تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

المراة والانتخابات القادمة من يخذل من؟؟؟

ويتحدثن مع اهل العمارة باللهجة اللبنانية او مع اهل اربيل بالالمانية او مع اهل الناصرية بالانكليزية.

 

هل ستنتفض العراقية مرة اخرى لتضع  في (الكوته) النسائية طبيبة ومهندسة واستاذة جامعية وباحثة وعالمة نفس بديلا عن الصوائح النوائح، هل ستنتخب المراة العراقية من النساء بامكانها ان تقول لرئيس كتلتها لا، حين يتعلق الامر بمصلحة الشعب وليس مصلحة الحزب، هل سينتخب الشعب عضوة مجلس النواب بحق وحقيقة تشترك في الرؤيا مع معصومة المبارك الكويتية او تقترب من جرأة عائشة عبد الهادي الوزيرة المصرية ؟ هل سينتخب اهل البصرة واهل الموصل واهل بغداد وزيرة  للتربية من اللواتي تشرفن بان قضين اكثر من اربعين سنة في الوسط التربوي؟ وهل ستنتخب زوجة شهيد او اخت شهيد او بنت شهيد ذات كفاءة ادارية وعلمية بدلا من ان تنتخب ابنة وزير او زوجة مسؤول في السلطتين التنفيذية والتشريعية من باب ( .......)، لا احد يجادلني حينما اقول ان ثلاثة ارباع اللواتي انتخبن لمجلس النواب كن اكمالا للعده والعدد واغلبهن كانت تحلم ان تكون مديرة مدرسة ابتدائية او مديرة قسم في مستشفى وهن لايعرفن ولن يقرأن كتابا واحدا في تاريخ العراق السياسي او الاجتماعي او غيره وهن وانا متاكدة لايعرفن نزيهة الدليمي او بنت الهدى او نازك الملائكة او امينة الرحال او فاطمة الربيعي او او او وبعضهن كما اسلفت جاءت للعراق بعد ان انتخبت عضوة مجلس نواب.

 

نحن لانقلل من دور البرلمانيات الحاليات، ولكن اسالهن بالله وهن ممثلات الشعب هل يعرفن اخر بيت في نهاية الزقاق الذي ان كن يسكن فيه، هل يعرفن مناطق حي التنك وجفتلك وقطاع 76 والمعامل وساكني القبور وتحت الجسور السريعة والعوائل التي تفترش المزابل سكنا لها، ام هن يقبعن في المنطقة الخضراء وهل اعترضن بالكوته وانتصرن للمراة العراقية التي لولا صوتها لما وصلن الى البرلمان او للوزارة.

 

العراقيات مطالبات في الانتخابات القادمة في ان يؤكدن قدرتهن على تغيير نتائج الانتخابات من خلال خذلانهن للملايات، او للواتي جئن بالصدفة ليتحولن الى قائدات او للواتي لم نر وجوههن ولم نسمع باسمائهن الا بعد 2005 وهن مطالبات في ان يدفعن بالطبيبة والمهندسة والاستاذة الجامعية وربة البيت اللواتي عشن ويلات الحروب والحصار والجوع والاحتلال والخطف وان يخترن من يمثلهن مثل ام خوام الظالمي او ان يخذلن في الايام القادمة من كانت اكمالا للعده اتت اكلها فقط او مومياء تنظر لرئيس الكتلة لترفع يدها او تخفضها.

 

ان المراة العراقية صوت غير مبحوح بدليل انها تتراصف مع هموم المجتمع وترتفع به في احلك الظروف،نريد نساء غير مستنسخات على طريقة النعجة دولي لانريد نساء توابع نريدها ان تعبر عن نساء جلدتها بكل قوة وحماس، لا نريد نساء عراقيات يدافعن عن المراة العراقية وهن ينظرن اليها من قمة جامع ابي دلف ولا نريد نساء عراقيات يضعن وسط الشعب اللواتي يعشن على المحنة والمصيبة ويصبح صوت الشعب اعلى من اصواتهن او نساء يحملن العراق مثل الاكسسوارات علامة للزينة، ولانريد عراقيات يوزعن بكاءهن وحبهن للعراق في المنافي ولايحملن منه الا الاسم فقط وربما صنعت خارطته قلادة ذهبية اعدتها زينة وخزينة.

