أقلام حرة

ضدَّ اتحاد أدباء النجف أيضاً

فهل عقمت هذه المدينة التي لا تكاد تفارق الحوار مع الكتاب عموماً ومع دواوين الشعراء خصوصاً في ليلٍ أو نهارٍ عن أن تنجب شعراءها العظام في هذه المرحلة الزمنيَّة التي كان من المفترض أن تكون فرصتها التأريخيَّة الذهبيَّة كي تثبت للعالم أجمع أنها العاصمة الأدبيَّة والفكريَّة التي لا يكون العالم الإسلاميُّ موجوداً بدونها إلا بصفته جسداً من دون قلب.

أنا أعتقد ويعتقد معي عشرات الأدباء المعارضين في المحافظة أنَّ السبب الرئيس هو سيطرة هذه الجماعة المتمثِّلة برئيس الإتحاد وبهيأته الإداريَّة (..)، مضافاً إلى ما يوفِّره رئيس الإتحاد المركزيِّ الفاشل بدوره فاضل ثامر، وبمناسبة الكلام عن هذا الأخير، فإنه زار النجف مؤخَّراً مرَّةً أو مرَّتين، دون أن اعلم بذلك طبعاً، ولو علمت لذهبت إليه في أيِّ محفلٍ عامٍّ يكون فيه، لأواجهه بأخطائه وجرائمه بحقِّ الأدب العراقيِّ والأدب النجفيِّ على وجه الخصوص، وتصوَّروا أنَّ الرجل لا يجد من مهامِّه أن يلتقي بالأدباء في المحافظة، بل إنَّ مهمَّته الرئيسيَّة في نظرة أن يذهب إلى أصدقائه في الجامعة، فيسامرهم ويلتقي معهم في بيوتهم من أجل أن يقيم معهم علاقات المنفعة المتبادلة، على أساس الترويج المتبادل بينهم لعبقريَّة كلِّ واحدٍ منهم، وليحضر مآدبهم الخاصَّة في بيوتهم ويرجع بعدها إلى بغداد، كأنه بان كيمون الأدب، محاطاً بهذه الهالة المزيَّفة التي أبغضها من صميم القلب التي يوحي من خلالها كلُّ فارغٍ من المضمون الواقعيِّ الذي يملأ به عنوانه ومنصبه، فلا ينبغي لجلالته أن يتنزَّل فيلتقي بجمع الأدباء المعارضين ليستمع إلى حججهم، وليكن مطلعاً عن كثبٍ على المشكل الحقيقيِّ الذي يواجهه الأدب في المحافظة، فقد حضر فاضل ثامر تلك الأمسية البائسة التي أقاموها لتثمين جهود موسى كريدي في مجال الرواية، ولم يعرِّج من قريبٍ أو بعيدٍ على هذه الإشكاليَّة الأدبيَّة الكبرى التي سوف تفجأه يوماً، فتحدث أكبر فضيحةٍ على مستوى العالم العربيِّ ولات حين مناص.

فاضل ثامر رئيسٌ فاشلٌ للإتحاد المركزيِّ في بغداد، وأنا مصرٌّ على ترشيح نفسي رئيساً للإتحاد المركزيِّ بدلاً منه من دون أن أكون حائزاً على العضويَّة، لأنه يحرمني وعشرات الأدباء في العراق من حقِّنا الشرعيِّ والقانونيِّ في الإنتساب، وعلى هذا فلن يكون من القانونيِّ ولا من المنطقيِّ أن لا نشارك في يومها ترشيحاً وانتخاباً، وليضرب كلُّ مستغلٍّ للمواقع الرسميَّة لمصلحته الشخصيَّة ومصالح الجلاوزة الذين يؤيِّدونه عرض الجدار.

إنَّ مشكلتنا بلغت أسماع السيِّد رئيس الوزراء كما أخبرني بعض الأخوة، ونحن لا نتصرَّف إلا بناءً على تحرُّكاتٍ متدرِّجةٍ انطلقت من خلال الإعتراض على سياسة الإتحاد شفاهاً وكتابةً، واطلع العديد من المسؤولين في الدولة العراقيَّة من ذوي العلاقة بالشأن الأدبيِّ على هذه الإشكاليَّة وتابعوا مجرياتها، ونحن مصمِّمون حتى النهاية على معارضة فاضل ثامر في بغداد، وعلى معارضة عبد الهادي الفرطوسيِّ وهيأته الإداريَّة الإحتكاريَّة (..) في اتحاد أدباء النجف، ولن يموت حقٌّ إطلاقاً ما دام وراءه مطالبٌ جادٌّ في استخلاص الحقِّ من مغتصبيه، وسيرى المحتكرون والعابثون بالشأن الثقافيِّ والأدبيِّ العراقيِّ العامِّ أيَّ منقلبٍ سيّءٍ ينقلبون.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1067  الاربعاء 03/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم