تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

في عامه الثاني: منتدى بغداد للثقافة والفنون يؤسس لمفردات تدرك طبيعة العلاقة بين الثقافة والجمهور

وقبل أيام عقد مؤتمره الثاني الذي وضع خطة عمل ورؤى جديدة نحو المستقبل. سنتان من العمل الدؤوب والجهد المضني، والمنتدى يخطو في سياق قراءات جدلية مستفيضة ووفق مفردات تدرك طبيعة العلاقة بين "الثقافة والجمهور"، ليشيّد  في زمن قياسي صرحه وشهرته على الساحة الثقافية البرلينية، حيث قدم في محيطه خلال فترة قصيرة العديد من الفعاليات والعروض والشخصيات، عراقية وعربية، وفي مجالات "الأدب والفنون" المتنوعة، وباللغتين العربية والألمانية. كما استطاع بناء علاقات متميزة مع العديد من المؤسسات الثقافية الألمانية والأجنبية، وأقام معها أنشطة ثقافية مشتركة تؤسس لقيّم انسانية تجعل من الثقافة إطاراً للحوار وللإنتماء والتعايش بين المجتمعات. أيضاً، لأن يكون المنتدى وسيلة للتعريف بتراث وحضارة بلاد الرافدين في "أماسٍ برلينية" لا تخلو من المتعة والإثارة والجودة. وعلى الجانب الاجتماعي نظم وبالتعاون مع جمعية الجالية العراقية العديد من الفعاليات والحفلات، التي تنوع فيها الزاد العراقي المشهور الذي تعده العوائل العراقية ويحضرها الكثير من العراقيين والعرب والأجانب، وحيث تقدم فرقة "جالغي بغداد" الموسيقية في برلين أجمل ما في التراث الفني العراقي. 

نظم منتدى برلين للثقافة والفنون منذ تأسيسه العديد من الندوات الأدبية والفنية المتميّزة، فقد قدم بعد تاسيسه بشهر وبالتعاون مع جمعية الصداقة الألمانية العربية الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف، حيث قرأ نصوصاً بالعربية فيما قام المترجم أحمد خماس بنقلها "ترجمة فورية" إلى الألمانية. وأستضاف مرتين الروائي العراقي سنان آنطون في أماسٍ حوارية قرأ مرة بعض النصوص من روايته "إعجام" وأخرى ندوة فكرية حول أسلوب كتابة الرواية. كما نظم أمسية للصحفي الفلسطيني وحيد النجار ليتحدث عن كتابه الروائي باللغة الألمانية والذي يتناول حياة طفل فلسطيني عاش النكبة وشرد من وطنه. وفي أمسية موسومة بـ "العلاقة التاريخية بين الثقافة العربية ـ الألمانية" نظم المنتدى أمسية متميزة للدكتور عبدالحليم الحجاج. وأخرى للفنان التشكيلي العراقي منير العبيدي حول فن الرسم ومدارسه في العراق. كما قام باستضافة الفنان قيس الزبيدي مرتين عرض خلالها مجموعة من أفلامه السينمائية والتلفزيونية ومن ثم اجراء حوار مفتوح معه. واستضاف الشاعر السوري ـ الفلسطيني أحمد بهجت، كما ونظم أمسية للكاتب والصحفي يحيى علوان. وفي شأن الطب نظم ندوة للدكتور الأستاذ طارق زعين. ومن أنشطته السياسية دعى المهندس العراقي ابراهيم شريف حيث قدم ندوة باللغة الألمانية حول العراق. واستضاف بعض الفنانين والصحفيين العرب الذين كانوا متواجدين على هامش مهرجان الفيلم العالمي في برلين لاستعراض الأوضاع السياسية في سوريا. كما ونظم أمسية حوار خاص لاعضاء المنتدى وأصدقائه مع النائبة عن حزب اليسار في البرلمان الألماني "هالينا فافتسينياك" وأمسية مع الناقد السينمائي اللبناني المقيم في أمريكا محمد رضا حول مفهوم "النقد السينمائي" وتعريفه كمصطلح.

