تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

رسالة إلى آنيا / فاطمة الزهراء بولعراس

من جيجل تعاتبني فيها لأنني لا أعرّف بالثقافة الشعبية الأمازيغية وأننا نميل نحن الأمازيغ إلى الاندثار لأننا لانعرّف بأنفسنا ولأن العرب يعتبرون عرقهم هو الأفضل.... ولم تنته من رسالتها إلا وأن تقول أنها تفتخر بأمازيغيتها .....الخ.

 لا أخفي عليكم أن رسالة آنيا أثرت في كثيرا إلا أنها أتاحت لي الفرصة كي أفرغ مايعتلج في صدري بخصوص هذه القضية في الحقيقة يا ابنتي أنا كذلك أفتخر بأمازيغيتي وعروبتي في آن واحد لأن نصف كلام أمي وجدتي  كان بالأمازيغية والنصف الآخر كان بالعربية والتي أعتقد أن أجدادي اكتسبوها من الإسلام وأنا أومن بأننا أمازيغ عربنا الإسلام كما قال شيخنا ابن باديس طيب الله ثراه نحن الجزائريين يا آنيا كُنا ولا نزال شعبا مختلفا وهذا ليس فخرا بل واقعا ولو لم نكن كذلك لما كنا نمتلك هذا البلد (القارة)  ....وتعرفين من التاريخ القريب أن انتزاعه من فكي الاستدمار لم يكن سهلا ....وتعرفين أيضا أن أودية الدماء التي سالت من أجل ذلك لم نعرف هل كانت أمازيغية أو عربية ولا نستطيع أن نعرف لأنها كانت جزائرية (فقط).....

الأمازيغ الأحرا رهم أكثر الشعوب شجاعة كما نعرف من التاريخ والعرب الفاتحون هم أكثر الناس شجاعة أيضا ونحن نتاج هؤلاء وهؤلاء فحيثما وليت انتماءك وجدت كرم المحتد وطيب الأصل ولافضل لأمازيغي على عربي إلا بالتقوى والعمل الصالح والعكس صحيح أيضا الأمازيغي ابن باديس هو من رسخ للحرف العربي في الجزائر الأمازيغي مولود قاسم هو الذي استمات من أجل أن يؤرخ لجزائر مسلمة منطقة القبائل التي أغلب سكانها من الأمازيغ هي أكثر المناطق المعمورة بالزوايا والكتاتيب (قبل الاستعمار) التي ساعدت على حفظ كتاب الله والمحافظة على الشخصية (الجزائرية) الحرة الأصيلة أما فيما يخصني فقد كتبتُ قصصا شعبية تراثية وقدمتها في إذاعة جيجل  وليس ذنبي أنها لم تر النور بعد ... كما جمعتُ أمثالا شعبية جيجلية و أغلبها من التراث (القبائلي) ألسنا نحن القبائل الصغرى؟؟ من حسن حظنا أن الاستعمار القديم لازال يلوّح بعصا التفرقة بيننا حتى لا نتغافل عن رفع لواء السعي لضم الصّفوف وتمتينها أكثر من ذي قبل لن ينفعنا الانفعال ولا التعصّب و التحدي يا آنيا الذي ينفعنا هو العمل والاقتراب من بعضنا البعض أكثر ليس كأمازيغ ولا كعرب ولكن كجزائريين مسلمين وفقط... وقد جاء الاسلام لمحاربة التعصب والعرقية أفنعود إليه بعد قرون من الانصهار فيه؟؟ وأنا شخصيا  عندما أسمع الشعر الأمازيغي أبكي وعندما أقرأ الشعر العربي أبكي أيضا لأن كلاهما يتحدث عن وطن كبير جميل راح الملايين من أجل تحريره.. إنها الجزائر....الجزائر يا آنيا أولا ....الجزائر ثانيا.....الجزائر أبدا...

وهذه أبياتٌ من قصيدة لي بعنوان

بلاد اعميروش إليك اعتذاري

 

بلاد عميروش* ارفعي لغتي

أضيفي لها تيزي وزو* رديفا

ما كنت أعرف أن للقبائل لغة

فصحى وشعرا كالشهد شفيفا

جهلت وليس جهلي  بعذر

أن كنت عن بلد الأسود كفيفا

وحرمت نفسي مجدا يرفعني

إليك  فأغدو بهذا المجد عريفا

بلاد الخضرة والمدى لعاشق

رشف من هواك هواء نظيفا

بلاد الجمال المكنون  جبالا

تدانت عروشا للظل كثيفا

بلاد الجبال للأسد عرين

قد خطّ الجهاد بالدّم نزيفا

حبيبتي آنيا شكرا لأنك جزائرية حتى النّخاع شكرا لأنك (عربية) وأنت توقعين انتماءك رسلة آنيا

 

....................

Comment Title: انيا من جيجل

Comment:

اريد فقط ان اعطي اقتراح لك سيدة بولعراس لماذا لا تتكلمين على ثقافتنا و اصالتنا و تراثنا الامازيغي الاصيل من حكايات جداتنا امثال لوجنة بنت السلطان و حكايات الغول و حكاية بابا ينوب لماذا لا تعرفين القراء عن تراثنا الذي يكاد يندثر لماذا اهملنا ثقافتنا و تراثنا و هويتنا لماذا العرب يفتخرون باصالتهم و يعتبرون عرقهم العرق افضل عرق و منذ القدم متعصبين لنسبهم و هويتهم و يفتخرون بها لماذا نحن الامازيغ نتبرا من اصالتنا و ننسب انفسنا الى العرق العربي مع ان

الرسول(ص) قال (ومن ادعى قوما ليس فيهم نسب فليتبوؤ مقعده من النار) انا افتخر بامازيغيتي و ابذل كل جهدي في الحفاظ على هويتنا و تراثنا وثقافتنا

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2272 الأحد 11 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم