أقلام حرة

جهادنا اليوم: هو تثقيف المجتمع لانتخاب العراق

عراقي متناقض سبب كوارث للعراق وسيسبب كوارث ما لم يكون هناك حل جذري لتلك المشاكل وهذا الحل لا يمكن أن يظهر كحقيقة نور تطفئ الظلام المستبد المتشرذم على ساحة السياسية العراقية ألا  بظهور قوة وطنية حازمة تسيطر على مقاليد الأمور في البلاد وتسيطر على مخابرات وطنية حقيقة  تؤمن بان الوطنية العراقية قبل كل شيء وتعمل على إزالة كل الأجسام الغربية والأفكار الطارئة والتسلقية والصنمية والتشرذمات القذرة التي تمول من أطراف  خارجية عديدة.. وتمنع تسلط هؤلاء الى السلطة وهذا يمكن اعتباره حلم  ومعجزة... فأين مثل هذه القوة النزيه التي ممكن أن تفعل ذلك.!!؟؟

 

 كما أن تسلط الجيش ليسيطر على السلطة قد يعد كارثة حقيقة امتداداتها المستقبلية تنبئ بسوء عظيم  أذن ما هو الحل ؟! هل الحل هو انهيار الاقتصاد العراقي وظهور البطالة الشديدة ونمو الجهل والذي ممكن أن يستثمر ليدفع باتجاه إطفاء أي نور ممكن أن ينير ظلمة المرحلة .فأن السوء الحالي قد يكون من الصعب القضاء عليه وذلك لان السلطة لا تبنى ألا على عصبية والعصبية الوطنية لبست أثواب نفاق. والعصبية الطائفية ظهرت وسببت كوارث والعصبية العرقية أيضا تنبئ بكوارث مستقبلية ما لم يتم معالجة أسبابها ... وللأسف كل هذه العصبيات هي عصبيات تشرذمية  لا تنظر ألا بمنظر ضيق  لمصالح فئات ومجاميع وتتجاهل المصلحة الوطنية العامة ولا تعطي الأمل ببناء دولة قوية . يبدو أن دولتنا الجديدة أساسها نشوء عصبية مافيات سلطوية تعمل على ترسيخ مفاهيم الانتماء الطبقي والبرجوازي والذي ممكن أن ينشئ صراع بين السلطة والشعب والشعب لا يستطيع أن يواجه سلطة غاشمة تمتلك سبل المكر وسبل الخداع ولديها الأعلام المزيف للحقائق . وخصوصا بعد تفشي الجهل الاجتماعي والأمية الحضارية والفكرية المترسخة حتى بعقول المتعلمين والذين غالبا ما تكون نقاشاتهم عبارة عن سد الأذان وانتظار فرصة لإقحام الكلمات في حلبة تدافع القيم وتصارع المعاني .الكل يطمح الى نفسه ليقول هاأنا ذا ... لذا فان الغد العراقي قد لا يكون كما نحلم ولعل أحلامنا الفردية لا تتطابق من حيث الأمنيات لكنها تتطابق من حيث الأمل بالحرية والحب والسلام والأمان والخير للجميع لكن أسلوب التنفيذ متناقض أو مختلف في رؤية القيادية..قد يكون التصارع فيها يسبب كارثة حقيقية فما هو السبيل للخلاص ؟! هل تتبع الآثار لمن سبقنا في ديمقراطيات العالم هو الحل ...أم خط طرق جديدة في مواجه السوء الذي جعلنا حكومة السقطة الديمقراطية حكومة لا هي عسكرية ولا هي ديمقراطية ولا هي انتقالية ولا هي شعبية ولا هي ماركسية ولا سلامية وانما هي تصارعات وتناقضات شديدة وكما قيل في المثل ؛؛السفينة لو كثر ملاحها تغرق؛؛ ويبدو اننا نغرق . أن أسوء ما حصل بعد سقوط الصنم هو تشكيل حكومة من قبل من كان يظنهم الشعب رموز قدسية ووطنية (العراقيين الوافدين) للبلد بعد السقوط والذين كان قد غادروا العراق منذ عقود من الزمن وجاءوا  يحملون الاغتراب وتناسوا معانى الديمقراطية  وساهموا بتأسيس حكومة فساد مهول وساهموا بصعود وتسلق منافقي الداخل المتلونين (حرباوات الزمان والمكان) الى أعلى هرم السلطة الجديدة وهذه هي الكارثة الحقيقة التي يعاني منها الشعب وجعلت الإنسان العراقي المظلوم يشعر بخيبة الأمل ويشعر بخذلان معنوي شديد وجعلته يرى كيف يتسلق نفاق الداخل على أكتاف النضال واسقط الرموز الوطنية..  تسلق عدد هائل من المنبوذين اجتماعيا للسلطة مما سبب الم معنوي شديد للعراقيين الشرفاء وسبب حصول عدم ثقة كبيرة بين الشعب ورموزه الوطنية في السلطة الجديدة.. أن الرموز الوطنية بسبب انقطاعهم عن العراق لسنين طويلة كانوا يحسنون الظن بكل من يتقدم لهم وكل من يتزلف ويتملق  وبعد فترة بسيطة من زمن تم  تأسيس السلطة الجديدة وتزايد عدد الطفيليين المتسلقين مما ادى الى  تزييف الرؤية عن  المجتمع  العراقي وتطلعاته وحصول فجوة كبيرة بين المجتمع ورجالات السلطة الجدد وأصبح هناك انقطاع كبير بين الإنسان العراقي ومعاناته الأولى من الفساد ومن المفسدين ومن رجالات السوء الماضية التي للأسف تم الترحيب بها بشدة وتقديمها كرموز جديدة في عراق ما بعد سقوط الصنم ... من قبل رموز النضال السابقة...

 

خير من يمثل العراق الجديد هم عراقيو الداخل... لنعمل من اجل ذلك  لنرفض مزدوجي الجنسية لنرفض من لا يعي همومنا ومشاكلنا لنرفض منافقي السلطة ولنثقف المجتمع لنعلمهم كيف يقرروا كيف ينظروا بامل  وينفضوا غبار السوء لنعلمهم كيف يحللون الحدث ويفسرونه لنعلمهم البحث عن الحقيقة لنعلمهم أن لا ينخدعوا بكلمات الغش والخداع التي غاياتها سرقة أصوتهم في الانتخابات القادمة . أن العراق أمانة بأعناق الشرفاء جهادنا اليوم هو تثقيف من حولنا بالحقائق وإرشادهم لانتخاب العراق...انتخاب الشرف انتخاب التوحد...

 

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1252 الخميس 10/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم