أقلام حرة

الجزائر: درس في الكرامة في مقاطعة اسرائل والعقلانية في التفاوض مع الكبار

 planetenonviolence.org مقالا –أترجم مضمونه - وهو تحت عنوان :

 

 الجزائر تلغي أكبرصفقة جزائرية ما بين وزارة الطيران الحربي للجزائر والحكومة الفرنسية التي كانت تهدف الى شراء معدات طيران حربية فرنسية..، حيث تم الغاء العقد، بسبب ثبوت وجود مركبات تم صنعها في اسرائيل، حسب ما نشره الاعلام الجزائري الوارد في جريدة الأخبار التي كتبت عن صفقة الأسلحة الكبيرة الهامة التي تم الغاؤها مع الحكومة الفرنسية، لمجرد أن هذه الأخيرة، لم تحترم بنود اشتراط الحكومة الجزائرية عدم وجودأية مركبات اسرائيلية في تركيبة صنع المعدات الحربية الفرنسية الممتفق تصديرها الى الجزائر، ثم عدم اتباث مصادر المركبات الأخرى –الغيرفرنسية الصنع - المضافة الى التجهيزات الممضى على شرائها، كما صرح مسؤول جزائري عالي المستوى للصحيفة المذكورة، الذي أضاف قائلا كنا نرغب من وراء هذا الالغاء ارغام فرنسا على الاحترام الكلي لشروط بنود التعاقد التي تلزمها باحترام مبادئنا الوطنية، بهدف قطع كل السبل أمام كل احتمالات وجود منتوجات حربية اسرائلية ضمن نظامنا الدفاعي الحربي .

 

 والمثيرللاعجاب والاحترام الكبيبرين، هو أن مفاوضات عقد هذه الصفقة الحربية الكبيرة قد تمت في غضون عام بأكمله ، حيث لم تلن عزيمة الجزائريين، بقوا راسخين في موقفهم المبدئي، وثابثين على شروطهم وهي : الرفض الكلي لاية مركبات اسرائيلية تدخل في تركيبة صنع التجهيزات الحربية الفرنسية في الصفقة الكبيرة المعروضة للجزائر، مما أثارحفيظة وحنق المفاوضين الفرنسيين، وأعيتهم كل الحيل والضغوط لاتمام هذه الصفقة الكبيرة المربحة للخزينة الفرنسية في أزمتها الاقتصادية الحالية، وتثبيت أقدامها الهشة على أرضية أهم الأسواق الدولية لسلاح الطيران الحربي الذي تخصص له فرنسا معرضها السنوي بضاحية الشمال بورجي كأكبر تظاهرة للطيران الحربي في العالم،

 

 وهذه ليست أول حادثة من هذا النوع، فهي ثقافة وطنية جزائرية بامتياز، اذ سبق لوزيرالدفاع الجزائري، أن اشترط نفس الشروط الصارمة بخصوص عقد شراء بارجة حربية مع بريطانيا، وطائرة حوامة حربية مع ايطاليا، حيث تم امضاء صفقة مع هذه الأخيرة، تتضمن شراء بوارج حربية مجهزة بصواريخ مضادة للغواصات لحربية يمبلغ مالي ما قيمته 4 ملايير أورو

 

وقد تم بموجب بنود هذه التعاقدات الزام كل الشركات الصناعية الدولية للمعدات الحربية، بتقديم لوائح مفصلة لكل أنواع التركيبات التقنية، ومصادرالبلدان التي صنعت فيها، مع اشتراط تيسيرضمان وجود البلدان التي يمكنها تزويد الجزائر بخدمات الصيانة لمدة خمسة أعوام من بداية امضاء عقد الشراء .. لأننا لا نرغب في الخضوع لمنتجي الصناعات الاسرائيلية أو نصبح رهائن لاسرائيل حسب تأكيد المصدر المذكور

 

وتعتبر الجزائر حاليا ثالث أكبر دولة عربية من ذوي النفقات الضخمة على العتاد الحربي، حيث بلغت نفقاتها عام 2008 حولي مليارين و400أورو من أجل تحديث المعدات الحربية

 

كما تعتير اسرائيل في الوقت الحاضر، خامس أكبر دولة مصدرة للأسلحة، وتبقي الولايات المتحدة الأمريكية الأولى في هذا المضمارالذي تهيمن فيه على ,3/0052 بالمائة من السوق العالمي للأسلحة تليها بريطانيا بنسبة ,713/بالمائة وروسيا ب ,2 8 بالمائة وفرنسا بنسبة ,77بالمائة ثم اسرائيل بنسبة 5بالمائة

 

 وتعداد سكان اسرائيل 7ملاين و400 من السكان، الا انها اكبرتاجر للمدافع في العالم مقارنة لكل رأس بشري بها مما يجعل الاسرائليين يعتبيرون بلدهم اسرائيل نورا وسط الأمم

 

 ويختتم الموقع هذا المقال بالتنبيه الى ان الموقف الجزائري، هو نموذج للاقتداء به - حيث تكمن كرامة الشعب الجزائري وحكومته في خصوصية مقاطعةاسرائيل بهذا الاصرار وبهذاالحجم الكبير، المتمثلة في منتوجات صناعات الأسلحة الثقيلة التي لاتوجد عليها أسماء اسرائيل، والقدرة على محاسبة ومعاقبة واذلال كل الشركات العالمية التي تتعامل مع اسرائيل بمقاطعتها، وتلك الطريقة الأنجع والأمثل لتقليص قدرات اسرائيل في الحاق المزيد من الاضرار لفلسطين وابادة سكانها انتهى المقال

