أقلام حرة

بيان انتخابي رقم صفر

تخفق قبل فؤادي فرحا" كانت ام اسى"، فتراني اترك حقيبتي وكتبي وافترش سترتي لاتشاركها بساط  سفرة مع طفل يبكي جوعا" ... فتنزل دموعي قبل دموعه ... فيهدأ بعد ان يصاب بدهشة وهو يبحث عمن يكفكف دموعي فيحير بي، بعد ان كان يتوسم فيّ العون.... ان لا اعطي دموعي فقط بل اتمنى ان عطي أكثر من دموعي ومشاعري  حين لاتغني المشاعر ولاتسمن من جوع، اسعى لان  أتشارك معه كل ما املك .... اتشارك معه رغيف الخبز وحبة الفلافل – ان كنت لا املك سواهما -  فتسد كسرة الخبز وتلك الحبة رمقينا معا"، حينها تجف دموعي وأتوقف عن البكاء لان بسمة ذلك الطفل أزاحت غيوم اللؤم من نفسي... 

ولكن هل تكفي تلك الحلول الآنية التي لا تساوي شيئا" يذكر امام سيول القهر والعوز والحرمان الذي يعاني منها اطفالنا ؟؟؟؟  هل تكفي تلك المواساة والتي هي اضعف الايمان، لان تجد حلا" يضمن عزة نفس وكرامة ومستقبل مثل هؤلاء الاطفال المعوزين و الذين هم كثر والحمد لله في بلاد اقل ما يقال عنها انها تطفو فوق بحر من النفط  وان اهل الحكم ومن اصبح في ايديهم الحل والربط كما يقال،  يحرقون مئات الالاف من  الدولارات يوميا"، في اشارة الى ما يحرق من ثروات هائلة متمثلة بالغاز المصاحب للنفط  اثناء استخراجه. فهل تكفي مواساتنا وادعائنا الوقوف الى جانبهم لتغيير ذلك الواقع المرير. لا..... ورب الكعبة،  ففي أيدينا وفي أيديكم أكثر من ذلك.  فكم واحد منكم يتمنى ان ينعم ببسمة بريئة بلا ثمن وبراحة بال أبدية وبصدقة جارية حينما يقابله طفل مد أصابع يده المخملية سائلا" مستنجدا":

(أعطوني لو كِسرَةَ خُبز

لو حبّةَ تمرٍ

أو صحنَ أرز ..

أعطوني بعضاً من أملٍ

يُغنيني عن هذا العَوز

...................................

لحماً .. أبداً لا تعطوني

عسلاً أو لبناً ... انسوني

فأنا صدقاً لا أعرفهُ

إن ذقتُهُ فوراَ حملوني

 للمشفى ...أو أقرب مدفن

هذا .. لو أصلاً وجدوني

. فشوارع وطني مكتظّة

بأناسٍ تسبِقها بطونِ

مِن تُخمَتهِم ..خلقوا الزحمة

داسوني ..واتّهموا جنوني ..

لو وجدوني بين قمامة

أتحدّاهم....ما عرفوني .

..................................

يا مَن كنتَ فقيراً مثلي

يكفيني منكَ الإصغاء ...

يا مَن حالكَ أفضلَ مني

شاركني بعضَ الأشياء ..

يا حرّاس (المال) انتبهوا

فاللعنةُ تبدأ..... بدعاء

خولةُ .. وسعيدٌ .. ومحمد

زينب ٌ .. أو عبلةُ .. أو احمد

فجميعنا دوماً نتعبّد

نركعُ للهِ كما نسجد

تجمعنا أرضٌ وسماء ..

....................................

إن كُنتُ أخوكَ كما تحكي

أو حالي تجعلكَ تبكي

أخبِر أحبابكَ مِن حولك

أخبرهم عن شخصٍ مثلي ..

في الكونِ أناسٌ تتحرّك

وتعيشُ بلا أملٍ مثلي ..

لا تملكُ بيتاً وسريراً

أحياناً لا تلبسُ نعلِ

................................

أخبرهم أنّا في الله

أخوانٌ نحنُ أمام الله

وأنّ الله يوحّدنا

بحب الخير ...... لا ( بالجاه)

...............................

يا قارئ مكتوبي الآن

ارحم غيركَ

وارحم نفسكَ

فغدي بيدك)

 

هذه الصرخة الإنسانية التي صيغت شعرا" تسللت الى بريدي بتوقيع اطفال محرومون........ تمنيت ان اضعها في مظاريف سوداء وابعثها مضمخة بالعار والشنار لكل  اولئك الذين (تسبقهم بطونهم) ونمت كروشهم على أنقاض وعظام الجوعى والمحرومين ...الى اولئك الذين ماعادوا قادرين الحركة من ثقل مؤخراتهم وبطونهم التي ما اكتفت بذلك ولا زالت تنادي هل من مزيد.

وددت لواني اعرف كل العناوين البريدية الالكترونية لا صحاب (الفخامة) واصحاب (المعالي) و(السيادة) و( السمو) و (السعادة)  وأصحاب (السماحات) وحملة (الألقاب) و(آيات الله) و(حجج الاسلام ) و(أصحاب الشعارات الرنانة) و(قادة الأحزاب الطنانة) و(رفاق السلاح) وقادة ميليشيا (الليالي الملاح) و(السادة المسؤولين) و(المسعورين)  المتسيدين على خيراتنا وثرواتنا.

وددت وبشدة أن تفتح لي  طاقة القدر، لامسك بأيدي هؤلاء الأطفال وأقودهم إلى مخادع برلمان البغي ليقفوا على ما اكتنز هؤلاء وما يحاولون اكتنازه من آخر رشفة من دماء فقرائنا ومساكيننا، لا لأنهم بحاجة اليه ولكن لتختم أرصدتهم وتعلو قصورهم  وتزداد محظياتهم و يكثر غلمانهم .. لكن، وآه من لكن ...فأنا لا املك الاّ كفين أدعو بهما لله  ان يشملنا ويشملهم بكرمه .... كفين اكتب بهما في صحف الإنسانية، لأصل بصوتي الى ذوي الألباب وأصحاب القرار الأول والأخير في حمل راية التغيير.... الى (أصحاب) صناديق الاقتراع و(حراس المال العام).

 

صقر الحيدري

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1244 الاربعاء 02/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم