أقلام حرة

التفجيرات الأخيرة ودور المسؤولين اللامسؤولين!!

ادراج مكاتبهم والذي ينص على ان المسؤولية تقع على عاتق التكفيريين والقاعدة والبعث ودول الجوار.

 

وعند هذا تنتهي مسؤولية الدولة ورجال الدولة. فلا احد يستقيل أو يقال ولا احد يعترف بالتقصير أو يحاسب المقصرين ولا احد يعاقب أو يتحمل العقاب فليس في الامكان أبدع مما كان وكل شيء يسير على ما يرام فقد تمت عملية الادانة والاستنكار والتنديد وبهذا تم أنجاز الواجب على خير وجه أما الضحايا الابرياء فدمائهم تذهب هدراً. والشعب سريع النسيان وسرعان ماسوف يتم نسيان كل شيء في ظل الحوادث المتلاحقة والمتكررة والصراعات الشديدة على السلطة.

 

لنذهب مع تفسير السلطات للتفجير ونتفق معها بأن البعث له دور والقاعدة لها دور وأن دول الجوار جميعاً لها دوروأن كل دول العالم وعلى رأسها أمريكا بمساندة بنغلاديش والصومال لها دور فما هو دور الأجهزة الحكومية والأجهزة الأمنية والأجهزة العسكرية التي تلتهم رواتبها ومخصصاتها 70% من الموازنة المالية العامة للدولة العراقية ؟ وأين دور الالاف المؤلفة والتي وصلت الى أكثر من مليون من الشرطة والجنود ورجال الامن ؟ وأين دور أجهزة المخابرات والاستخبارات ووزارات الأمن وأجهزة مكافحة الارهاب والاجهزة الأمنية السرية الكثيرة التي لا يعرف لها أسم ؟؟!

 

تتكرر الانفجارات بنفس المكان ونفس الاسلوب ونفس الحجم ومع ذلك لم نسمع شيئاً عن نتائج التحقيق.

 

الانفجار الذي اطلقوا عليه أنفجار (الاربعاء الدامي) بعد ان انتهى الصراخ والنواح والعويل والاستنكاروالتنديد سجلوا الجريمة ضد مجهول من دول الجوار. وأعتبروا أن مهمة القوات الامنية أنتهت عند هذا الحد وأن الدور الان لوزارة الخارجية. وطابت لهم اللعبة وأبتدأوا يستنجدون       بالهيئات الدولية والامم المتحدة. والان يتكرر نفس السيناريو !

 

ليست المشكلة في أن دول الجوار العراقي تتدخل او لا تتدخل أنها بالطبع تتدخل. والدولة التي لا تتدخل يعني انها دولة خائبة لا تفهم جوهر الدبلوماسية في الشرق الاوسط أو لا تفهم لعبة التوازنات الدولية السياسية في المنطقة. فما دامت الظروف مواتية وما دام بعض أهل العراق يطلبون ذلك وما دامت ابواب الدار مشرعة وما دام جو الدار تسوده البلبلة والصراع والنزاع بأسم الديمقراطية...فلماذا لا تتدخل ؟!

 

الكثير من المسؤولين يتحدثون عن أختراقات ويتحدثون عن تواطئات ويتحدثون عن أهمال ولكن بدون أن يتمخض كل ذلك الضجيج عن شيء واضح. أنهم يتكلمون كثيراً ويفعلون قليلاً. وهم جميعاً يتمتعون بالحصانة. فلم تمس لهم شعرة بعد كل هذا الخراب والدمار. هم مصونون غير مسؤولين. لقد آن الاوان لكل هذا الاستهتار بالوظيفة العامة وما تنطوي عليه من مسؤوليات واستحقاقات أن ينتهي والا فالعواقب وخيمة.

 

كل الدول التي ابتليت بالارهاب تتحدث عن الحرب الاستباقية على الارهاب وتعد العدة لذلك. والحرب الوقائية وتعد العدة لذلك الا في العراق فرجال الدولة لا يتذكرون الارهاب الا بعد حصول الكارثة وتبدأ أجهزة الضجيج التي تستمر بتصديع الرؤوس لعدة ايام ثم تطوى الصفحة مع ما طوي من صفحات انتظاراً للكارثة التالية!

 

أ.د عبد الجبار منديل /اكاديمي عراقي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1214 السبت 31/10/2009)

 

 

في المثقف اليوم