أقلام حرة

من يستهدف الصحفيين في العراق؟

وكل حسب قدرته وامكانياته وخلفيته الثقافية الفكرية العقيدية والايديولوجيةفقط ولمدة طويلة، ولم نحس بمن يمكنه ان يطفو الى السطح ويعمل بشكل محايد ومهني ومن دون اي دافع عقيدي مجرد  وحصري بفئة دوناخرى، الا انه هناك نسبة غير قليلة اصبحت تحت الرماد وكانت تنتظر الفرصة لتثيت مهنيتهاو ما يمكنها من دفع العملية السياسية بعيدا عن الخلفيات  والمعتقدات الذاتية والانتمائات الضيقة . كماهو حال كافة المجالات وخاصة الفعالة منها والتي لها الدور الهام في تثبيت ركائزمسيرة البلد وتجسيد ما يترسخ فيه من التمدن والتقدم واتباع الديموقراطيةالحقيقية والشفافية المطلوبة لنجاحها والتي لم تتحقق الا بوجود الصحافة الحرةالنزيهة والصحفيين المهنيين المتمكنين، وفي ظل الارضية المناسبة لدفعها واعادةتفعيل وتجديد ذاتها، فحدثت العديد من الخروقات الخطيرة في المسيرة  والتي اثرت على التوجهات والارادات، فان هناكمن يتربص  بهذه الشريحة المهمة العصرية فيهذا البلد الذي يمر بمرحلة متنقلة وحساسة والتي يحتاج فيها لجهود مختلف الفئات والمكونات بما فيهم النخبة المثقفة وفي مقدمتهم الصحفيين بالذات . والايدي التيتطال هؤلاء ليست لمن يحتاج الى رغيف خبز او حالة عائلية ماساوية من اجل انقاذاطفاله واهله من العوز والاحتياج والاحتيال، وهو يصارع من اجل البقاء ويرضىبالقليل ولم يمد يده ابدا لهذه الافعال الشنيعة، وكما هو المعروف في مسيرتهمالطويلة، وليس لمن يريد تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة ويعمل من اجل نشرالخير والمحبة والتنوير والتمدن واحترام الاخر، ولا لمن يؤمن بالتعايشالسلمي في جو مؤمن بالحرية والسلم والامان، وليس لمن يؤمن بالنظام الديموقراطيفي ظل فصل السلطات ووجود السلطة الرابعة المؤثرة المراقبة الفعالة على المعنيين،و ليس لمن يهتم بامور المجتمع العامة وبالنظام العلماني وفصل الدين عن الدولة، ولا لمن يريد ضمان مستقبل اجياله ومن يريد تامين معيشتهم بالسعادة والرفاهية. بلهو لمن كان غارقا في التعصب والعنصرية والنرجسية وحب الذات وهو يعيش في اطارمساحة عقليته الضيقة ملغية للاخر ومسقطة له مهما تكلفه الامر، هو من يتشبثبالماضي وبالاحلام التي تلاشت نتيجة السقوط وما يؤمن بان مجده وعزته زالت وهوغارق في بحر من الايديولوجيا المختلفة ولا يهمه سوى تطبيق ما يعتقد انه الصحيحدون غيره، سوى كانتهذه الاعتقادات دينية او مذهبية او عرقية او سياسية مصلحيةبحتة، ولم ير غير ما مرسوم له دون ان يلتفت يمينا او يسارا فيما ينعكف على ما يعملمن اجل تطبيقه من المخططات والاجندات المختلفة هنا وهناك سوى كانت خارجية اوداخلية .الاكثرشيوعا في مثل هذه الظروف المعلومة انه تطال الايدي الى النخبة الخاصة المؤثرةالفعالة المحددة ومحدودة العدد، انه لمن السذاجة ان نتصور بان الفاعل يعي مايفعل وهو جاهل حتى النخاع، بل هو ينفذ ما يامره به راعيه وهو من بين الرعية سوىكان يعلم بذلك او يجهل، وهذه هي الطامة الكبرى، وهو وفيٌ لمن يحقق مصالحهالذاتية فقط، بينما ينظر اليه كبيره كاحد عناصره المرتزقة او ضمن حفنة من الحثالىلم يفد غير سيده الآمر الناهي . وربما يختار هؤلاء السادة العظام! من يخدمهم منالفئة ذاتها والشريحة المخدوعة نفسها لينفذ ما يؤمَر به لتحقيق مرامهم واهدافهمالسرية الكبرى. اذن ان الاحرار التي تذهب دمائهم ضحية ما يجري على الساحة منالصراعات الخبيثة في هذه المرحلة المتنقلة وغير المستقرة باي شكل كان من جميع النواحي السياسية والفكرية،هم وبدمهم يبنى البلد، وما يجب ان يتجسد فيه البلد، والمطلوب من الاعمدة المساعدة لاستقراره، والنظام المتبع محفز لما يدور، وسيكونهؤلاء المضحين شمعة تنير الطريق بدمائهم ويسقطون ليسقوا شجرة الحرية التي لا تنبتو لا تنمو من دون التضحيات، ونحن نعيش في منطقة وواقع وظروف معقدة متشابكة لايحس بها الا اهل البلد بنفسهم، وما نلمسه ان من يحكم المنطقة هو المصالح والعقائد والايديولوجيا فقط، وللاسف اكثريتها ذابلة وبالية ولا تصلح للقرنالواحد والعشرين. ولهذا نلمس بان العامل القوي المؤثر في الطريق السوي هو اول منيُستهدَف، وبالاخص من الشرائح المؤثرة على الواقع والحياة بشكل عام . والمستهدِفون عديدون والمستهدَفون اكثر وهم من كافة الاختصاصات وفي مقدمتهم منله باع في الثقافة والاعلام والصحافة والمراكز العلمية الاكاديمية ومن يهمه انيفيد ويساعد في اخراج السفينة الى بر الامان. ربما ستسمر الحال لحين انتقال الىالمرحلة الاخرى والاستقرار ولابد من الاجراءات العديدة الكفيلة بحماية من لاتقدر قيمته بثمن، وتنفيذ هذا الواجب يقع على عاتق النخبة نفسها ومن ثم الدولةبكامل امكانياتها لان المخططين واصحاب الاجندات عديدون ومختلفو الاهداف والقدرات وحاملو الاستراتيجيات المخيفة، ولم ينتظر منهم غير الظلام والعودة بهذاالشعب الى الكبت والقهر والظلمات وخنق الحرية ان تمكنوا من ذلك.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1242 الاثنين 30/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم