أقلام حرة

فاقد الشيء يعطيه / احمد الكناني

النفي لكل ادوات الاصلاح والتغيير، الكل يردد فاقد الشيء لا يعطيه بالنفي  الا السادة النواب هذه الايام يرددونها بالاثبات لا بالنفي وهم محقون هذه المرة .

سبب احقيتهم يرجع الى ان حجب الثقة عن رئيس الوزراء من وظائف البرلمانيين الرقابية بأعتبارهم نواب عن الشعب والشعب هو من منحهم الثقة للتعبير عن رأيه، وسن التشريعات التي تصب في خدمة الشعب ويكونوا امناءه في الرقابة عن تنفيذ تلك التشريعات اذا ما حدث خلل في التطبيق، فهم اي النواب من يمنح الثقة او يسلبها لان الشعب قد منحهم تلك الثقة  وبحسب الاليات المتبعة، وقد اثبت البرلمانيون اليوم براعة فائقة في التحكم بهذه الاليات يديرون دفتها حيثما دارت مصالحهم،و لو باساليب غير اخلاقية كالتزوير مثلا، ثم يتكلموا وبكل وقاحة عن الثقة وانهم مصدر الثقة فيقذفونها لهذا وينزعونها من ذاك، رغم علمهم اليقيني ان فعلا كهذا يصدر ممن يحمل صفة النيابة عن الشعب مصيره الاستقالة الجماعية .

ثم ان هذه الثقة التي يرددونها ليل نهار مشروطة بتحقيق امال الشعب في الحياة الحرة الكريمة لا انها مشروطة بخلق الازمات تلو الازمات لاغراض فئوية حزبية ضيقة بعيدة بعد المشرقين عن مصالح الناس وطموحاتهم،و هؤلاء النواب ممن ينعقون بالفاظ لا تتعدى معانيها حناجرهم ليسوا جديرين بهذه الثقة التي منحها اليهم شعبنا الابي لكي يسلبونها عن هذا او ذاك، هم ليسوا ثقاة هذا البلد وشعبه ما داموا منغمسين الى الاذقان بوحل مصالحهم  وما داموا بعيدين عن معاناة الناس وهمومهم ولا هم يشغلهم سوى جيوبهم المشقوقة .

وليس من المنطق ان تحل الازمة المتفاقمة اليوم برفع غطاء الثقة عن المالكي فحسب، لان المنطق يدعونا ايضا الى رفع غطاء الثقة عن الكل البرلمانيين بما فيهم كبيرهم الذي علمهم السحر  لتظهر عوراتهم الى من منحهم تلك الثقة وهو شعبنا المظلوم وحده ولعل المصير الوحيد الذي ينتظرهم يتمثل بانتخابات مبكرة تعيد الثقة لمن هو اهلا لها، وكلنا ثقة بشعبنا الوفي في انتخاب رجال المرحلة .. واسدال الستار عن مرحلة سيلعنها التاريخ ويلعنها اللاعنون.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2166 الجمعة 29/ 06 / 2012)


في المثقف اليوم