أقلام حرة

رسالة مفتوحة لهيئة النزاهة الموقرة / سعدي عبد الكريم

.. ولا يمكن اتهامها والتقرب من سمعتها الناصعة البياض .. لان التاريخ كتب سيرتها في أعلى سطر ٍ من صفحات المجد والخلود والكبرياء .. وبخاصة تلكم القامات الرفيعة التي آلت على نفسها أن لا تغادر العراق النبيل وهو في محنته العصيبة أبان الاحتلال الأمريكي .. بدءً من العام 2003 الى الآن .. وبقيت محتفظة برعايتها  وحفظاها على الحركة الفنية والثقافية وقدمت الكثير من جهدها .. وبذلت الغالي والنفيس في سبيل إحياء المسرح والسينما العراقية .. بل ومرضت بإمراض مزمنة .. وتعرضت الى محاولات اغتيال عديدة من قبل زمر الإرهاب .. والحاقدين على تطور الفن والأدب والثقافة في العراق الجديد .. وثبتت في مكانها .. وحافظت عليه ومنعت السارقين من الدخول الى المكان الذي ينتمون اليه (دائرة السينما والمسرح) .. كما هو حال نخل العراق .. يبقى متجذرا داخل تربته المعطاء .. ليحمي (تمره) بسعفه الباسق الجليل .. هل يكون جزاء عماد من أعمدة الفن  والمسرح  .. وقامة من قامات الثقافة والأدب والإعلام  العراقي ..  ان يتعرض لمهزلة التساؤل أمام هيئة النزاهة .. لقد انقلبت الموازين .. فالسارقون والذين ينبهون ثروات العراق في وضح النهار .. والذين يلملمون شتاتهم .. وخزائن دولاراتهم ويهربون خارج العراق .. وهم الآن متنعمون ويعيشون داخل مفاتن فيلاتهم الفاخرة في أرقى منتجعات بلاد العالم .. والدكتور شفيق المهدي الذي لا يملك إلا دثار واحد يلتحف به .. ويحشر جسده المضني بداخله .. وهو دثار العراق البهي والنبيل والجليل .. لا لشيء .. بل لأنه عراقي صميمي .. وعاشق ٌ كبير للعراق .. ورجل من طراز الرجال الذين لا يقبل الظلم .. وحاشى له  .. أن  يمد يده لقرش احمر من أموال هذا الشعب العظيم الابي .. اذهبوا الى الذين يفترشون غفوتهم على أسرة متخمة بمليارات الدولارات التي سُرقت عنوة من كد وكدح الشعب .. واتركوا القامات العراقية تعمل بصمت لإنعاش ما تبقى لنا من بذرة في المسرح العراقي ...

هناك سؤال يفرض نفسه ؟!!!

هل أغاض هيئة النزاهة بان العروض المسرحية التي تنتجها دائرة السينما المسرح كلما سافرت بنتاج مسرحي .. تحوز على الجوائز الأولى في المهرجانات المسرحية العربية والعالمية .. هل هذا التطاول في التساؤل عن ذمة رجل ٍ افني جلّ حياته  في التعليم الأكاديمي .. وقيادة دفة الارتقاء بالفن والثقافة العراقية وانتشالها من وحل الانقراض !!!

واترك لكم الإجابة .. لا لشيء .. بل لكي تردوا الجميل لصاحبه .. لا أن تطعنوه بخنجر مسموم في خاصرتــه .. ان (شفيق المهدي) وثلة من الإعلام والقامات الفنية والثقافية العراقية .. المتبقية لنا .. هم اشرف من ماتتوهمون به .. والمتصور في رحم في خيلاءكم .. هل انتم عازمون على حمل معاولكم لتهشيم ما تبقى لنا من هذه القامات العراقية المشرفة .. وتقلموا بأظافركم نخلة عراقية باسقة اسمها (شفيق المهدي) لكي تجهزوا على الفن والثقافة في العراق .

هي رسالة بالبريد المستعجل لهيئة النزاهة .. لكي تقدم اعتذارها لقاماتنا الإبداعية الباهرة .. ويكفينا مهازل أيها السادة .. ولا تنظروا من ثقب الباب .. ولا تسترقوا السمع من خلاله .. لتلك  الأصوات النشاز والخبيثة والمغرضة .. والتي تلسن هنا وهناك .. بل افتحوا  الباب على مصراعيه لتروا نور الحقيقة بأم ِ أعينكم ..  من خلال حزم الضوء الباهرة المتألقة .. للفنان والأديب والرائد المسرحيّ الكبير .. د. شفيق المهدي .. والذي يبزغ إبداعه الخلاق  .. كالشمس في نهار العراق الجديد . 

 

سعدي عبد الكريم / كاتب وناقد وسينارست

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2234 الخميس 04 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم