أقلام حرة

سلاما"...... أيتها الديمقراطية

هل يسهل على مشاكس مثلي أن يقول رأيه فيك....لا اعتقد ذلك الا إذا كنت مغامرا"،  لكن قلمي قال رأيه منذ زمن بعيد وحكم إحساسه فيما يرى ويسمع .

لقد كانت الديمقراطية نبعا" عذبا" افرغ من محتواه الحقيقي فأصبح الآن مستنقعا" سبخا" الغلبة فيه للتماسيح الكبيرة التي تسير الأمور على هواها،  كيف لا وقد أصبحت الديمقراطية في نظر الكثير من مدعي السياسة والوطنية مجرد إفرازات خاوية وتركيبات فنطازية وتهويمات جوفاء وأصبح  (ديمقراطيو أخر زمن) اقرب شبها" الى الحاوي الذي يريد ان يجمع الأرنب والفيل في قبعة واحدة ثم نكتشف ان لا أرنب في قبعته وليس من فيل معه وهكذا خسر هذا (المتمقرط) أساسيات العمل بأروع نظريات الإنسانية عظمة .

وكنا نحن وحدنا نشعر بالخسارة عندما أعلن عليك الحصا ر ونشرت لافتة كبيرة كتب على ظاهرها تحيا الديمقراطية فيما اخفى باطنها اقسى اساليب البطش بك، فكانت لعبة التماهي مع القوائم المغلقة التي اتخذت من البرلمان ساحة لها، ومن افانين أساطين وعتاة اللعب على الحبال السياسية وسائلا" قذرة من اجل تمريرها، هؤلاء الذين استماتوا في الترويج لتلك القوائم المشبوهة التي لا يمكن لها ان تتنفس الا في دهاليز الخداع السياسي المظلمة وكأن مريدي ودعاة هذا الرأي يريدون ان يملوا علينا أذواقهم وأفكارهم تحت رايتك الشماء مستخدمين نظرية الضرب تحت الحزام وفق قاعدة الضرورات تبيح المحظورات!!! ونسوا انك سيدة العدل والوضوح وصاحبة الفكر العظيم ..... ارادو ان يجردوك من محتواك تحت شعار الانسجام مع التقاليد والأوضاع السائدة و(متطلبات المرحلة) فحكمّوا عقولهم ـ او هكذا يتصورون ـ ونسوا عظمة الإحساس بالشفافية واحترام رأي الشعب وحقه في ان يتلمس وجوه من سيعطيهم ثقته، تلك العظمة التي تجعل المرء نبيلا" نبل الأنبياء.

لقد عاملوك كما تعامل بقية المصطلحات التي لايفقهون معنى الكثير منها ونسوا او تناسوا إن لك حسا" رفيعا" يرفض هذا الضجيج المتعالي حولك،لكننا كنا نعرف مسبقا" إنهم سوف يخسرون وستعظم خسارتهم حتى يرجعوا إليك صاغرين طائعين، فانصاعوا مرغمين، فاقروا نظام القوائم المفتوحة كارهين لا راغبين، حينها كان لك ولنا الغلبة و شرف النصر العظيم، وان غدا" لناظره قريب،.... وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون،..... والعاقبة للمتقين .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1242 الاثنين 30/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم