أقلام حرة

هل صحيح ان كتاباتنا السياسية (ضر.. بسوك الصفافير؟)

أزداد إقتناعا يوما بعد يوم بأن الأمر هو كذلك. صحيح ان بعض الكتابات السياسية غير رصينة ولا محترمة، غير فاعلة ولا مؤثرة، غير موضوعية ولا عقلانية، غير حيادية ولا مستقلة، ولكن بعضها الآخر وهو كثير يُخبر العكس تماما. غير انه لا هذا النوع من الكتابة السياسية ولا ذاك يُسمع لهما صدى عند من يعنيهم الأمر في الحكومة ولا يُقرأ لهما ردا منها إلا ما ندر. وحتى لو حدث ذلك فإن هذا لا يعني ان الحكومة قد تجاوبت مع ماكُتب من نقد موجه لها واستجابت لما ورد فيه بما يصلح من وضعها ويسدد خطاها، وتفاعلت مع ما طُرح من نقد يبين أخطاءها وعيوبها، وتفاعلت معه وبدأت باصلاح الأخطاء والعيوب وتصحيح مساراتها نحو وضع سياسي افضل واحسن. وإذا تذكرنا ما قاله رئيس الحكومة الحالية قبل سنوات بأن المواقع الألكترونية، بما يُكتب فيها، كلها او بعضها، هي عبارة عن مكبات، (يعني حاويات زباله) (الأمر الذي جعل يومها احد الكتاب السياسيين من المؤيدين لرئيس الوزراء والمادحين له ينقلب عليه في اليوم التالي ويبدأ بمهاجمته بالكتابة ضده وضد الحكومة التي يرأسها ويقف معارضا له حتى اليوم ....!) عرفنا كم وماذا تعني عند الحكومة هذه الكتابات السياسية التي تُنشر بالعشرات هنا وهناك في المواقع الألكترونية العراقية. كتابات سياسية عن الفساد الحكومي، المالي والإداري، وكتابات عن سوء الخدمات المقدمة للمواطنين،، وكتابات عن الوزراء والنواب اللصوص وسراق المال العام وجامعي المال الحرام، وكتابات عن الأجهزة الأمنية المخترقة، وكتابات عن العراقيين بلا تمييز طائفي، كبارا وصغارا، رجالا ونساءا، الذين يسقطون ويستشهدون جراء العمليات الإرهابية، وكتابات عن عدم كفاءة وكفاية الشرطة والجيش في التصدي لها، وكتابات عن المسؤولين الذين اثروا في سنوات قليلة وصاروا من اصحاب المليارات، وكتابات عن السياسيين الإرهابيين المتحصنين في البرلمان، وكتابات عن اوامر إلقاء القبض غير المنفذة بحق الفاسدين والحرامية في وضح النهار، وكتابات عن احكام الإعدام الصادرة بحق الإرهابيين والتي لا تنفذ لأسباب معروفة وغير معروفة، وكتابات عن الوثائق والإدلة التي يحتفظ بها رئيس الوزراء عن المتآمرين والإنقلابيين والفاسدين والسراق واللصوص ولا يظهرها للرأي العام ويقدم هؤلاء للقضاء بحجة، مكررة وممجوجة: (المحافظة على العملية السياسية من الفشل والإنهيار،) وغيرها .. كل هذه الكتابات لم تجد لها صدى ولا رد فعل لدى الحكومة. إنها، هذه الكتابات، (ضر.. بسوك الصفافير) حقا وفعلا.

أنا لا أدعو إلى ان يتوقف الكتاب السياسيون عن الكتابة السياسية، لا. ولكني ادعو إلى ان يكون هؤلاء الكتاب السياسيون مدركين وعلى وعي تام ان ما يكتبونه من كتابات سياسية ليس له القدرة بما يكفي لتغيير المسار السياسي للحكومة الحالية المرسوم لها سلفا من الخارج والذي لا تستطيع هي، الحكومة، ان تخرج لا عنه ولا منه حتى تنتهي ولايتها عام 2014 عام الإنتخابات التشريعية الجديدة. بعدها ستُكلف حكومة جديدة بالسير على مسار سياسي جديد لا تحيد عنه ولا تخرج منه.

اما من الذي يديرهذه العملية السياسية في العراق التي بدأت بعد نيسان 2003 والتي ستستمر حتى يقضي الله امرا كان مفعولا، فلا تسألوني، فأنا اثق بذكائكم وفطنتكم، عراقيتكم ووطنيتكم، أيها الكتاب السياسيون المحترمون.

 

بغداد في 22/9/2013      

 

في المثقف اليوم