أقلام حرة

السعودية وقطر تتحكمان بالفصول الاربعة / علي جابر الفتلاوي

او استمر هذا الربيع، لكن الفصول الاخرى كالصيف او الشتاء او الخريف، اخذت تعصف بأجواء هذه البلدان، لتسرق بسمة الربيع التي فرحت بها الشعوب، وكان للسعودية وقطر، الديمقراطيتان جدا، والاسلاميتان حتى النخاع، الدور الكبير في تنوع الفصول الاربعة التي تعصف بأجواء البلدان الثائرة وقد كان لتركيا الطائفية المدعومة بالدولار الاسلامي السعودي القطري، الدور الكبير في دعم الجهد السعودي القطري في التحكم بالفصول الاربعة في هذه البلدان المغلوبة على امرها، والتي تتطلع شعوبها الى الحرية الحقيقية، والتداول السلمي للسلطة بعيدا عن التوريث في الحكم، وتتطلع هذه الشعوب ايضا الى العيش الكريم والى الديمقراطية الحقيقية .

الفصول الاربعة في البلدان التي شهدت ثورات على حكامها، تحولت آلية التحكم بها الى يد الحكومة القطرية والسعودية، ويعود الفضل في ذلك الى التقدم العلمي والتكنولوجي، خاصة العلم والتكنولوجيا الصهيونية، التي وُضعت في خدمة الحكومتين السعودية والقطرية لغرض التحكم بالفصول الاربعة في البلدان العربية الثائرة، هاتان الحكومتان بفضل الصهيونية العالمية تمتلكان قدرة عالية في توجيه أي فصل من الفصول الاربعة الى هذا البلد اوذاك، حسب الحاجة او المصلحة لهاتين الدولتين، ولمصلحة اسرائيل صاحبة الفضل في امتلاك السعودية وقطر تقنية التحكم بالفصول الاربعة .

هاتان الحكومتان الديمقراطيتان الاسلاميتان من(الرأس حتى اخمص القدم)، ان ارادتا ان يكون ربيعا عربيا في هذا البلد فلا بد ان يكون، وان ارادتا ان يكون صيفا جافا في ذلك البلد فيجب ان يكون، وان ارادتا شتاء قارصا، او خريفا جاردا لكل الاوراق الخضر، فلابد ان يستجيب القدر، لأن العلم والتقدم التكنولوجي في خدمتهما .

لكن بما ان حكومة السعودية وقطر (اسلاميتان وديمقراطيتان جدا جدا، ولأن شعبيهما يتمتعان بحرية كاملة في اختيار حكامه، اذ اختار الشعب السعودي جلالة الملك، واختار الشعب القطري سمو الامير، كحاكمين مدى الحياة وفي حالة الوفاة لا سامح الله قرر الشعبان ان ينتقل الحكم الى الابن او من يوصي به الحاكم السابق أي ان الشعب قد اختار ديمقراطيا الحكم الوراثي _ رغم انف الملايين المعترضة _ وبالمناسبة لابد ان نذكر ان الاب الحاكم اذا لم يمت فعلى الابن ان يزيحه بالقوة وفق مبدأ المشاركة ويجلس حاكما بدله وهذا ما طبقه سمو امير قطر) فالحكم في هذه البلدان السعودية وقطر والبحرين وبلدان عربية اخرى، ذات الحكم الوراثي ينتقل من الاب الى الابن اوتوماتيكيا وحتى قيام الساعة، والمعترضون من الملايين من ابناء الشعب في تلك البلدان، انما يعترضون على الله، لذا جاز قتل المعارضين للحكم الوراثي اشنع قتلة، مثل ما يجري في السعودية والبحرين، وقد ايّد عملية القتل الجماعي للمعارضة، فتاوى الدولار من وعاظ السلاطين كالشيخ القرضاوي، وشيوخ السعودية، لأن هؤلاء المعارضين في حكم العاصي لله .

نشير هنا الى ان الحكومات الوراثية المتجبرة والمتخلفة وعدوة الحرية والديمقراطية  والتي تمارس العنف والقهر بحق شعوبها، خاصة حكومتي السعودية وقطر، اللتان تتحركان برعاية الصهيونية الدولية، واللتان تعكسان الصورة المشوّه للاسلام، وهذا ما تريده الصهيونية العالمية، تتصدران اليوم المؤتمرات العربية والدولية للمطالبة بالحرية والديمقراطية للشعوب الاخرى، ويقصدان طبعا الحرية والديمقراطية بالمفهوم السعودي القطري .

