أقلام حرة

بالعقول المريضة لا يمكن بناء العراق الجديد / جمعة عبد الله

وفي خلق عادات وقيم ديموقراطية تدعم تطور البلاد وتثبت اسس استقراره . حيث ان  من مكوناتها  الاخاء والسلم والتعايش

السلمي ونبذ العنف بكل صوره الارهابية . واحترام حقوق المواطن . واحترام الحريات العامة، واحترام الرأي الاخر . وبهذا تفتخر البلدان الديموقراطية بتراثها الثقافي المتنور،التي تساعد على تقدمها الحضاري والعلمي .. اما في عراقنا

الجديد بعد سقوط النظام المقبور، الذي عانى منه الشعب شتى صنوف الويلات والعذاب القاسي،حتى لفظت انفاسه الاخيرة وطمر في مزبلة النفايات ... استبشر الشعب خيرا بالمولود الجديد الذي سيولد معه النور والصفاء والبناء والاصلاح

لكن خابت ضنون الشعب وأماله . حيث ان الكتل السياسية التي استلمت السلطة والنفوذ،ارتكزت على حفنة من اصحاب الثقافة الظلامية .. ثقافة الدجل والنفاق والكذب والتضليل والخداع والجهل السياسي والتخبط في اصدار القرارات التي لم تمس صلب الواقع المعيشي لغالبية ابناء الشعب وبقرارات قرقوشية تجبر المواطن على الالتزام بها حتى لا يقع تحت عقاب القانون . وهذه القرارات او الاجراءات تصب في قائمة طويلة من الممنوعات التي تحصر المواطن في بوتقة ضيقة، وتسلب منه حق اختيار اسلوب حياته اليومية، وتفرض وتحجم عنه اشياء كثيرة، وبفرضها اسلوب حياتي جديد . مستهجن وغريب على البيئة العراقية. مثل ممنوع الموسيقى والطرب والحفلات الغنائية .. ممنوع المسرح 

وعروضه المسرحية بكل اشكالها .. ممنوع الاختلاط ويبدأ من المدرسة الابتدائية الى اعلى المراحل وفي مؤسسات الدولة، وحجب دور المرأة في المشاركة الفعلية في المجتمع والبرلمان .. ممنوع السينما واغلاق دور العرض التي كانت

السمة البارزة التي يفتخر بها المواطن البسيط .. ممنوع التجمعات والمظاهرات السلمية التي تطالب بقوتها اليومي بمطالب مشروعة . بينما تسمح وتساند وتدعم مظاهرات الولاء والتأييد والمساندة بشكل يثير السخرية والاستهجان، وتذكرنا بمسيرات التأييد للقائد الملهم الذي ازهق ارواح الالاف من خيرة الشباب العراقي في مسرحيات هزيلة تثير الشجب والسخرية .. ممنوع الرأي الحر والاعلام الصادق الذي ينطلق من الحقيقة ومن دواعي الحرص والمسئوولية تجاه تربة الوطن،  وبوضع جملة من  عراقيل والسدود التي تصب في تحجيم وتغيب وتجاهل وابعاد الاقلام الشريفة المعروفة بعطائها الخلاق،في حرمانهم من اخذ الموقع المناسبة لعطائهم الفكري او.  تهديهم بمحاكم التفتيش

السيئة الصيت . ولكن تسمح بشراء الذمم وترويج ثقافة هجينة لا تمس العصب الاساسي الذي يعاني منه المواطن، بل تحاول بذكاء خبيث وبتشويه متعمد تصوير المواطن يسبح بحمد وفضل السلطة  بتوفير الخيرات الوفير ومكاسب الكثيرة

التي ينعم بها المواطن . . ان هذا الدجل والتضليل والشعوذة الهزيلة . تفتح الابواب مشرعة امام التخبط السياسي والاحتقان بين الكتل السياسية وهذا لا يخدم المسيرة الديموقراطية في البناء والاصلاح وهو ارتداد صارخ لارادة الشعب

في التطلع الى الحرية والديموقراطية وبناء دولة القانون بعيدا عن التناحر والصراع على السلطة والنفوذ والاستحواذ على خيرات العراق المالية من خلال النهب والسلب والاختلاس .. ان هذا السرطان الذي ابتلى به المواطن هو نتيجة

حتمية للطائفية والمحاصصة السياسية التي تقتصر على كسب المزيد من المكاسب والامتيازات الذاتية والنفعية التي فاقت كل التصورات، بينما الشعب يعاني العوز والفقر والحرمان . وصار المواطن حقل لتجارب الثقافات الهجينة والظلامية

التي تكرس الفتنة والتفرقة والاحتراب والعداء بين القوميات والاقليات المختلفة .. وما تعانيه الاقليات من جور وتسف وارهاب في مناطق الوسط والجنوب من العراق . يهدد بتصفية عرقية شاملة عن طريق التهجير القسري والاضطرار الى

الهروب خارج الوطن خوفا من التصفية الجسدية . ان هذه الممارسات اللانسانية تصب بعدم احترام الديموقراطية وخرق فاضح للعدالة الاجتماعية والاخاء الاجتماعي وسياسة التعايش السلمي الذي عرف به الشعب العراقي منذ قرون طويلة

انها سياسة ترمي الى تخريب العراق بشكل مبرمج .. وان تولي الجهلة او ما يسمى بالزعاطيط السياسة في ادرة شؤون البلاد وفرض اسلوب حياتي هجين مثلما يشاءون هو انتهاك صارخ لحقوق الانسان .. ان هؤلاء اصحاب الكهوف المظلمة

اصحاب الثقافة البوليسية  لا يملكون ارث ثقافي او تعليمي، انهم جهلة ومتخلفين واصحاب الشهادات المزورة (5) الاف شهادة مزورة وبدرجات علمية عالية .. فكيف نطلب من الكتل السياسية التي في يدها القرار السياسي، ان تعمل بجد واخلاص

لعملية البناء والاصلاح وهم يسبحون بنعم الفساد المالي .. كيف نطلب منهم احترام الاعلام الحر والفكر الصادق وهم جهلة وشعوذين ومهنتم الدجل  والتزيف والتملق وتقبيل الايدي وطبطبة الاكتاف . وكل همهم ومساعيهم  الجلوس على

الكراسي الفاخرة . اما العراق فانه  كلمة مشطوبة في قاموسهم اليومي

 

جمعه عبدالله

     

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2132 السبت  26 / 05 / 2012)

في المثقف اليوم