أقلام حرة

ألا يوجد غير الشعر الشعبي في العراق؟

والاحزاب التي تنتمي اليها والجهات التي تمولها الا ان اشتراكهن في برنامج واحد يكاد يكون الوحيد بين كل القنوات ذلك البرنامج هو الشعر الشعبي العراقي … صحيح ان اسماء البرامج وصيغة التقديم مختلفة من قناة الى اخرى وحسب روية المعد وثقافة المقدم الا أن الموضوع الاساسي مشترك وهوكما اسلفت الشعر الشعبي.

واعتقد ان جمالية الشعر الشعبي العراقي وتأصلة في النفس ولأنه مليئ بالصور الشعرية كذلك التجارب التي مرت بهذا الشعب الصابر الطيب جعلت الشعر الشعبي لغة متداولة بين الجميع …لدرجة استطيع ان اقول بأن جميع العراقيين يستطيعوا ان يكتبوا (دارمي، ابوذية، زهيري، او حتى اهزوجة ….الخ).

شاهدت على احدى القنوات شاعراً لا يقراء ولا يكتب !!! لقد أذهلني الخبر وقتها قلت لنفسي لماذا هذا الأستغراب نحن عراقيين وفي العراق يحدث ما لا يتصوره العقل ولا يدركه الا العراقي . ولأن الشعر الشعبي محبب لجميع أطياف ومكونات الشعب العراقي ولأن مفرداته لا تعقيد فيها وهي سلسة للمتلقي فلقد لاقت هذه البرامج نجاحاً منقطع النظير وهو نجاح يفتخر به القائمون على هذه البرامج وبالتالي قنواتهم

ولكن بالمقابل لدينا الوان اخرى من الشعر والعراقيين رواده سواء الشعر العمودي او الشعر الحر وصولا الى القصيدة النثرية … ولدينا شعراء كبار بشاعريتهم وبحضورهم وبأنجازاتهم وبجوائزهم … صحيح ان الصورة الشعرية في الشعر الحر اكثر تعقيدا منه في الشعر الشعبي وقد تكون صعبة على البعض ولكنه له خصوصيته وجمهوره … كذلك بالنسبة للشعر العمودي وصعوبة مفرداته احياناً ولكنه يبقى ديوان العرب وله سحره الذي يآسرُنا .

أذن نحن بحاجة الى تسليط الضوء على الشعر بكل أنواعه ولأن الشخصية العراقية ذواقة جدا لكل الفنون وبخاصة الشعر … ولأننا رواد الشعر العربي العمودي منه او الحر وحتى لا تجف ينابيع العراق الشعرية، كذلك يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار ايجاد برامج وندوات الغرض منها تفعيل حب الجمهور للشعر العمودي والشعر الحر، ومثلما ظهر العديد من الشعراء الشعبيين بعد (التحرير او الاحتلال، يمكنك تسميته ما شئت) ووجدوا الفرصة المناسبة لأثبات وجودهم الفني والابداعي سواء على قنوات التلفاز او في الصحف او حتى على المواقع الالكترونية .

 اليس العراقيين هم حملة لواء الشعر العمودي والشعر الحر؟ التاريخ العربي يجيب على هذا السؤال وغيره من الاسئلة التي تجعل الاخر ينظر بعين الحاسد تارة وبعين الحاقد تارة اخرى … يجب تسليط الضوء على الشعر العمودي والشعر الحر وبكل الطاقات ليس لمجرد بقائنا رواد الشعر العربي فحسب ولكن لأدامة هذه الريادة ولأن العراق خير من يقود الشعر العربي، أذن هي دعوة لفضائياتنا وصحفنا ولمواقعنا الالكترونية ولكل المبدعين ولنقول للجواهري والسياب شكراً ونحن على الطريق وسيكون العراقي دائما في الطليعة لأن الشعر عراقي والعراقي حرفته الاولى هي الشعر… صحيح من حق الاخرين ان ان يتعلموا الشعر وان ينظموه ومن حقهم علينا ان نعلمهم وان نقودهم ونحن خير من يقود الاخرين لاننا خير مثل يحتذ به الخرين .

 

صادق العلي – ديترويت

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1066  الثلاثاء 02/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم