أقلام حرة

تساؤلات غير بريئة / احمد جبار غرب

الذي حكم العراق لمدة عام إثناء الفترة المخاضية التي عاشتها البلاد جديرة بالتأمل والوقوف عندها  إذا ان مبلغ 61 مليار دولار المفقودة من صندوق التنمية العراقي أل difتضعنا إمام تساؤلات و إمام واقع مرعب نعيشه وعشناه وهو هل كان غزو العراق عبارة عن   حرب تحرير؟ أم  محاولة لسرقة كبرى وسرقات؟ وهل هي مشروع لسرقة واحدة تتمثل بسرقة وطن بكل ارثه التاريخي والحضاري؟ وإذا ماعلمنا ان الأمر لم ينتهي بتلك الشاكلة بل استمرت عملية النهب المنظم للأموال العراقية مع تعاقب الحكومات المنتخبة ديمقراطيا والتي تهيأت لها فرص الوصول للسلطة والتحكم بمقدرات الشعب فهل كانت تلك المشكلة هي من صميم أهداف التغيير الذي جرى بعيدا عن الشعارات والأهداف الفضفاضة و المعلنة التي يتشدق بها الحاكمون ؟ولا غرابة في ذلك إذا ما علمنا ان العراق يحتل المرتبة الأولى عالميا بحجم الفساد المستشري ورغم ان الذي كشف عن هذا المستور هو الجانب الأمريكي فما المغزى من ذلك ؟ وربما تكون له خلفيات سياسية مؤثرة على الواقع السياسي الحالي الذي يعيش خريفه بكل جدارة بعد الصراعات بين الإخوة المعارضون في محاولة الحصول على الصدارة في صنع القرار السياسي  دون اي اعتبار لمتطلبات الشعب ومصالحه ولا نريد ان نلوك في الكلام ونكرر بل نقول بالفم المليان ان اي حكومة جاءت للعراق لم تحقق اي هدف يخدم مصالح الشعب العراقي بل هي  كانت مجرد تكوينات سياسية طائفية تحاول ان تكون في الواجهة لخدمة أجندات خارجية ويتزامن ذلك مع السلوك السياسي المنحط في التعامل مع العراقيين وكأنهم طائفة أو عرق أو جماعة دون النظر لطبيعة  متطلباتهم والواقع البائس الذي يرزحون تحته  وتبين ذلك من خلال التعامل الفج معهم إثناء التظاهرات التي جرت واتي حاولت الجهات الحكومية تأطيرها تمشيا مع نهجها وسلوكها المتأصل في الاستحواذ والتشويه بقصد التحجيم والإقصاء والذي لم تنتهي فصوله بانتهاء اي فترة حكم مربها بل تزداد المشاكل والويلات في انعدام البنى التحتية الخاوية وعدم احترام أدمية الإنسان العراقي وهو يعاني الأمرين من ساسة فاسدون وإرهاب عابث دون هدف وعدم تمكن الحكومات المتسلطة والتي جاءت عبر انتخابات موجهة شابها الشك والتطويف  من وضع حدا لها وايجاد علاجا ناجعا لتلك المشاكل ومع حالة الحول والقصور في فقرات الدستور وعملية الانتخاب العرجاء التي تمرر كل فترة بحالة من الزيف والبطلان مع أغلبية وهمية ولا وثوق في صحتها لأنها بنيت على تصورات خاطئة ومريضة  الغرض منها الحكم ليس إلا !!ولهذا فان الكشف عن هذه الأموال يعني التلويح بإسقاط اي سياسي يحاول الخروج على طاعة السيد الأمريكي القابع في البيت الأبيض وهومايعنيه ان هناك سياسيون مهددون في كشف فسادهم وموبقاتهم ان استمرت الحالة العراقية بالتشرذم والخواء وبما ينعكس ويؤثر إقليميا  من خلال تماس مصالح المنطقة وتشابكها بعضها مع البعض الأخر وتلك الحالة لتروق للسيد الأمريكي وتشكل مصدر قلق لمصالحه السياسية في المنطقة ويقينا ان ماستكشف عنه الأيام القادمة سيصيبنا جميعا بالدوار والصداع لحجم الشخصيات الفاسدة ونفوذها وهي تعيش في المنطقة الحرة والمحصنة تلك هي المنطقة الخضراء.

 

احمد جبار غرب

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2117 الجمعة  11 / 05 / 2012)


في المثقف اليوم