أقلام حرة

البرلمانيون العراقيون لصوصٌ للمال العامِّ من دون استثناء

تبالي بأن تُعلَّق على حبال المشنقة لو اقتضى الأمر، لذا فإني أصرُّ على أنَّ البرلمان العراقيِّ من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، إنما هو لصٌّ كبيرٌ يسطو في كلِّ لحظةٍ على المال العراقيِّ العامّ، فمن شاء أن يقاضيني منهم فليتقدَّم، فأنا رهن إشارة القانون مثل سقراط بالرغم من كوني معترضاً في الحقيقة على العديد من التفاصيل فيه.

إنَّ اللصَّ الذي يتسلَّق جدار بيتك في الليل، على حين غفلةٍ من ناظريك كونك غارقاً في سبات النوم، لا خوف منه إطلاقاً، لأنك قادرٌ على أن تحتاط للأمر بمجرَّد وقوع الحالة اللصوصيَّة الأولى.

 أما اللصُّ الذي يتذرَّع بالقانون وهو واضعه، فمنه يأتيك الخطر، ومن هنا فإنَّ البرلمانيين العراقيين سواءٌ من كان منهم مثقَّفاً قادراً على الحوارات الفكريَّة والفلسفيَّة والقانونيَّة والسياسيَّة إلخ أو من كان منهم جاهلاً متسلِّقاً على أكتاف المحسوبيات للدخول في القوائم الإنتخابيَّة المغلقة، وهم الأغلبيَّة الساحقة من هذا البرلمان العراقيِّ الفاشل مع الأسف، ينتمون إلى الصنف الثاني من أصناف اللصوص، إذ يقررون بصفاقةٍ منقطعة النظير في كلِّ يومٍ زيادةً في رواتبهم المجرمة على حساب جوع ومعاناة وحرمان الطبقات الفقيرة الكادحة من أبناء الشعب العراقيِّ المظلوم.

كمواطنٍ عراقيٍّ أملك كلَّ الحقِّ في أن أقاضي هؤلاء على جريمتهم هذه، وليفتحوا باب الإستفتاء على أحقيَّتهم في الرواتب الإجراميَّة، ليعرفوا مقدار ما يحمل عليهم الشعب العراقيُّ المسكين من حقدٍ لا يوصف، مع أنَّ هذا الشعب لم يجد بداً من الإقبال على صناديق الإقتراع لانتخابهم، ومن جهل هؤلاء أنهم اعتقدوا أنَّ مجرَّد انتخابهم يمنحهم الصلاحية المطلقة في أن يقرِّروا ما يشاؤون لأنفسهم من أموالنا ومقدِّراتنا الوطنيَّة العامَّة، فبئس ما يفعلون.

إنهم يعترضون على وجود هذه الشقَّة البعيدة الفاصلة بين الشعب والحكومة، ويعتبرونها من نتائج حسد الناس لهم على ما أنعم الله عليهم به من الفضل، وأشهد الله سبحانه أني لهم حاسدٌ، وعليهم حاقدٌ، ما بقي نهارٌ وليلٌ يتعاقبان، وما العار في ذلك، ما دام غير الحاسد لهم في نظري مستحمراً لمقولاتٍ ومفاهيم وأدلوجاتٍ لم ينزل الله بها من سلطان، ومادام حاسدهم والحاقد عليهم محترماً ومقدَّساً في نظر الحقِّ والوطن، وما دام المدافع عنهم ما هو إلا انتهازيٌّ وضيعٌ يبتغي بالزلفى منهم العزَّة والمنعة والجاه والسلطان وفتات الطعام.

هل سترفعون عليَّ قضيَّةً بدعوى التشهير بكم أيها البرلمانيون؟ فأنا بانتظار شكواكم رجاءً، لأني بحاجةٍ ماسَّةٍ جداً إلى أن أتحدَّث عنكم بمجانبةِ كلِّ كلماتِ اللياقة والأدب الإستحماريِّ اللعين أمام قضاء الله والضمير.

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1065  الاثنين 01/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم