أقلام حرة

احمد فياض المفرجي .. موثقا ومؤ رشفا / احمد جبار غرب

الذي يجمع كل محبي الأدب والفن والثقافة عامة وقد احتفت هذا الأسبوع بالمؤرخ الوثائقي والأرشيفي المتميز الباحث الفني احمد فياض المفرجي الذي ارشف للفن العراقي منذ انطلاقته الأولى وإلى رحيله عام 1996بعد إن أضناه العيش وانسدت في وجه أفق الحرية فلقي حتفه في حادث مؤسف وهومن مؤسسي الذاكرة العراقية والتي يرجع اليها كثير من الباحثين والطلاب والمختصون للحصول على المعلومات الوافية التي تخدم أطروحاتهم الدراسية والعلمية وقد تحدث الأستاذ عقيل المهدي العميد السابق لأكاديمية الفنون الجميلة عن دور الراحل احمد فياض المفرجي في حفظ كثير من الوثائق الفنية وفي كل الاختصاصات  ويعد الأرشيفي الأول للحركة الفنية العراقية وكذلك تحدث عن سيرته الذاتية المليئة بالمطبات والعوائق ونزوعه في فترة زمنية اتصفت بالتعقيد والواقع الصعب الذي عاشه العراق تحت ظل نظام استبدادي وشمولي الذي ترك بصماته السيئة على روحية الراحل فأسرته الأفكار العبثية واللاجدوى ويبدو ان هذا السلوك قد أوجده هذا المناخ البائس ورغم ان هذا النوع من الأفكار يجد فيها الكثيرون متنفسا للخلاص من وطأة  الإحساس بالاغتراب والشعور بالاضمحلال والتلاشي نتيجة الضر وف العسيرة التي مر بها  وكان يجد في اللاجدوى مخرجا لحياة أخرى أكثر استيعابا لمتطلبات واقعه النفسي وكانت نهايته المأساوية في التلاشي تحت عجلات سيارة  في الطريق العام هي أمنية كان يتمناها قبل ان تحدث الواقعة فقضي دهسا وهو واقف على الرصيف في الشارع العام ثم تحدث الأستاذ شفيق المهدي المدير العام لمؤسسة السينما والمسرح عن حياة المفرجي وعلاقاته الإنسانية وطيبة قلبه وكيف كان يتعامل بسجاياه دون تكلف او تصنع إنما يقل مات مليه طبيعته الشخصية وكذلك عن الخزين الهائل من المعلومات الفنية والأرشيفية عن الفن العراقي وقال  ان شخصيته تتسم بالبساطة والمرح ويتذكره أصدقائه بكل وفاء وتبجيل وكيف كان يتعامل معهم بكل انشراح وانسانية بحتة دون أي إشكالات وتفهموا شخصيته و انه يعيش سلوكه العام وأفعاله دون الدخول في قالب التصنع والتكلف والتمثل…ثم ارتجل الفنان القدير عزيز خيون وهو احد كبار مسرحيينا عن التجربة الثرة للمفرجي والثروة الهائلة التي تركها لنا وقال في كلمة مؤثرة شدة الإسماع إليه بقوة إننا نعيش في مفترق طرق بعد ان سيطر الأقزام والأنبياء الجدد الذين يحاولون إرجاع خشبتنا ومسرحنا العراقي الأصيل إلى الوراء و القهقرى وبمزيد من الادعاءات الكاذبة التي تحاول خلق تأثير جديد على واقعنا المسرحي لكن ليستطيعوا ذلك لان مسرحنا ولد في خضم ظروف صعبة ومناخات ملبدة بالتخلف والطقوس والتقاليدالموروثة ولكنه انتصر وسار في طريق التألق والازدهار عبر عقود مضت ولابد ان يكون طليعيا ورياديا في رسالته وأهدافه واثني على دور المفرجي في حفظ الذاكرة المسرحية العراقية كونه نجما لامعا ومؤ رشفا فذا  وناقدا لاذعا بعد ذلك تحدث ابنه أظفار احمد المفرجي الذي اثاردهشة الحاضرين بمعلومة عن سر موت أبيه احمد فياض المفرجي بعد ان أكد ان عملية الدهس التي أودت بحياة أبيه قد تمت بإرادة شخص اقر بأنه  هو الذي دهس المفرجي عندما كان يقف على الرصيف ورغم ذلك اعتبر الحادث قضائا وقدرا وبذلك قد وضع حدا للتقولات التي شاعت حينها حول موت أبيه

وتعد وفاة المفرجي خسارة للفن العراقي الذي لم يجد بديلا يتسلم زمام التوثيق والأرشفة الفنية بعد وفاته


 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2030 الثلاثاء 14 / 02 / 2012)


 

                                             احمد جبار غرب

في المثقف اليوم