فردا فيجب ان يتميز بشخصية واثقة متمكنة تملك من المواصفات التي يمكن ان تمنع اي تدخل في شؤونها الخاصة وهي ذات ثقافة ومكان يشار بها بالبنان ، لم نجد فيها نقطة ضعق سوى كانت في عقليتها او اخلاقيتها ام ثقافتها ، وليس لديها من المنافذ التي تعتبر من المفاتيح التي تفك الفجوات فيها ويمكن استغلالها من قبل الاخر، وهي مستقرة من جانب وضعها العام الفكري السياسي الثقافي الاقتصادي، ولها علاقات واسعة متوازنة مع الجميع ، وهي العامل الخير والمساعد والمحب للاخر دائما ولا تلغيه، بل تناقشه وتنافسه بالوسائل العصرية، وهي ديموقراطي التوجه والفكر والتطبيق وتؤمن بالحرية والانسانية في التعامل، ثابتة في مكانها بعيدة عن القلق والشكوك .

 

ان كان هذا ما يخص الفرد ومواصفاته، فما بال النظام الذي يحتوي  على مجموعة من المكونات والتركيبات المعقدة والمميزات والمواصفات والدعائم والخطابات والعقليات والاستراتيجيات والخطط والبرامج والفلسفات المختلفة في ادارة البلاد .

 

النظام ومافيه، ان كان مدعوما من الشعب وعلاقته وثيقة به وهو من اختاره بارادته وروابطه وثيقة وصفوفه متراصة ويؤمن ويثق به ويتعاون معه وينفذ القوانين الصادرة منه ويحترمه ولا يشك في ديموقراطيته ويحس بانه جزء منه ويعمل من اجل اعلاء شانه ورفع همة اليلد وتقدمه في كافة الميادين، فيقف معه في الضراء وينعم بسراءه، ولا يشك في نزاهته وعدالته وحرصه على المواطن ومستقبل اجياله، انه نظام خالي من الفجوات ولا يمكن ان يستغل من قبل الاخرين.

 

 ومن لم يتميز بتلك الصفات فيكون هشا يستند على الاساليب الملتوية في الحكم ويتبع العنف والعقلية المنغلقة بعيد عن السلام والاستقرار والامن ويتسم بالفساد والانحطاط في الاوضاع العامة بكافة جاونبها. سيكون مستغَلا من قبل الاخرين وطريق التدخل في شؤونه سهلة.

 

 يعمل الاخرين على ضمان مصالحهم وان كانت على حساب هذه الانظمة ، فتسمى في هذه الحال بالتدخلات المستندة على الموآمرات المحاكة ضدهم. ولم نسمع يوما من هذه الانظمة ابدا بما فيها من الاحزاب والتيارات والحركات عن اسباب تنفيذ الاخرين لهذه الموآمرات وعدم امكانهم لصدها بما لديهم ان كان الخلل ليس فيهم، ولماذا لم تتآمر هذه الانظمة بنفسها على الاخرين وتنفذها كما يعمل الاخرون لضمان مصالحهم . من يمنعهم من ان يكونوا ديموقراطيين ومحبي السلام والامان والمؤمنين بالعدالة ودولة القانون وضامنين للحرية ان كان الشعب مسندهم، ويمكنهم تصعيب طريق المتامرين ان لم يتمكنوا من منعهم ويعملوا على فشلهم في تنفيذ خططهم والوصول الى غيهم ان كانوا موجودين حقا، وكما يقول المثل الكوردي ، لماذا لم يغلقوا ابواب بيوتهم موصدة قبل ان يتهموا كلاب الجيران باللصوص . اي وان كانت الموآمرة جزء من عمل الدول الكبرى المخابراتية من اجل المصالح الذاتية الضيقة فمن واجب كل نظام ان يحتمي بما يمنع تنفيذ تلك الموآمرات بسهولة، وهنا تدخل الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وارتباطاتها وعلاقاتها الجدلية الواضحة مع بعضها في تحديد ثقل كل نظام او بلد، وهي من العوامل الاساسية لتقوية مكانته ومنع اي قوة كانت من الظفر منه . هكذا نتاكد بان القاء اللوم على الاخر في حال عدم التقدم في اية خطوة لتحقيق الاهداق المنشودة يُعتمد على هذه النظرية كشماعة لالقاء الفشل عليها . اي الضعفاء هم الذين يتوجهون لمثل هذه النظريات وتعتبر نظرية الموآمرة جاهزة دائما كسلاح بيد الضعفاء جميعا .

 

هنا يجب ان نستثني مخططات القوى الكبرى التي هي الضاغطة دوما من اجل بقائها حاكمة العالم باي شكل كان، والتي تتبع كل السبل من اجل السيطرة على العالم والنيل منها من اجل مصالح بلادهم الضيقة ولاهداف استراتيجية عظمى .

 

 

 

في المثقف اليوم