تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صدى المهرجان .. زهور ونيسي / فاطمة الزهراء بولعراس

لا لم يكن جميلا ذلك الزمن الذي عاشته  هذه المرأة الجزائرية الأصيلة بل كان مليئا بالأسى والأحداث التي تريع الفؤاد...لكنها جعلته جميلا  بجهادها فيه بالسيف والقلم

وأصبحنا نراه الآن جميلا لم لا ونحن نجني ثمار ينعه إبداعا في الذكرة الخمسين للثورة المجيدة؟؟

هي امرأة تعيش الحنين كلما التقيتُها أزداد إعجابا ليس بزهور ونيسي فحسب بل بكل المجاهدات من جيلها.... مجاهدات قاومن الاستعمار بكل بسالة وبطولة ثم عرّجن إلى الجهاد الأكبر فأبلين فيه البلاء الحسن

نساء يشيهن الأوطان التي نلهج بحبها....بل أوطان تتمثل في صورتهن الشامخة وإيمانهن الراسخ بهذه الأوطان

كلما التقيت هذه المرأة (الوطن) زهور ونيسي تذكرت مدارس جمعية العلماء وشيخها الجليل ابن باديس طيب الله ثراه واستحضرتُ جهاده العظيم في سبيل الله والدين والوطن....استحضرت بإعتزاز نفاذ بصيرته التي أوحت إليه بإنشاء مدارس تغزو الجهل والظلام وهي مقاومة ذكية منه وتخطيط حكيم للثورة...مدارس للبنات أنتجت نماذج يحتذى بها...وأنتجت أمهات للفداء والمجاهدين

امرأة نموذج حي للأخلاق الفاضلة والتواضع الذي يرفع

ولذلك تراني لا أمل من الكتابة عنها

نموذج لوطن كان ولايزال أبهى وأحلى وأرفع وأغلى

ولأنني أتخمتُ من مدعيات في كل شئ؟؟

وكرهتُ من نساء لايمثلن إلا أنفسهن يتكلمن باسم المرأة الجزائرية وهي منهن براء وينسبن إلى الوطن افتراء ولا ينفثن سوى سم وهراء

وحدها زهور ونيسي تليق بتمثيله...وأمثالها من الفاضلات المجاهدات اللواتي يعملن في صمت من أجله ....ويصمتن في حين تتكلم أخريات ولا يقلن شيئا....بل ينطقن كفرا

في كل عام ألتقيها في مهرجان الشعر النسوي تزيدني انبهارا لأنها تقول نفسها في صمت وتقول غيرها في تواضع سام يليق بالكبار

لا تتنطع لا في لباس ولا في كلام

لاتغيب ابتسامتها الدافئة التي تحس أنها تخصّك بها وحدك

لا تتحدث عن نفسها أبدا وهي المجاهدة والوزيرة السابقة والكاتية السامقة

ابنة قسنطينة(المتفيهقة) بعاداتها وتقاليدها التي تشبه عادات وتقاليد ألف ليلة وليلة

قسنطينة مدينة السبعة أيام وسبع ليالي

مدينة السبع (قنادر) والثلاث قناطر

مدينة السماط المفروش بسبعة أنواع من الأطعمة الفاخرة

مدينة ال قطع الذهبية(اللويز) والأحزمة الذهبية

مدينة(المقايس والسلاسل الذهبية) والسخاب و(لكرافاش بولحية)

مدينة(الجوزية) وكل الحلويات الرفيعة ذوقا وفنا

مدينة الصواني والأباريق النحاسية المتلألئة

مدينة الزهر المقطر  والورود الفواحة

ماذا أيضا ؟؟؟؟لن أنتهي من تعداد رونقها وبهائها....فهى مدينة لا تشبه إلا نفسها..في الرونق والبهاء....

هي ظواهر ومظاهر تعرفها ابنتها السيدة زهور ونيسي جيدا لكنك لن تجد لها أي صدى لا في مظهرها ولا مخبرها....لأنها فوق المظاهر والظواهر حين خبرتْ كنوز الحياة الحقيقية في الروح الجميلة والتواضع والصمت الجليل الذي يتكلم ويقول ما لم يقله الكلام

امرأة واعية  ترعى الإبداع بحضورها وتصفيقاتها المشجعة

امرأة جزائرية(حرة) اجتهدت وأصابت فلها أجران.....

نجمة قطبية لا تزال تتدفق عطاء وتتلألأ وطنية

لا ترى سوى الجمال بروحها الجميلة التي احتفظت بها من زمن أساتذتها وإخوانها وأخواتها في الجهاد

امرأة لا تزال الجزائر بخير مادامت هي فيها تتضوع أريجا من الزمن الجميل

زهور ونيسي ياجميلة من جميلات الجزائر

تحية رواء لوطن تحملينه في عينيك بجلال

تحية لزمن كنت فيه رمزا للنور والجمال

تحية لحضورك البهي في هذا المهرجان وفي كل المهرجانات القادمة بإذن الله

تحية لقستطينة التي لازالت رائدة وراشدة وتشبه الجسور في ثباتها

تحية للجزائر التي تزداد صلابة  ذكرى بعد ذكرى ولخمسينيتها المجيدة

 

فاطمة الزهراء بولعراس

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2261 الاربعاء 31 / 10 / 2012)


في المثقف اليوم