أقلام حرة

من المسؤول عن الفتنة الجديدة .. السيستاني أم وكلاؤه؟ / جعفر المزهر

"بمنظمة مجتمع مدني" حنق الاتباع والوكلاء والمستفيدين، ولقد شرق وغرب أبطال الكلام وتم إهدار دم حسين الأسدي .

الغريب في الأمر أن التوصيف ليس به سبة او إنتقاص، فالمؤسسات إما حكومية وإما اهلية، والأهلية منها إذا لم تكن مؤسسة ربحية فهي منظمة مجتمع مدني. والمرجعية مؤسسة غير حكومية، بل بالأحرى هي ليست مؤسسة بكل معانيها، الحكومية او الأهلية، ولهذا فتوصيف حسين الأسدي كان رقيقا جدا عندما وصفها بمنظمة مجتمع مدني. كان الأحرى أن يتم توصيفها بشركة المرجع وأبناءه وأصهاره المحدودة لانها في جل نشاطها غير الفقهي لا تعبر إلا عن مصالح هذه الفئة، نعم قد لا يستسيغ بسطاء الناس هذا الكلام لكن جل النخب العارفة ببواطن مرجعية النجف تعرف هذا الأمر وتهضمه.

في ما مضى كان جل المتأثرين بولاية الفقيه يعيبون على مرجعية النجف دورها وهامشيتها في حياة العراقيين وكانت هناك رموز تتبنى هذا الطرح ومن ضمنهم مثلا صدر الدين القبنجي الذي يُعد اليوم واحدا من أذرع مرجعية النجف !  هذا ليس غريبا على فئات اعتادت اللعب على أوجاع العراقيين.

ولنتصارح اكثر حتى لا تتم اخافتنا بالفتوى والتي لم تشهر وعلى مدى أربعين عاما بوجه صدام وحزبه من قبل  المرجعية  السائدة، اقول ان العراقيين لم يتعودوا على تراث الفتوى وتأثيراتها، لانهم شعب وحتى سني التسعينيات نسبة الذين يقلدون فيه مرجعا لا تتجاوز الثلاثة بالمائة. نعم بعد الحملة الايمانية والتي دفع بها صدام لأجل مصالحه ونزعاته الدكتاتورية زدات معرفة الناس بالمرجعية وبالتقليد، والفضل هنا يعود لصدام وليس للمرجعية التي كانت خائفة على نفسها اكثر من خوفها على الشعب. وحتى لا يحدث لبس فأن مرجعية الشهيد محمد باقر الصدر هي الوحيدة التي بادرت بفضح النظام ومجابهته وكثفت اتصالها بالناس، ومع كل هذا لم يعترف بهذه المرجعية من قبل المرجعية السائدة في النجف وليومنا هذا .

ان الذي دفعني بشكل أساس لكتابة هذا المقال هو ليس تصريح الأسدي، فتصريحه عادي ولا يمثل شيئا امام صلف وكيل المرجعية في عموم أوربا وأمريكا السيد مرتضى الكشميري والذي اخرج عن مكنونات نفسه غير الواثقة  واصبح يخلط الحابل بالنابل ليس حبا بالعراقيين وإنما ثأرا لمصالح شركتهم والتي يشكل فيها هذا الوكيل المسمى الكشميري حصة الأسد لانه الوكيل المطلق وفي نفس الوقت هو الصهر الأكبر لأكبر مراجع النجف سماحة السيد السيستاني فهذا الصهر لعب بشكل واضح وخطير على الورقة السياسية والتي يريد ان يمررها على العراقيين من خلال تصريحه الخطير الذي  تجاوز فيه تخطئة حسين الأسدي وكان يستطيع ان يقول ان الاسدي مخطئ في تعريف المرجعية وان تعريفها كذا وكذا وينتهي الامر لكنه أبى الا ان يمرر أمرا خطيرا، إليكم جزءا من تصريحه والذي نقلته الكوفة نيوز"  

 

 هذه ثمان سنوات والحكم بيدهم ولم يحققوا منجز للشعب حيث منشغلين بالفساد والمشاكل وعندما ترفض المرجعية مقابلتهم وترفض دقهم طبول الحرب ضد الأخوة الكورد وتطالبهم بحقوق الشعب، يتهجمون عليها ويعتقدون أنهم من صعدو الى الحكم بكفائتهم ويقولون صناديق الأقتراع أنجبتنا وهذا وهم لأن الشعب لا يعرفهم. والمرجعية أشارت الى الجماهير أن تذهب الى الأنتخابات وتنتخب وهي حاملة أرواحها على أكُفها، وعليهم أن يعلموا أن مصيرهم بيد المرجعية وبكلام منها تُنهيهم وبكلمتين فقط (لا يجوز انتخابهم)..."

 

فتصريح الكشميري هنا يلعب فيه على التصعيد السياسي من خلال ادخال حالة النزاع بين المركز والإقليم وتبني المرجعية لموقف سياسي  لصالح الاحزاب الكردية وتحميل الحكومة المركزية دق طبول الحرب وهذا أمر خطير يكشف على ان المرجعية تفرط بمصالح العراقيين، كل العراقيين لصالح فئة حزبية خاصة. الامر الآخر يهدد الكشميري بأمر خطير هو سلاح الفتوى في تقويض العملية السياسية من خلال إلغاء أطراف سياسية بفتوى (لا يجوز انتخابهم) مما يجعل العراق يدخل في أتون حرب أهلية لا تشابهها حتى الحرب الطائفية التي مر بها العراقيون في الحقبة السابقة، لان من غير المعقول ان يقبل العراقيون ان تضيع حقوقهم مرة أخرى  بسلاح الفتوى  كما ضاعت في بداية تأسيس الدولة العراقية. نتمى على المراجع في النجف ان يلجموا ابناءهم واصهارهم عن التصريح ببيانات خطيرة، والتي قد تكون مدفوعة الثمن. فمن غير المعقول ان يدفع تصريح حسين الأسدي على كل هذه الردود الحادة والمفتعلة. يبقى ان نقول ليس للمرجعية افضال على العراقيين وهذا ما يقوله المراجع انفسهم، بل حسب المباني الفقهية والشرعية ان دور الفقاهة واجب كفائي يسقط عن الكل بتصدي البعض له، وهنا ليس لاحد على احد فضل كما يصور الكشميري صهر سماحة السيد السيستاني.

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2303 الخميس 13 / 12 / 2012)


في المثقف اليوم