 

 وأضيف الى هذا، ..ذلك الموقف الجزائري المشرف باستضافتها للصحفي السويدي الذي فضح جرائم اسرائيل بغزة، كماأن سلوك المسؤولين الجزائريين، لهو نابع من ارادة الشعب الجزائري أولا، وترجمة عملية، لعقليته نفسيته وميوله ورغباته وطبيبعته، كما يترجم عن القدرات الكبيرة التي يتمتع بها المفاوض الجزائري، ومدىفهمه للعقلية الغربية المصادمة المتحجرة والمحقرة بطبيعتها، ويترجم قدرة الانسان الجزائري عموما على ممارسة حرفنة الندية بكل أبعادها النفسية والحرفية، وللجزائريين باع دولي كبير كمفاوضين دوليين في الأزمات الدولية منذ المرحوم بومدين مما جعلها وجهة للأخطبوطية اليهودية العالمية أكثرمن شقيقاتها بدول المغرب العربي، قصد تمزيقها من الداخل باستنباث الاقتتالات الداخلية، والنزاعات العرقية بين العرب وقبائل الأمازيغ، وتنشيط رهوط من أذناب بقايا الاستعمار الفرنسي من دعاة وأنصارالفرانكوفونية في كافة المغرب العربي، ودعم لصوصية الجنرالات والمحتكرين وسماسرة التغريب في المنطقة المغاربية، واختلاق النزاع العبثي مع البلد المجاورالشقيق المغرب، الذي حذرالجنرال دوغول من خطر توحدهما على المصالح الفرنسية في منطقة المغرب العربيوانعكاسها على مصالحها التاريخية في الشام منذ نابليون، وعلى دول جنوب الساحل الأفريقي الفتية لارتباطها الروحي بالمغرب العربي عبر الطرق الصوفية الشاذلية والقادرية المغاربية التي حملت الاسلام والثقافة العربية منطلقة من موريطانيا متغلغلة داخل مناطق السنغال دخولا الى مالي غانا وغينيا ,ووصولا الى النيجير ونيجيريا، مزيحة من طريقها كل المؤسسات التبشيرية الممولة من الفاتيكان والامبرياليات الأوربية الكبرى، كما حذردوغول من مراقبة الجزائر عن كثب، وعدم السماح بعدم اعادة تعريب اللسان الجزائري،، ومنع توحيد المغرب العربي، الذي معناه في نظر دوغول، تغييرمصيروقدرالأمة العربية، وتهديد المصالح الفرنسية ببلاد الشام ، وربط مصير وقدر الأمة العربية بخلفتيها الحضارية - الاسلامية بآسيا غير تركيا وصولا الى جاكارطا حسب رؤية المفكر الجزائري الكبير المرحوم مالك بن نبي

كما أن لالغاء هذه الصفقة الفرنسية/الجزائرية ابعاد استراتيجية واقتصادة كبيرة منها :

 أولا :انها الحقت ضربة كبرى بالاقتصاد الفرنسي الذي يعاني الأمرين منذ ما بعد العهد الشيراكي، وحيث يشكل بيع العتاد الحربي أهم مداخيل فرنسا منذ بعيد الاستعمار

ثانيا: اعطاء درس قاس لعنجهية فرنسا التاريخية الكولونيالية ، وتمريغ غطرستها في الأوحال، بقدرات طاقم الحكومة الجزائرية، وعلو كعب المفاوض الجزائري على التفاوض مع أرباب الحوارات الكبار، رغم التحايلات والضغوط والتهديد والتخابث من الطرف الفرنسي، مما يدل على التفاوض مع العدو هواولا روح وارادة وقوة عزيمة قبل أن يكون تقنيات علوم التواصل والاتصال، سواء أكان المفاوض(بفتح الواو) ساركوزي أم اوباما أو ناتانياهو

 ثالثا - اشعار كبار هذا العالم بأنهم ليسو قدرهذا الكون، والماسكين لوحدهم بخيوط مصائرالشعوب، كما كان يردد قطب التصوف الجزائرالأكبر ومجاهدها وفارسها الهمام، وقاهرالفرنسيين الأميرعبد القادر الجزائري الذي كان يردد دائما حكمة سيد الطائفة أبو القاسم الجنيد البغدادي بأن الغنى الحقيقي هو ترك العلائق، والتعالي بما في أيدي الخلائق، والتعلق بمصور الحقائق

 رابعا - ان ضراغم مرتفعات جبال الأوراس الجزائريين من أقصى العالم الاسلامي، قد عززوا أشقائهم ليوث هضاب وأرباض الأناضول الأتراك بمواقفهم المشرفة الأخيرة مع أشقائنا بلفسطين

خامسا - وليعتبر بعض ساسة دول المشرق العربي، المتهافتة على تكديس شراء الأسلحة من مصادر مشبوهة مرتبطة باللوبيات الاسرائيلية، رافعين شعارات الواقعية السياسية والليبرالية الاقتصادية الجديدة الهوجاء، حيث أصبح هم بعض ساستهم الأوحد، والوحيد، هو التخلص من العبء الثقيل الفلسطيني ولوبالارتماء في الحضن الاسرائيلي،

 

د.الطيب بيتي العلوي/ باحث مغربي في الأنثروبواوجيا - بباريس

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1198 الخميس 15/10/2009)

 

في المثقف اليوم