أقلام حرة

لا لتقاليد رجولية مزيفة تفرض وتسلط علينا نحن النساء

تقف السنين كامراة شامخة تطالبني بنبذ عبودية النفس والحزن والاحباط لسيف الرجل الشرقي . . تأخذني الى شواطيء تفيض بسيل الامل والتفكر لهذا العطاء باروع مكنونات البذخ الزاخر لكرم البحر. الذي يعج بعالم صامت لايعبا بما يدور حوله من امراض النفوس الخاوية والعلل البشرية التي تقتل كل جميل فينا.

اخذني موج الخيال وانا ارنو للبحر لاغنية تقول (خذني حبيبي على الهنا وانسى الزمان وانسني خليني اخلق يا انا منك ولي الدني. .

كانت تلك مقدمة اعتملت في نفسي وانا احرر موضوعي هذا عن المراة وكيانها الذي يشبه البحر في عطائه ولاينتظر حمدا ولا شكورا.

 

(محاولات لقتل امراة لاتقتل). . نزار قباني.

ان العنف ضد المرأة لايجسد فقط في تعرضها للقتل او الاغتصاب بل يساوي في نظرة الرجل اليها ككائن مركون ومهمش. فقط وعاء تفريغ وانجاب وخدمة منزل. وبذل الجهود المتواصلة دون الاحساس بها.

وما ياسف له ان هناك المئات من الذين يدعون الثقافة والتحضر كما يقولون انهم يواكبون تطور العصروالتحرر. لكن حين تحتك بهم وتجالسهم ترى العكس من هذا.

ازدواجية في الراي والسلوك. وان المظاهر الشكلية كثيرا ما تهمهم.

 *** ***

 

اما حين تفرض التقاليد الرجولية الشرقية التي تسلط علينا كواقع مر ويفرض بتهكم بكل عنجهيته. هنا الطامة الكبرى.

وعلى المراة التي تؤمن بقدراتها الثقافية والعلمية ان تبرز وتساعد في تحرر اخواتها. وتكون في طليعة المتحدثات وتقود وتجاهد كي لاتهمل حقوقها.

والمراة العراقية لازالت تشق طريقها وطريق نجاحها بصعوبة جدا امام التراجع الكبير الذي الم بواقعنا كنساء عراقيات. شاركن منذ القدم وساهمن في كل المجالات التي تخدم الوطن. والمراة العراقية اعطت كما لم تعطي مثلها امراة في اي مكان اخر من دول العالم وهذا حق لمن ينصفها.

الا يحق لها ان تشعر بتواجدها واحترام كيانها من المحيط الذي بات شكليا وسطحيا مع الاسف الشديد.

 وهناك من ترضى لنفسها مع الاسف ايضا ان تكون الثانية والثالثة وحتى الرابعة. او فيما يسمى زواج المتعة وهذا وحده كفيل بان يمتهن كرامتها.

لهذا يجب عليها ان تمحو كل هذه السلبيات التي تجعل منها فقط اداة متعة وانجاب. ولاتجعل من الرجل سيفا مسلطا على رقبتها في كل شيء لانها حين تستجيب لمثل تلك الامور تكون قد ساهمت في تهميش كيانها.

ولايوجد اطلاقا مبرر. مثل العنوسة او كثرة الارامل وغير هذا من مبررات قبولها بطمس شخصيتها واخضاع نفسها تحت رجولة متسلطة ومزيفة فقط لاشباع الرغبات.

والمرأة مسؤولة بالدرجة الاولى عن تثبيت وجودها قبل الرجل.

والان ارى التراجع والعد التقهقري الذي تعيشه المراة في العراق. مع التطور الكبير في التكنولوجيا. . وعصر الانترنيت الذي جعل العالم كله قرية صغيرة كما يقال. . . و نحن نغوص بين الجلباب والحجاب وراي ان هذا لا يشكل مكانة المراة او جدية شخصيتها. . لان الواقع الذي لمسته حين حضرت احدى مناسبات الزواج لاحد ابناء الدولة الموقرة.

وكيف كانت النسوة بااجمل حللها وزينتها المتحضرة جدا وارتداء البدلات التي تكشف عن مفاتنهن. ورايت الجوع الكبير (مع احترامي) لهذه المتخفية تحت سوادها من النقاب الى اخمص القدم.

 نظرت بدهشة كبيرة. وهي الحقيقة المجردة لو انها لم تعش تحت زيف الرجولة الشرقية التي تضمن لنفسها حق التمتع بجمال المراة واحتكار حريتها لما كان هذا الذي رايت. . ولما كان هذا النهم في ارتداء البدلات الاكثر عري وفتنة .

والحقيقة هذا السلوك هو من يستبيح للرجل سلطة وسيفا كبيرا على رقابنا نحن النساء. ولان الاستجابة الكلية لمسخ الشخصية فينا هو كفيل بان يجعلنا كائن تابع ومرفق للرجل العربي والشرقي.

(مع الاحترام والاعتذار للقلة القليلة التي تؤمن بوجود المراة وحقها في تحرير كيانها وذاتها.

ولكن القليل لاينفع ) (وهناك مثل يقول ماحك جلدك غير ظفرك )

***** ***** ****

 

تزنرت النجوم قلب

الدجى

ونسجت اكاليل العطر

بفضاء السحب

رقص قمر السمار

وسط تبانته

بحزمتها الفضية

وعبقت تباريح

الشبوي بتلافيف

انف الازمنة العاقبة

بطفولتي

ققلت تعالى انت

ربيعي الزاهر

بسرديات شهرزاد

وحكمتها بجبروت الجاثم

برقاب القوارير

الجميلات

**** **

 

عبثت تشنجات الياسمين

براسي المتورم بطيوفه

ونزعت صراخي المطمور

بدواخلي

لاعلنه وهجا

مخمورا بصمتي

ووقار ايامي

****

 

اعلنت حريتي صخبا

ببزات القبيلة

وميراث غطاه

الرماد

****

 

لم ارث سوى

اكذوبة

بمرارة السنين التي

رهنت حزنها بباب

الترجي

 

 تشحذ بانامل الامل

ضحكة ايامها

 امراة لاتقتل

فرضت على دغل الحياة

المعتمة

بحضرة القوانين المنسوجة

 بعباءة الموت

البطيء

وهذيان الحرية

 

فاطمة العراقية

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1190 الاربعاء 07/10/2009)

 

 

في المثقف اليوم