أقلام حرة

أحداث الجامعة المستنصرية جمعيات طلابية وروابط ثقافية.....ولكن!!!!

الطلبة الصعداء عقب انهيار جليد القمع والطاغوت من على صدرعراقنا الحبيب انتشرت العديد من الجمعيات الطلابية والروابط الثقافية وغطت ساحات اغلب الجامعات العراقية. واذا ما تفحصنا بدقة منصفة بعيدا" عن التحيز والجعجعة الكلامية نجد ان ما تنشره  هذه الجمعيات  والروابط (الثقافية) من أفكار ومفاهيم وتصرفات مثقل بالاطروحات السياسية والاجتماعية والدينية المتطرفة وتكاد تكون خالية من المادة العلمية التخصصية والمعلومة الثقافية الهادفة والنتاج الأدبي البناء والتي تمثل الهدف الأساس المفترض الذي أنشأت من اجله هذه الجمعيات والروابط (الثقافية) بعد استغلالها من العديد من الأحزاب والهيئات السياسية . ولسنا الآن بصدد استعراض أوجه مفهوم طلبنة الحركات والخوض فيه فالبرغم من سلبياته الكثيرة الا انه يحمل في طياته بعض الايجابيات، فمن الطبيعي ان تكون مرحلة الدراسة الجامعية مرحلة متكاملة من مراحل النمو الفكري للطالب تؤدي الى إعداده علميا" واجتماعيا" وتنويره بقضايا الوطن والمجتمع .لاشك ان مشاركة الطالب في مختلف النشاطات الاجتماعية والسياسية تساهم في صقل شخصيته وتنوير فكره وزيادة وعيه .

واذا أردنا الحق- وهو مقصدنا ان شاء الله- فان أي من  هذه الجمعيات والروابط (الثقافية) لم تمارس الدور المرجو منها في إشاعة القيم والمفاهيم التي ورد ذكرها وأصبحت  الغالبية العظمى منها ساحات للصراع او منابر ترويج لثقافة العنف وفرض الإرادات بعيدا" عن القيم التربوية والأكاديمية بحيث ولدت ثقافة التسيد والوحدانية في الساحة الجامعية تمثلت ببروز تيارات تؤمن بالعنف وتلغى وجود الآخر، بل تندفع بالتهديد المسلح من اجل الوصول الى مآربها الغير مشروعة في اغلب الأحيان. هذه المجموعات تغذيها ثقافة تحريضية يومية تتغلب فيها لغة التسلط على لغة  القوانين  ولوائح الأنظمة،  ثقافة تسودها لغة الإقصاء والتسلط ورفض الأخر ونفيه بدل فهمه والتعايش معه على أساس الوضع المهني والأكاديمي لكل منهما مما جعل صراع فرض الإرادات المركب بين الطلبة فيما بينهم وبين الطلبة  وأعضاء هيئة التدريس  في هذه المرحلة  من اخطر الصراعات الدائرة في الوسط  الجامعي وأشدها ضررا" عليه وكان نتيجة هذا الصراع اتساع الهوة بين مكونات الجامعة الأساسية من طلبة وأساتذة وموظفين، ولنا فيما حصل في الجامعة المستنصرية أسوة سيئة ومثال صارخ على خطورة ما آلت إليه الأوضاع.  واستشعارا" من حكومة المالكي بهذا العدو المتربص بالبنية الأساسية للجامعة  جاء قرار هذه الحكومة بحل كافة الجمعيات والروابط  الطلابية التي تعمل داخل الأوساط الجامعية  لتلافي هذا المنزلق الخطير الذي يحاول البعض ان يسوق له داخل أسوار الجامعة.

لا نبالغ عندما نقول إننا لا نتفق كل الاتفاق مع قرار الحل والإلغاء لهذه الجمعيات او الروابط فالموضوع بحاجة الى دراسة متأنية بعيدة  عن المزايدات والحلول الآنية وبحاجة الى التدقيق في عناصر معادلة  التفاعل العلمي داخل الأسرة الجامعية وتلمس مواطن الضعف فيها من خلال سعي الإدارة الجامعية وبكافة تدرجاتها الى ممارسة دورها الصحيح وتفعيل التنفيذ الدقيق للقوانين والأنظمة واللوائح الجامعية وإعادة الانسجام بين مكونات الأسرة الجامعية بما يحفظ الهيبة والاحترام لكل منها على أساس استحقاقه العلمي والأكاديمي والأخلاقي، وإبعاد الجامعة عن شبح التناحر السياسي والنأي بها عن فرض الأجندات السياسية وترك طاقية الانتماء المذهبي والعرقي والسياسي خارج أسوار الحرم الجامعي. وأخيرا" نحن بحاجة إلى رحابة الصدر وانفتاح الذهن والحوار الهادئ المثمر .... وبحاجة إلى الابتسامة التي غابت عن الأسرة الجامعية .!!!

 

صقر الحيدري

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1236 الثلاثاء 24/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم