أقلام حرة

طارق الهاشمي يدخل على الخط ؟! / علي جابر الفتلاوي

وطلبات اطراف التأزيم متوزعة بين طلبات قومية عنصرية تقسيمية للعراق؟ وخائفة من بناء الدولة القوية الواحدة؟ وطلبات طائفية سياسية بعثية تريد تغيير المعادلة السياسية؟ وامتلاك القرار السياسي والتحكم فيه؟ او طلبات نفعية حزبية تهدف للحصول على امتيازات ومكاسب اكثر من الحكومة  هذه الاطراف بدوافعها المختلفة المعلنة وغير المعلنة؟ يجمعها مشترك واحد وهو التخلص من المالكي؟ لانها تعتبر وجوده هو العقبة الحقيقية لتحقيق هذه الطلبات التي تتقاطع مع المصلحة الوطنية للعراق؟ وتتقاطع مع اماني الشعب العراقي .

دول التأزيم الاقليمية ايّدت ودعمت هذه الاطراف؟ وشرعنت طلباتها اللادستورية وقدمت الدعم المادي والمعنوي لها؟ او على الاقل لبعض هذه الاطراف؟ ووجدت في الجهة التي اصطفت بجانبهم من التحالف الوطني وتبنت طلباتهم خطوة مهمة في تحقيق الاهداف المرسومة لهم؟ دول التأزيم الطائفية في المنطقة تعتبر المالكي هو العقبة الكبيرة امامهم في تحقيق طموحاتهم في العراق والتي اهمها تغيير المعادلة السياسية لصالح رجالهم داخل العراق .

ان بعض اطراف التأزيم في الساحة السياسية العراقية هم جزء من المشروع الطائفي في المنطقة؟ وهم المناصرون لطارق الهاشمي والمدافعون عنه؟ لانهم امتداد لمشروع طارق الهاشمي الطائفي المدعوم من دول الاقليم الطائفية كالسعودية وقطر وتركيا لتغيير المشروع السياسي الجديد في العراق .

من خلال احداث الازمة المفتعلة؟ وجد طارق الهاشمي ان جميع طلبات هذه الاطراف تصب في مصلحة مشروعه الطائفي التقسيمي؟ وفي مصلحة المشروع الاقليمي الطائفي لتغيير المعادلة السياسية لصالح الطائفيين والبعثيين في الساحة السياسية العراقية؟ وتصب كذلك في خانة مصلحته الشخصية لتبرئة ساحته وعودته الى الساحة السياسية من جديد لممارسة دوره التخريبي الطائفي؟ وممارسة جرائمه الارهابية وبثوب جديد؟ وعزيمة اقوى من اجل تحقيق الاهداف الطائفية البعثية التي تخدم الاجندات الخارجية المعادية للوضع الجديد في العراق .

عندما وجد طارق الهاشمي ان اهداف هذه الاطراف السياسية التي افتعلت الازمة خاصة بعض قيادات القائمة العراقية التي تتلقى تعليماتها من خارج الحدود  ومسعود البرزاني الذي يهمه كثيرا ان يرى العراق ضعيفا خاويا او مقسما لتحقيق اهدافه التوسعية المرسومة المدعومة خارجيا ايضا؟ دخل على  الخط بصورة مباشرة واعلن تأييده لهذه الاطراف؟ وعقد مؤتمرا صحفيا من حاضنته تركيا؟ وهو يشدّ على ايدي هذه الاطراف السياسية الداعية لسحب الثقة عن السيد المالكي؟ لانه يعرف ان من ثمرات مشروع سحب الثقة عن المالكي هو تبرئة ساحته؟ واسدال الستار على جرائمه الارهابية؟ والانتقام من القضاء العراقي؟ والانتقام من كل القيادات الوطنية التي تسعى لبناء العراق الديمقراطي؟ بمشروع وطني بعيدا عن النفوذ الخارجي  وبعيدا عن الطائفية المقيتة التي يسعى الحلف البعثي الطائفي لاعادتها من جديد الى العراق؟ وبدعم قوي من تركيا وقطر والسعودية .

الاطراف السياسية التي افتعلت الازمة لم تتفاجئ بكلام طارق الهاشمي؟ ولم تعترض عليه؟ لانه جزء منهم ومن مشروعهم؟ لكن احد الاطراف السياسية الذي سار مع ركب المنادين بأسقاط المالكي؟ والظاهر انه أُحرج من تصريحات الهاشمي  ردّ عليه قائلا : على طارق الهاشمي ان يسكت ! فسكت فعلا ولم يتكلم او يصرح بعدها؟ ولا اعلم لماذا سكت طارق الهاشمي والتزم بطلب السكوت هذا ؟!

 

علي جابر الفتلاوي

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2144 الخميس  07 / 06 / 2012)

في المثقف اليوم