حرص منتدى بغداد منذ تأسيسه على تقديم أنشطة باللغتين العربية والألمانية، ففي أواسط 2011 استضاف في أمسية شعرية في مقر جمعية الصداقة الألمانية العربية الشاعر العراقي المعروف والمقيم في لندن عبد الكريم كاصد، وأمسية أخرى في مكتبة المدينة التابعة لمحافظة برلين، وكانت الممثلة الألمانية من اصول عراقية مريم عباس قد قرأت نصوص الشاعر المترجمة للألمانية عن العربية، فيما قام الدكتور عبدالحليم الحجاج بقراءة النصوص الألمانية في الأمسية الثانية في المكتبة.. وباللغتين العربية والألمانية وفي مكتبة المدينة أيضاً قدم في أيلول 2012 الشاعر العراقي المقيم في برلين صبري هاشم في أمسية شعرية قدمه فيها بالألماني الدكتور الحجاج فيما قامت الفنانة الألمانية مونيكا آنسلمنت بقراءة قصائده بالألمانية. وللمنتدى الفضل الكبير في نقل قصائد الشاعرين من العربية إلى الألمانية إذ بذل في كل مرة جُل المساعي لإقناع المهندس إبراهيم شريف والدكتور عبدالحليم الحجاج ترجمة القصائد التي بلغ حجم كل منهما إصدار ديوان بأكثر من 90 صفحة. ورغم رفضهم الشديد لصعوبة المهمة سيما بعد تجربة الشاعر سعدي يوسف، لم يجد رئيس المنتدى حرجاً في سبيل إقناعهم للعدول عن رأيهم لقناعته بأهمية نشر إنتاجهم بين الأوساط الألمانية وأثر ذلك على الثقافة والمثقفين العراقيين. وترقى ترجمة قصائد الشاعرين من العربية إلى الألمانية من الناحية الأدبية على يد زميلين هما من مؤسسي المنتدى إلى مستوى رفيع، يؤشر على قيمة العمل ومدى الجهد والحرص والأهتمام الذي بذل لبلوغ المنتدى رفعته وتعزيز مكانته الثقافية على الساحة البرلينية رغم امكانياته المتواضعة.

ووسط حشد من المتذوقين والمهتمين بالشأن الثقافي "أدب وفن" على الساحة البرلينية قدم منتدى بغداد للثقافة والفنون من 1 وحتى 10 ايلول 2012 مجموعة فعاليات متميزة ، باللغتين العربية والألمانية، أيقظت سمو ذاكرة العراقيين بقسط غير قليل من تراث بلاد الرافدين. جاءت الأنشطة هذه في أطار مهرجان " اسبوع اللغة ـ نقرأ، نسمع ونتمتع" الذي تنظمه احدى مؤسسات المجتمع المدني في برلين بدعم من مركز محافظتها، وهو المهرجان الثالث والذي شارك فيه المنتدى لاول مرة، حيث قدم عروضاً أدبية وفنية كان لها في البعد المكاني قيمة إعتبارية هامة. ففي يوم الأول من افتتاح المهرجان ووسط جمهور غفير من الأجانب والألمان والعراقيين الذين طالبوا بالمزيد، قدمت فرقة " جالغي بغداد" المكونة من السادة رائد وصباح ومحمد وبهاء وكمال عرضاً موسيقياً ممتعاً من تراث المجتمع العراقي وحضارته. وفي مركز جمعية الصداقة الألمانية العربية قدم الدكتور عبدالحليم الحَجاج محاضرة فكرية ثقافية تحت عنوان "ثقافتنا المشتركة" باللغة الألمانية نالت إعجاب الحاضرين وأثارت الكثير من الجدل والأسئلة.      

والجدير بالذكر أن هذه الفعالية الفريدة "اسبوع اللغة" قد أقيمت لأول مرة في أيلول من العام 2010 وفي منطقة واحدة من مناطق برلين "نيوكولن" المتميّزة بتنوع الثقافات وتعدد اللغات، وبسبب الاقبال الشديد واهتمام الناس وحضورهم الفعاليات المتنوعة التي لم تقتصر على القراءة وعرض الكتب وحسب، إنما العروض الموسيقية والمسرحية والسينمائية والمعارض، تم توسيع رقعتها في العام 2011 لتشمل منطقة "كرويتزبيرك" و "شونه بيرك". ومع مطلع العام 2012 وبعد قرار بلدية محافظة برلين لرعاية المشروع تمت الموافقة على أن ينظم المهرجان بكل فعالياته في كل مناطق العاصمة برلين. ووجهت الدعوة لمؤسسات المجتمع المدني والفعاليات الثقافية والمبدعين للمشاركة وعرض نتاجهم الابداعي الذي شاهده مئات الآلاف في العديد من الأحياء ومئات الأماكن والمؤسسات والمدارس.

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2251 الأحد 21 / 10 / 2012)

في المثقف اليوم