أقلام حرة

المرجعية الدينية يشغلها التطبير على الحسين والشهادة الثالثة اكثر ما يشغلها حقوق الشعب / جعفر المزهر

وستبقى هذه المرجعية مرجعية مطلبية يشغلها التطبير على الحسين (ع) او الشهادة الثالثة اكثر مما يشغلها حقوق الشعب الاقتصادية او الاجتماعية او السياسية.

 

العملية السياسية اليوم تمر بمفترق طرق خطير، خصوصا ؛ بعدما انقلب الساسة الكرد على العملية السياسية وأصبحوا ينفذون اجندات سعودية وتركية لصالح تقويض  العملية الديمقراطية بالعراق والتي استفاد منها كل العراقيين شيعة وسنة وكرد، فكلنا يعرف ان هذه  الدول تتحرك بعقلية التاريخ، والتاريخ عودنا ان يُبقى على شيعة العراق في دائرة مطالب مرجعياتهم المحدودة وعندما شذوا اليوم عن القاعدة التاريخية  وخرجوا عن الطوق المرسوم قامت عليهم القيامة من شركائهم في الوطن وجوارهم الإقليمي السني وتخبطات المرجعية الدينية.

الأحزاب الكردية بدينييها وقومييها ويسارييها متضامنة اليوم مع مشروع البرزاني في تفتيت الدولة العراقية وينضم إلى هذا التضامن مرتزقة بغداد من سياسيين وصحفيين، شيعة وسنة. فأصحاب الدكاكين السياسية والدينية لا يروقهم وجود دولة تفرض هيبتها على أرضها وتكون قوتها من قوة نفاذ قوانينها، فهذه الهيبة  ستجعل هذه الدكاكين هامشية في حياة العراقيين، لأن العراقيين اصبح حلمهم الأكبر هو وجود دولة تحميهم من خلال قوانينها، لا من خلال دولة الحاكم فيها، هو هذا الدكان الطائفي، او ذاك الدكان العرقي او العشائري.

هناك اليوم جبن مريع وخبث مبيت من هذه الدكاكين اتجاه أي مشروع يريد لهذه الدولة ان تقف على قدميها. فكل ما تقوم به الدولة — والتي تشترك في إدارة مفاصلها كل هذه الدكاكين ! — لصالح تقوية نفوذها الدستوري تصطدم بالرغبات الفئوية لهذه الدكاكين، فهم يريدون دولة عبارة عن منسق بيني لهذه الدكاكين، بمعنى ان تحفظ الدولة حدود ومصالح هذه الدكاكين فيما بينها، أما الشعب فيبقى يرزح تحت نير أمزجة  تجار هذه الدكاكين.

المرجعية او لنقل اذرع المرجعية من أبناء ووكلاء وهم أصحاب الأدوار الفعلية. الإعلام الكردي والعربي. قادة المليشيات. الأحزاب الكردية. سياسيو العملية السياسية من السنة والذين يتخبطون على حساب مصالح العراق لصالح الساسة الكرد او لصالح الهيمنة التركية او السعودية... كل هذه الأطراف تحتوش الدولة العراقية اليوم  بحجة الخوف من دكتاتورية المالكي!! وهم العارفون بإستحالة تحقق هذه الدكتاتورية لما يتمتع به العراق من فصل في السلطات واختلاف مهمها.

 ان حقيقة الذي يؤرقهم هو هذا الضعف الفئوي والميلشياوي الذي بدأنا نتلمسه جراء تقوية بعض مفاصل الدولة وأخصها تقوية استقلال الجيش وعدم إفساح المجال لهذه الدكاكين ان تنفذ اليه، فهنا تكمن المشكلة الحقيقية لا بديكتاتورية  المالكي المفتعلة.

أمامنا زمن ليس بالقصير لإتمام وإنجاز هيبة الدولة العراقية في كل مفاصلها، نعم  ان المال العربي والكردي سيال وافواه مرتزقة الصحافة والسياسة تنفخ ليلا ونهارا لصالح إضعاف الدولة، لكن يبقى هناك الشعب ومثقفوه الذين لا تنطلي عليهم كل أحابيل ساسة الدكاكين ومرتزقتهم من كتاب الأعمدة اليومية في الصحف العربية والكردية، فهذا الشعب ومثقفوه هم الذين سيتصدون لكشف أحابيل إقطاع السياسة ومرتزقتهم.

يبقى ان كشفنا لزيف هذه الدكاكين  ووقوفنا مع الدولة ورئيس وزرائها المنتخب يفرض علينا أيضاً  ان لا نغض الطرف عن المسارات الخاطئة في بعض المفاصل السياسية التي يقوم بها رئيس الوزراء، فنقول له يا مالكي اخرج من بعض الرؤى الحزبية التي يدفعك إليها  بعض محازبيك، فلن  تنفعك العشيرة بقدر ما ينفعك العراق كله، ادفع بالروح الوطنية الجامعة واترك التحالفات مع الواجهات الوهمية، أسع نحو كشف الفاسدين من حزبك قبل غيرهم، فهذا السعي سيحفظه لك العراقيون. اندفع نحو العراق والعراقيين واجعل رفاههم وكرامتهم طموحك وبرنامجك الأكبر، فسيحبك ابن كركوك والعمارة وتكريت وكل محافظات العراق ما عملت على تحقيق رفاههم وأمنهم. واخيرا اياك ان تظن او تتصور ان دعمنا إليك بدون شروط، فشروطنا التي لا نحيد عنها وسننقلب عليك إذا خنتها تكمن في ثباتك على نزاهتك وعفة يدك وإبعاد عائلتك عن مفاصل الدولة حتى وان كانوا صالحين، وان تبقى ملتزما بالديمقراطية  فهي العقد  الاكبر بيننا وبينك، فإحذر ان يصور لك بعض النفعيين انك اكبر من الديمقراطية، والنهاية نقول لك لا تهن وابقى على صمودك بوجه مشاريع أصحاب الدكاكين الصغيرة فنحن أبناء الشعب معك.

 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2292 الأحد 02 / 12 / 2012)

في المثقف اليوم