أقلام حرة

من الحب ما قتل / وائل مصباح عبد المحسن

إلى راغبي وراغبات  لفت نظر الجنس الأخر وفقط، يجب أن نعرف مصر جديدا..التي ضحى من اجلها الكثيرون، وسيضحى من اجلها الكثيرون،

حتى تظل مرفوعة الجبين، لم ولن ينتظروا مقابل ولا تكريم، لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، منهم من رحل عن عالمنا، مثل أحمد عرابي، محمد فريد، احمد عبد العزيز،حسن البنا،عبد المنعم رياض، احمد إسماعيل، ومحمد نجيب، عبد الناصر ،السادات،الجمسي، الرفاعى،بدوى،

وأبو غزالة، غيرهم وغيرهم، ومنهم مازال يعطى، هؤلاء كل منهم على حدي، أسطورة في العطاء والانتماء، يجب أن ينحني لهم التاريخ مهابتا واحتراما، ولهذا يجب أن تظل سيرتهم باقية، ما بقيت علي الأرض حياة،ولا يستطيع أحدا_مهما بلغت هامته_أن يزايد على مصر ورموز مصر ورجال مصر، ومن يحاول عليه أن يقرأ مقدمة كتاب التاريخ جيدا، مرة واثنين وألف ومليون، فكل حرف في تلك المقدمة والتي كتب بحروف من نور يشهد بذلك، ألا تكفى شهادة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم:"إذا دخلتم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيرون فهم خير أجناد الأرض وهم في رباط إلى يوم الدين"أبعد ذلك حديث؟!!.

ومن هؤلاء الرموز، والتي لا يعرف الكثيرون منا حتى أسماءهم، "محمد كريم"محافظ الإسكندرية السابق، والذي أرسل إليه نابليون بونابرت رسولا يؤمنه على مركزه، إذا ما ساعد الجيوش الفرنسية على النزول إلى ارض مصر، ولكنه رفض وقاد المقاومة بإصرار، وعندما تم أسره، قال له نابليون"لقد أخذتك والسلاح في يدك..ولكنك كنت شجاعا في دفاعك..لذلك أعيد إليك سلاحك..وأمل أن تقدم لفرنسا من الإخلاص..ما كنت تهديه لحكومتك"، ولكن جمع البطل المجاهدين مرة أخرى، وعاد للمقاومة حتى قبض عليه، وتم محاكمته، وصدر الحكم بالإعدام رميا بالرصاص، على أن يكون له الحق في افتداء نفسه بثلاثين ألف ريال، فابتسم محمد كريم، وقال"حياتي فلست متمسكا بها، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، أم أموالى فلقد أعدتها لحربكم، إذا ما قدر لي أن أعيش، وإذا مت فسيحمل علم الجهاد من  بعدى، نفوس مخلصة ستخرجون على أيديهم من بلادنا، أذلاء مهزومين.

وذهب كريم وحمل اللواء من بعده "حسن طوبار"ابن المنزلة، الذي تردد اسمه أكثر من مرة، في رسائل  نابليون ومذكرات قواده، وقاد المقاومة الشعبية في معركة الجمالية، والتي استمرت خمس ساعات،  وانتهت بانسحاب الفرنسيون، وانتصار الشاطر حسن ورفاقه، فحاولوا استمالته، فرد عليهم قائلا"لا جميل القول يغرينا..ولا رنين المال يطوينا..ولا وعيد القوم يثنينا"

وتحرك بسفنه لنجدة دمياط، والتقى على شواطئها بالفلاحين القادمون من القرى المجاورة،

ولقنوا المستعمر درسا لا ينسى، فجمع نابليون قواده، فاجمع رأيهم على القضاء على حسن طوبار، وقد كان.

ليتشرف" احمد الابنودى"بحمل الراية المخصبة بالدماء، ليصيح في أهل بلدته أبنود"لقد عزمت على أن أثار من هؤلاء الفرنسيين..الذين جاءوا لاغتصاب أرضنا وبلادنا..حتى ولو كان في ذلك نهايتي"وخرج الابنودى ومن انضم إليه، وظل يقاوم ساعة بعد ساعة، ويوما بعد يوم، حتى وقف على مئذنة الجامع، يصيح الله اكبر الله اكبر، صيحة النصر والتي ظلت تتردد من عصر لعصر.

هؤلاء  أولاد مصر يا شباب مصر، وأنت منهم بلا شك،واعلم علم اليقين بأنك تحبها ولكن من الحب ما قتل،لذا عليكم بقراءة التاريخ فهو يقدم لنا خير برهان على حسن خاتمة من تمسك بالفضيلة وضحى بنفسه في سبيل وطنه، وسوء مصير من باع نفسه للشيطان، واشترى الرخيص بالغالي، فمن تعرى من لباس الخلق الكريم لم يستر بشيء من الدنيا ولم يجد ما يؤويه فيها غير مزبلة التاريخ.                   

                        وائل مصباح عبد المحسن

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2303 الخميس 13 / 12 / 2012)


في المثقف اليوم