 

نريد حدوث تغيير ملموس في واقع المراة العراقية بان نختار امراة ترسم الخطط العملية التي ترتقي ببنات جنسها وتنتشلهن مما هن عليه والتخلص من ضعف روح المبادرة وعدم الجراة على مواجهة تحديات مصيرية تواجهها وعدم السماح بتعطيل قدراتها الكبيرة التي يمكن استثمارها في خطط التنمية الوطنية ومساهمتها الفعالة في النشاطات المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والسياسة والثقافية وغيرها للارتقاء بمكانة المجتمع.

 

ان تغيير واقع المراة العراقية لن يتحقق  عن طريق الصراخ او سن القوانين او رسم السياسات مهما توفرت الرغبة في تنفيذها وحتى اذا صلحت النوايا وانما يتطلب خلق وعي مجتمعي عام بقضية المراة وبذل جهود حثيثة نحو تغيير الاتجاهات السلبية نحوها.

 

عراق لايقوم ولايستقيم بدون المراة.. وهي لاتستطيع العيش خارج هذه المعادلة مهما تبجحت الاصوات النشاز من حولها.. ولن تبرأ من حماستها لتتاقلم بزرع المزيد من العطاء لتجلو الغبار عن كاهل المجتمع فالمجتمع يريد امراة تتابع قوافل الارامل والايتام والمعتقلات، والموتى والمفقودين والمعاقين والمعتقلين لزجهم في اعادة بناء لحمة الوطن التي اجترحتها الحروب والغزو، لان المراة العراقية مهما جابت المعمورة فانها تعلم علم اليقين بان الاضاءة المنتشرة في شوارع  دول العدوان لاتضئ الا من دم ابناء العراق ونفطه وان الحرائق التي تدوي في محيطها تجعلها تواصل الدرب ولا تستسلم، اذ انها في ظل دوي الانفجارات والعبوات والمفخخات والهاونات المجهولة كانت المراة العراقية صابرة محتجبة مما دفعها في ظل الحروب والحصار لبيع اثاث بيتها واعضاء اجساد اولادها لمواجهة حملة الابادة الدولية ضدهم، هي نجت من الحروب والمجاعات والاغراءات لم تبتذلها لقمة العيش بل اتبعت طريق الاحتراف والانصهار وتواطات مع الجوع كي تلد الجلد والصبر ولتبحث عن وجودها تحت لهيب النار، تنفست الرماد والتهمت حصى الوقت وشخصت ببصرها نحو حديقة غناء بالكونكريت واكياس الرمل والاسلاك الشائكة التي طوقت نوافذها، العراقيات اللواتي تطاولن على المفخخات ورسمن وجوههن على مرايا التوابيت مثلما خطن اسماءهن في اللافتات السود المزروعة فوق جدران مدننا الحزينة، العراقيات اللواتي عشقن التنزه في مقابر الوطن، اللواتي جففن امواج الاهانة التي تتلاطم تحت اقدامهن وهن مصلوبات يحاولن ان يبددن سحابات الصبر الذي ملاهن كما ملا العراقيون جميعا وبقيت على صليبها لانها رات جميع الناس مصلوبة بجانبها ومن الغريب انها رات وجوها تعرفها تناولت مسامير لتدقها في ايديها وارجلها / مسامير اسمها التخلف وعدم القدرة على دراسة الواقع والاكتفاء بالغرق في وحل الغضب دون ان تنظر الى الجذور، استيقظت على وهج الحر والبرد وانشغلت بجمع عيدان سلالاتها التي تتنزه في قعر تاريخها واحلامها الممنوعة من الظهور والتوهج.. ذاقت طعم غفلة امومتها وهي تنسج من سيقان الليل كائنات لتدفئ بها عصافيرها..   والمراة العراقية نريد لها التاثير في وحدة الثقافة العراقية وانجازاتها المبدعة نريده صوت يتجاوز جغرافيا العراق وتاريخه ليصل الى كل بقعة في العالم.

 

العراقيات اللواتي باغتتهن احلامهن بفعل القرارات الدولية الجائرة حينما حدق الموت بها من كل صوب دق بقرونه ابوابها الهشة ملايين المرات اذ قطفت قمح ماءها من نداء الابواب المكسورة بفعل العصف ودوي الامل بالحياة.

