أقلام حرة

مسعود البرزاني وسعيه نحو الهاوية / جعفر المزهر

فضرب الاستقرار السياسي تترتب عليه كل التفاعلات السلبية في الاقتصاد والأمن والذي يشكل عدم استقراره معضلة المعضلات في حياة العراقيين، وهذا كله اصبح لا يطاق،  لكن أمراء الطوائف والأعراق على خلاف الفئات الاخرى فهم يعدون ضرب الاستقرار السياسي من الضرورات الدائمة في تضخيم اذرعهم الاخطبوطية داخل مفاصل الدولة والتي لا يريدون لها ان تكون مثل باقي الدول المحترمة والمستقرة، واصبح يقينا لنا ان من ابرز هؤلاء اللاخطبوطيين هو مسعود البرزاني الذي يستفزه على وجه الخصوص وجود دولة طبيعية ومستقرة في امنها واقتصادها لان وجود هكذا دولة سيرجعه الى وضعه وحجمه الطبيعي، وسيكون موقعه ابروتكوليا داخل مفاصل اللدولة وترتبياتها منحصرا في مجالس المحافظات والأقاليم، وسيتقدم عليه هوشيار زيباري او وزير الصحة اوالتجارة او اي وزارة اخرى في اي بروتكول رسمي يخص الدولة الاتحادية وهذا يقلق ويقض مضجع السيد البرزاني الذي اصبح يستطيب لقب السيد الرئيس ويبذخ الغالي والنفيس ويقيم المؤتمرات من اجل ان يشنف اسمائعه المتملقون بلقب الرئيس، فالسيد مسعود هو من النوع الصلد جدا وهو العشائري الذي لا يلين مهما حاصرته المدنية (ومولاتها) الشاهقة ولهذا تراه يصر ان يبقى مشاكسا ومتضخما وآفاقه السياسية محدودة جداً، ويحاول ان يقنع نفسه والآخرين على انه قادر بإعادة الامور الى نصابها الاول وينسى انه سيكون اول الخاسرين عند اختلاط الاوراق السياسية من جديد .

السيد مسعود لا يريد ان يقبل او يسلم ان الدولة ليست على سابق عهده بها، فهي اليوم ليست كما كانت بالأمس مفككة وتحركها رغبات امراء الطوائف والاعراق، صحيح ان الدولة لم تكتمل بالتمام والكمال لكنها اصابت البوصلة وحددت اتجاه السلامة القائم على فلسفة اعادة الهيبة لمؤسساتها ومفاصلها الرئيسية، وهذا كله، جعل السيد مسعود يتطاير ويتلايط ويخلط الحابل بالنابل، فإستقرار الدولة عنده دكتاتورية وضياع لحقوق الكرد، اي فكر سياسي هش ورجعي يحمله هذا العشائري الاقطاعي، حكماء الكرد كثيرون، أليس هناك من حكيم يرشده للصواب، فلقد اصبح السيد مسعود حانقا وهستيريا على كل من يقف امام رغباته الجامحة في السيطرة والدكتاتورية، ويوزع حسب رغبته وابوته شهادات حسن السلوك السياسي للاخرين ونسي انه هو وليس غيره من مد يده لصدام في حروبه الداخلية ضد اخوته الكرد، وهذا ابشع فعل سياسيى قام به شخص يدعي انه الراعي الاكبر لحقوق الكرد!، فهذا الطنين والوعيد ضد الاخرين والذي يمارسه السيد مسعود والمنتفعين من موائده من سياسيين وإعلاميين و(مفكرين) عربا وكردا، سيدفع بكرد العراق نحو الهاوية لأنهم سيخلقون لهم عدوا مفترضا ليس لهو وجود الا في مخيلتهم وسيتحول هذا الامر الى مرض فوبياوي يدمرون به انفسهم بانفسهم ويخسرون ما تحقق لهم، فالعنتريات التي اصبح يمارسها الكرد في الاعلام والسياسة ضد الاخر لا تعود على صاحبها الا بالخسران، وتاريخ العنتريات شاهد على ضياع اصحابها، من هتلر الى صدام وصولا للقذائفي وباقي زعماء العنتريات الذين اصبحت عنترياتهم يتندر عليها التاريخ، يليق بالكرد ان لا يتعنترون على العراق فكفى بالسابقين واعظا لهم، فهم بمحض إرادتهم عمدوا عراقيتهم من خلال الاستفتاء على الدستور ووحدة العراق، ويبقى ان العنتريات والاستعلاء لا يتنافح بهما الا الخائف وغير الواثق من نفسه، ونأمل ان يكون هذا بعيدا عن كرد العراق الاعزاء  

وليحسبها الأخوة الكرد حسابا دقيقا ان محبة العراقيين لهم قد تنحسر بسبب التوجهات الشوفينية التي يمارسونها اتجاه العراقيين الاخرين، ولن تنفعهم بعدها رواتب التلميع التقاعدية الضخمة والمنح التي يمنحونها لبعض الظواهر الصوتية في الاعلام والفكر العراقيين والتي لن تجديهم نفعا مثلما لم تنفع صدام قبله وهو الذي كان يدفع بسخاء اكبر، فلقد كان يدفع كوبنات نفط وكانت ظواهره الصوتية في الاعلام والفكر أقوى واكثر حيوية وشباب من شيوخ مؤتمر نصرة الكرد، فلم تعد تنطلي الآعيب الارتزاق الاعلامي والثقافي على العراقيين، واصبح مكشوفا ومفضوحا كل ما يروجوه هؤلاء الاعلاميين والمفكرين بحق مسعود البرزاني، فإظهارهم كل نشاطاته السياسية على انها حق، او انه الحق المحض بذاته اصبحت سمجة وغير محترمة عند العراقيين، فهل يعقل ان يدافع صحفيون ومثقفون عن دعوة البرزاني او بالأحرى دعوات البرزاني ونشاطاته الساعية لتكريس ضعف الدولة ؟ واصراره على بقاء القوات المسلحة على حالها المترهل عسكريا، فلا طائرات ولا اسلحة ثقيلة، يتبعها سرقة للنفط في وضح النهار وعلاقات مع اسرائيل وتحويل شمال العراق الى قاعدة تجسس للإسرائيليين، ومع كل هذه الموبقات السياسية والخيانات التي يرتكبها مسعود البرزاني وعائلته الحزبية بحق الدستور العراقي الذي اقسم على صيانته والحفاظ على مواثيقه  نرى المنتفعون من الاعلاميين والمفكرين يحاصرون الدولة ويتحولون الى لوبي ضاغط بيد مسعود وحزبه وحجتهم في هذا هي نصرة القضية الكردية، فاي قضية كردية بقيت بالعراق والكرد اليوم في قمة هرم السلطة وموجدون في كل مفاصل الدولة الامنية والسياسية والاقتصادية، هذا نفاق وارتزاق لا يضاهيه حتى ارتزاق طبالي الحقبة الصدامية السابقة .

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2119 الأحد  13 / 05 / 2012)

 

في المثقف اليوم