الملفت للانتباه ويجلب الاستغراب ان هاتين الحكومتين السعودية والقطرية تتزعمان حركة مناصرة الثورات المطالبة بالحرية والديمقراطية، وهما ابعد ما يكون عن الحرية والديمقراطية، والمثل يقول ( فاقد الشئ لا يعطيه )، والذي يلفت النظر ايضا ان هاتين الحكومتين لهما الامكانية بالتحكم في فصول هذه الثورات ففي كل بلد يصدران له الفصل المطلوب، كأن يكون ربيعا، او شتاء قارصا وعنيفا، او خريفا او صيفا حارا شديد الحرارة، وفي سوريا اليوم يحاولان وتدعمها تركيا والخط الامريكي الصهيوني، بتحويل الاجواء فيها الى برد قارص او صيف حار او خريف جارد لكل انواع الخضرة، لكن تعترضهما بعض المعوقات .

الجامعة العربية اصبحت تحت امرتهما، بفضل الدولارات (المقدسة) للحكومتين والامم المتحدة كذلك تتعاون معهما كثيرا كون الحكومتين مدعومتين من امريكا والحركة الصهيونية العالمية، عقد المؤتمرات العربية والدولية يتم بناء على طلب من الحكومتين، والمتابع لهذه المؤتمرات التي تخص البلدان العربية يرى ان جميع الوفود المشاركة تنظر بأتجاه الوفدين السعودي والقطري، ففي اخر مؤتمر للامم المتحدة عقد حول سوريا كان وزير خارجية بريطانيا جالسا بجنب وزير الخارجية السعودي وكان الاخير يهمس في اذن الوزير البريطاني وكأنه يعطيه التوجيهات والتعليمات(المقدسة) .

تتصرف السعودية وقطر وكأنهما يمتلكان( تفويضا الهيا) في التدخل بشؤون البلدان العربية الاخرى، فهما يريدان تصدير الديمقراطية السلفية الى أي بلد يريان المصلحة في تصديرها اليه، طبعا ليس مصلحتهما ومصلحة الحركة السلفية فحسب، بل المصلحة الصهيونية والامريكية، لان السلفية السعودية والقطرية اليوم هي في خدمتهما، اما شعبا هاتين الحكومتين الحاقدتين على المسلمين جميعا بمختلف مذاهبهم، عدا المذهب الذي يناصرانه والذي هو موجه لخدمة الاهداف الصهيونية في العالم، فأنهما يعيشان القهر وفقدان الحرية والكرامة الانسانية، فالحاكم الظالم مفروض على الشعب فرضا وبالطريقة الوراثية التي تعطي التقديس للعائلة الحاكمة والويل كل الويل لمن يعترض او يتظاهر احتجاجا على تصرفات الحكومة في البلدان التي تحكم وراثيا، وخير دليل على ذلك ما نسمع من بعض المنظمات الانسانية الدولية عن حالة البطش بالناس في السعودية عندما يعترضون على الحكومة الظالمة، وكذلك ما نسمع من جرائم الحكام الوراثيين في البحريين بحق الشعب البحريني وبدعم مباشر من السعودية، لكن نقول لحكام السعودية وقطر ولكل الحكام الظالمين المتشبثين بالحكم بالبطش والقوة، ان زمانكم ووقتكم قد انتهى وولى، ولا تستطيع امريكا او الصهيونية الدفاع عنكم، فانتظروا غضب شعوبكم وصولتها، وستدفعون ثمن ظلمكم لهذه الشعوب غاليا، لان الظلم لا يدوم وهذه سنة الله في خلقة لابد وان يأتي اليوم الذي تحاسب فيه الشعوب مَن يظلمها .

 قال الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي :

اذا  الشعب يوما  اراد  الحياة            فلابد ان يستجيب القدر


علي جابر الفتلاوي

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2149 الثلاثاء  12/ 06 / 2012)

في المثقف اليوم