أقلام حرة

ألم تستحق مجموعات السلام الاستقبال المشرٌف

يناضلون من اجل السلام ويضحون بانفسهم لتحقيق الاهداف الانسانية  العصرية، وهم لم ينالوا لحد اليوم ابسط حقوقهم من كافة النواحي. رغم عدم تاكدهم لحد الان من نوايا الحكومة التركية الحقيقية وما تحتويها من السلطات المتعددة والمختلفة الاراء والمواقف الا انهم اكملوا المسيرة بسلام، وهم الشجعان الذين سلكوا الطريق الخطر وعادوا الى بلادهم واثبتوا للعالم عن مصداقيتهم ونبل اهدافهم وشعاراتهم وهم ينظرون الى ارضهم ويؤمنون  بوطنهم بهذا الشكل، واقتنع العالم بانهم  لم يحملوا السلاح حبا  به وانما مجبرين من اجل احقاق الحق وفرض السلام ورفض الاعتداء. والمصالح لم تدع العالم ان يعلن ان الاخر هو الذي كان دائما رافضا لاي بحث جدي للقضية وتصرف بعقلية مضت عليها الزمن رغم ادعائه التمدن والعصرنة والتنوير والحداثة والتقدمية في الفكر والعقيدة وتشبثه بالعلمانية مظهرا لا مضمونا . وبيٌن الطرف الكوردستاني واثبت انه يتقدم خطوتين لكل خطوة من المقابل التي تُخطى نحوه . الا ان التناقضات الواضحة في الموقف والاراء والعمل والرؤى للاطراف المتصارعة المكونة للسلطة التركية تجاه هذه القضية هي العرقلة الكبرى وتسبب في العودة الى المربع الاول بعد اية تقدم يحدث في اية ناحية كانت، ولا يمكن الا ان تلام السلطة التركية فقط في حادث يحدث. ان من عاش بعيدا عن اهله ومقربيه لمدة معلومة وهو يعود الى بيته ويريد ان يعيش مع من عاش بين ظهرانيهم وان لم يكن لبعده اهداف سياسية حتى او قسرية( ليس كما هو حال هذه المجموعات) وان كان في مأمن وسلام وطمانينة وحتى وان عاش في الدول المتقدمة الاكثر اطمئنانا من بلده الاصلي وكان يعيش في الرغد وعاد بعد فراق وان كان قصيرا فيُستقبل من قبل اهله واصدقائه بفرح غامر، وفي اكثر المناطق الشعبية بالطبول والزنار، فما بالك ان كان العائد من كانت حياته محفوفا بالخطر والموت بين لحظة واخرى، اليس من حقه ومن يقربه ان يفرحوا به ويرقصوا له وهو من ابسط الحقوق الانسانية التي لا يمكن مناقشته في هذا العصر. ان كانت هذه الخطو ة البسيطة هي المبرر لهذه المواقف التي تصدر من المتشددين، واستغلت من قبل المتعصبين واحدثت ضجة غير مبررة، فكيف بالشعب الكوردستاني في جميع اجزائها ان يثق بالحكومة التركية ونواياها، وكيف يمكن ان نعتقد بان الخطوات الحساسة المطلوبة لتقارب وجهات النظر وترسيخ الديموقراطية والتفاوض على الحقوق ان يثمر ونطلع بنتيجة ترضي الجميع . ان كانت هذه المواقف المتشددة والصراخ والعويل الذي يعلوا بمجرد اظهار الفرحة لمجموعات السلام من جراء لقاء ام مضحية لولده وفلذات كبده بعد فراق، فكيف بهم ان يسمحوا له ان يعيش بين اهله بسلم وحرية وطمانينة، ولم يجبروه الى العودة عن الخطوة التي خطاها، وان كانت الافواه مفتوحة وتنطق بالكلمات غير الملائمة تجاه هؤلاء فكيف به ان يثق ويبني اعتقاده وايمانه بالمرحلة الجدية القادمة وما يجب ان يجري فيها .

 

 على الجميع ان يعلموا ان السلام يتطلب التضحية من قبل الاطراف كافة وليس  لاحد ان يفرضه على الاخر بقوة ان لم تكن النوايا صادقة ومؤمنة بالمسيرة، والعالم شاهد على ما يجري والمصالح متداخلة بين الاطراف، والاهم هو فهم المعادلات للخروج من الافق بنتيجة، ولابد لمن يفكر في تامين حياة اجياله ان يعرف انه لابد له ان ينظر بعيون متفتحة وافكار تقدمية وبالارادة والثقة بالنفس متجاوزا للانتهازيين والمصلحيين، ويجب ان يكون راعيا لابناء الشعب  كافةو مصالحهم وضمان معيستهم، ومحاولا تامين نسبة مقنعة من العدالة الاجتماعية والمساواة والحياة الحرة الكريمة لجميع المكونات والفئات بعيدا عن التعالي والغرور والانانية والتعصب.

 

 يجب ان تعلم الجهات التركية المختلفة وبالاخص الجيش وقادته وان طالت الفترات والازمات والازمان فالنهاية هي التوجه نحو التفاوض والتفاهم اليوم كان ام غدا، والاجدر ان يتم ذلك باسرع وقت مايمكن لتجنب اراقة الدماء الاكثر، ولم تكن نسبة الدماء التي اريقت بقليلة في السنين والفترات الماضية، وعليهم ان يتفهموا النظام العالمي الجديد وما تطلبه المفاهيم الجديدة من العولمة والسلام العالمي، والظروف الاقليمية لا تساعدهم على التطاول اكثر مما قاموا به الى النهاية، وسيكون مصيرهم الانعزال ولم يضروا الا انفسهم ومستقبلهم، وستكون النتيجة عدم تحقيق الاهداف العامة لهم ولم يضمنوا المصالح العليا لابنائهم ولجميع فئات شعبهم، اذن عليهم ان يتفهموا الواقع الجديد وما يجري فيه، وعودة مجموعات السلام جس نبض لمواقفهم ونيتهم وهي ليست استسلام ولا خذلان وانما اعلى مرتبة للنضال والتضحية من اجل السلام، والتنازل في اكثر الحالات التي تؤدي الى نصرة الشعب واقرار السلام وتحقيق المباديء السامية وتامين مستقبل الاجيال محترم ومشرٌف ومقبول من قبل الجميع . وهذا ما يدعنا ان نقول ان مجموعات السلام تستحق الاستقبال المشرٌف لانهم حقا ابطال الحرب والسلام .

 

 

 

 

في المثقف اليوم