 

نريد امراة تتنفس الطفل والشيخ والارملة والمحتاج والمعتقل / صلبة كالرخام والاحجار الثمينة، نريد من الرلمانية القادمة ان تتجول بين الازقة والاحياء لتسمع صرخة الجياع وتشم روائح الموت .. تتجول في المستشفيات الشبيهة بالخانات المهجورة تتقصى جذور السجون والمقابر دون ان تشتري اقراص الصداع من الصيدليات الوهمية نريدها ان تمنع من الاسواق البضاعة الفاسدة والغريبة نريدها ان تخلص المجتمع من تفشي الامية والتسرب من المدارس خاصة تسرب الاناث، نريد ان يتنازعها ارث الطفولة والاجداد لترتفع بالبناء الفكري مثلما نريدها ان ترى طفح المجاري ومقالب القمامة وتدونه لترتفع صرختها لكي لا نشم رائحة في مؤخرة تاريخ العراق مستقبلا، نريد لها ان تتصفح المكتبات والجامعات ورياض الاطفال ومدارس الطين والقصب التي يتكدس فيها اطفال القرى النائية يلوذون من البرد بالبردي، نريدها ان تتمترس عند حافة الوطن لتمنع الارهاب من اختراق حدود الوطن وتجلو عن صورة العراق ما علق بها من تشويه.

 

ان المراة العراقية التي اثبتت قدرتها على التوازن بين ادوارها الاجتماعية والسياسية والمهنية في الحياة قادرة ان ترتقي بمشروعها السياسي اذا وفرت لنفسها المناخ المناسب في التحدي والتواصل والحث على المشاركة السياسية من خلال القضاء على مشكلة ضعف المشاركة السياسية للمراة في صنع القرار واستخدام حقوقها السياسية على مستوى الترشيح للانتخابات المختلفة وهو عدم ملاءمة ذلك لحجم مساهمة المراة في عملية التنمية الشاملة بابعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما لا يتلائم ايضا مع حجم ما تمثله المراة في المجتمع الى اجمالي السكان وهو ما لا يتلائم مع حجم مساهمتها الاجتماعية والاقتصادية في الحياة.

 

تضمن تمثيلا ملائما للمراة في البرلمان وصنع السياسات العامة، والسياسات التنفيذية، خاصة وان الدستور العراقي وقوانين العمل السياسي تؤكد على  حق المراة في التصويت والترشيح ولكن هناك ضعف واضح في مستوى المشاركة في الترشيح اذ ان معالجة قضية المشاركة السياسية للمراة باعتبارها قضية مجتمع وليست قضية تخص المراة فقط في اطار اعتبارات التطبيق الصحيح لسياسات النوع الاجتماعي، فضلا عن توفير الدعم الاتصالي اللازم لبناء ثقافة مجتمعية عصرية وتغيير الانماط الثقافية التقليدية، بهدف مساندة وتشجيع المراة للمشاركة الفعالة لافي كافة جوانب الحية السياسية ودمج المراة فيها بما يتلائم مع جهودها المتواصلة في عملية التنمية الشاملة في مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، يحقق التوازن بين افراد المجتمع في تنفيذ الحقوق والواجبات السياسية التي كفلها الدستور والقانون لكل من الرجل والمراة على حد سواء وبما يساعد على تطبيق الفجوة النوعية بين الرجل والمراة في مجال المشاركة في الحياة السياسية.

 

يفقتر البرلمان العراقي الى نموذج نسائي سياسي ناجح قادر على احداث التوازن بين الادوار العامة والخاصة في الحياة المجتمعية، فكيف نخلق اتجاهات ايجابية نحو تقليد النماذج النسائية ولا يوجد عندنا نموذج واحد، من هنا فان بلد بلا مجلس نواب قوي فاشل في الديمقراطية ومجلس نواب بلا امراة قوية وواعية ومؤمنة ببلدها لايمثل الديمقراطية خير تمثيل وديمقراطية تعتمد على الكوته العمياء ستوقع العراق والعراقيين في خلل اشار له الكثيرين وكان اقربهم لمنطق الصدق الرصافي الذي قال :

علم ودستور ومجلس امة

                            كل عن المعنى الصحيح محرف

 

Shwww64@yahoo.com

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1245 الخميس 03/12/2009)

 

 

 

 

 

في المثقف اليوم