أقلام حرة

الشاعر والجلاد / علوان حسين

أيضا ً أنه ليس كالإنسان العادي الذي إذا كره وطفح به حقده قد يتحول الى وحش كاسر ٍ قد يرتكب جريمة ويقتل لأتفه الأسباب بينما يحول الشاعر شحنات غضبه وإنفعالاته الى فن ٍ يأسر الخيال . الشاعر في ذروة أحقاده وهو كأي إنسان معرض لضغوطات مجتمعية وظروف ٍ قاهرة وتعصف به رغبات ٌ وأفكار ومشاعر شتى يظل مع كل هذا الأسى شاعرا ً حتى وهو في قمة نقمته وأساه . الشاعر كالنسيم ينكسر ولا يهيج كالريح أو الثور فيكسر كل مايلقاه أمامه لأن قلبه عامر بالحب وعقله مفتون بالجمال . شراسة الشاعر تشبه شراسة الفراشة وقساوته هي قساوة الوردة والعصفور فضعفه نابع ٌ من رقته وشفافية روحه القلقة . أعجب من شاعر يكرس جل وقته وكتاباته للتهجم على زملائه من الشعراء كما يفعل (أسعد البصري) الذي تفرغ كليا ً لتدبيج مقالات يفرّغ بها كل ما إختزن من حقد ٍ وكراهية على شخص شاعر كان له زميلا ً وصديقا ً ذات يوم وهو الآن يناصبه العداء عن حق ٍ أو من غير حق حتى أنه لم يترك صفة ذميمة أو شتيمة غير لائقة إلا وألصقها به مستعيضا ً عن الإبداع الحقيقي بأدب الشتائم والإسفاف والهبوط به درجات قد لا يرقى بعدها لينتج او يبدع شيئا ً يستحق عليه لقب الشاعر والفنان . يمكننا أن نتفهم ردة فعله على موقف أو مقال ٍ مشين بحقه كنوع من الدفاع عن النفس لكننا كقراء لا نجد مسوغا ً ولا تعاطفا ً مع كتابة متشفية حاقدة تتربص بالآخر وتود نهش لحمه وغرس سكاكين الكراهية بتلذذ كما يفعل الجلادون والطغاة فعندها تتساوى في الأخلاق والسلوك ذات الذي يحمل صفة الشاعر الذي ينبغي ان يفيض قلبه بالحب على ذات الجلاد المسكون بالعزلة والمشحون بالبغض والتفاهة والجنون . ماينشره أسعد البصري في موقع الحوار المتمدن من هذيان لا يضيف إلى منجزه الإبداعي شيئا ً , لا بل يراكم أحقاد ٍ ويسعّر نيران ٍ قد تشعل حرائق َ لا جدوى منها فكلماته وسهامه إن ذهبت الى غايتها وحققت هدفها في فضح اللصوص والإقتصاص من القتلة وشتم الطغاة فذلك هو الحقد المقدس وتلك هي المعارك النبيلة حيث يقف الشاعر مع المقهورين والمغلوبين والمنكسرين ضد الوحوش من المستبدين أنصاف الآلهة لكن أن يوجه رصاصاته الى قلب شاعر ٍ مفعم بالرحمة والرقة والنبل كيحيى السماوي مهما علا الخلاف ولمن لا يعرف السماوي أقول وليس محاباة له كصديق , إنه طفل الشعر الشفاف , وهو الأنقى بيننا كإنسان , إضافة الى كونه قارع الحكم البوليسي في العراق زمنا ً طويلا ً وتشرد وجاع من أجل الموقف النبيل حيث إصطف مع شعبه في محنته ولم يبع كلماته او يخون كما فعل غيره فهل يستحق هذا الشاعر الجميل تلك الشتائم البذيئة التي يتقيأ بها أسعد بمناسبة ومن غير مناسبة ليسمم بها النفوس أكثر ماهي مشحونة من السياسة وتفاهة المتصدرين لها في عراقنا الجديد .

كاتب من العراق

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2245 الأثنين 15 / 10 / 2012)


في المثقف اليوم