أقلام حرة

سلامي وعتابي لـ (الاتحاد) الغراء

و صحيفة الاتحاد العزيزة كغيرها انتقلت من مرحلة لاخرى وفق المستجدات والتغييرات التي حدثت في اقليم كوردستان، وكانت حقا صحيفة ناطقة باسم الاكثرية وسلكت طريقها بنهجها الخاص المقنع والشبه المحايد في كثير من الامور على الرغم من كونها تصدر من قبل الاتحاد الوطني الكوردستاني والذي من حقه ان يستفيد منها في تحقيق اهدافه العامة وشعاراته، واتسمت بالمصداقية من قبل من تابعها وقيمها بانصاف، وللعاملين فيها دور كبير نظرا للخبرة التي امتلكوها اكبر من الصحف الاخرى الموجودة في كوردستان في حينه، وسهروا عليها باخلاص ووفاء وجٌد، ويجب ان يذكر شعب كوردستان دور هذه الصحيفة البارز في ايصال المعلومات ونشر الثقافة العامة باعتدال وامانة وقناعة،  وكان من يعمل فيها يبان من محياه مدى حبه لها وتفانيه وتواضعه وهو يعمل كجندي مجهول على الرغم من تعب السنين والمشيخة، سوى من المحررين او العاملين بشكل عام،  وحقا كان تمدرسة ان لم نبالغ لتعليم الصحافة ومتطلباتها للجميع . وواصلت في تقديم ثمارها بالاخص لمن كان ينطق اللغة الكوردية ويمتلك الثقافة العربية وغيرهم طيل اكثر من عقد من السنين هنا في السليمانية لحين سقوط الدكتاتورية البغيضة وانتقالها قلبا وقالبا الى بغداد الحبيبة، والتي حدث انقطاعا بينها وبين من كانوا موجودين في الاقليم تقريبا على الرغم من وجود وسائل الاتصال الحديثة وتوفر الانترنيت والهاتف النقال، ولكنها بوجودها هنا قريبا من الكتاب احسوا بنوع اخر من المحبة والتواصل معتمدين على العاطفة المشهودة التي تتسم به الشعب الكوردستاني بكل فئاتهم ومستوياتهم الثقافية،  وان تكلمنا بصراحة،  وبعد انتقالها الى بغداد احست الكتاب بانها اختطفت منها ولم يعثروا عليها لحد اليوم رغم متابعتهم لها باستمرار،  وكانوا مقتنعين بالاسباب الموجبة الصحيحة لانتقالها .

ومن جانب اخر، وبعد المتابعة والتدقيق في مضامينها طيل هذه السنين الماضية، اي بعد سقوط الدكتاتورية، نحس بان نكهتها قد تغيرت وانها تحس بالاغتراب وهي في عاصمة الرشيد لما تحس بها من المواقف غير المتوقعة من الجهات المختلفة التي ترسبت في عقلياتها اثار الماضي ولم تتعودهذه الجهات على الحياة الديموقراطية وقبول الاخر،  وحتما هذا نسبي المقدار والحجم من جهة او شخصية لاخرى، ونعترف بان للاتحاد دور في زرع هذه الخصلة والصفة والمبدا المطلوب لكل العراقيين وهي الايمان بالديموقراطية وقبول الاخر وعدم الغائه واحترام رايه ومواقفه في العراق الجديد.

و عتبي عليها انها لم تستذكر من كتَب وقدم لها ايام المحن والضيق دون هوادة، وليس لشيء وانما لتقديم ما بالحوزة من الامكانيات المتواضعة من اجل استفادة الاجيال وبيان المواقف الصحيحة المقنعة حول القضايا،  وربما صح المثل ان البعيد عن العين بعيد عن القلب او من كثرت اصحابه نسى احبابه. واتمنى لها دوام التقدم بحلتها الجديدة وعراقيتها المطلوبة .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1208 الاحد 25/10/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم