أقلام حرة

في العراق حكومة ضعيفة وغير قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة

الاميين وبانهم سوف يستجوبون وانهم سوف يحجبون الثقة عن الوزراء المسؤولين والقادة العسكريين والامنيين . ثم اتت المواجهة الحاسمة التي انتظرها الجمهور العراقي ...

 

ابتداء تم تخفيض مستوى المقابلة من (استجواب ) الى (استضافة) وبعد ذلك بدأ العرض بالخطب الرنانة وعمليات التنظير الركيكة. وتغيرت الجلسات من سرية الى علنية ثم الى سرية بدون سبب مفهوم مع ان كل ما قيل هو كلام عام يعرفه القاصي والداني . ولم تتمخص الاستضافة عن اجراءات حقيقية سوى الضجيج الاعلامي الذي سعدنا من خلاله بتأمل الطلعة البهية للمسؤولين .

 

بدأت الاستضافة برئيس الوزراء وكانت سرية ولكن كل( اسرارها) تسربت الى وسائل الاعلام .  وكان اهم هذه (الاسرار) هو ما بشرنا به رئيس الوزراء بأنه لا يضمن عدم تكرار التفجيرات !!..يا لها من بشرى سارة ! أذن ماذا يمكن للمسؤول الاول في الدولة أن يضمن للمواطن أذا كان لا يستطيع ان يضمن امنه اليومي وحياة اطفاله ؟ ....وهل هذا جواب مقبول من رئيس وزراء لطمأنة الناس على حياتهم وامنهم ؟!

 

 بدأ رئيس الوزراء الاستضافة بخطاب سياسي طويل مليء بالكلام المكرر والممل والذي سمعه العراقيون مئات المرات منه او من غيره من السياسيين الاخرين ولم يعطي جواباً شافياً يطمئن الناس الملتاعين والمضطربين والذين يكمن لهم الموت في كل زاوية وشارع !

 

وزير الداخلية الذي كان يهدد قبل الاستضافة بأنه سوف يكشف المستور وبأنه يطالب بأن تكون الجلسة علنية لا سرية حتى يكشف ما لديه من معلومات خطيرة . وهو بالطبع كان يريد أن يستغل المناسبة لأسباب أنتخابية بأعتباره رئيس حزب مستحدث . وعندما واتته الفرصة بالجلسة العلنية لم يجد ما يدافع به عن تقصير وزارته سوى ملف رفعه صارخاً باسلوب درامي بأنه ملف توابيت الشرطة وكأنه يتاجر بدمائهم التي كان تقصيره هو السبب في أهدارها .

 

أما قائد عمليات بغداد فقد ظهر مرتبكاً بشكل غير طبيعي وبما لا يليق بالمسؤول الاول عن الامن في العاصمة كان يرفع الاوراق ويعيدها ويتلفت ذات اليمين وذات الشمال وكأنه ضبط متلبساً او كأنه محاصر يبحث عن من ينجده من الموقف الذي وجد نفسه فيه فأذا كان مسؤول الامن لا يشعر بالامن فكيف يستطيع ضمان امن المواطن .

 

ليكن الله في عون العراقيين أذا كان من اوكلت اليهم عملية ضبط الامن أما ان يتنصلوا من الجريمة او ان يعلنوا بأنهم لا يستطيعون ضمان امن المواطن !

 

وبشكل عام نعتقد أن رئيس الوزراء لم يكن موفقاً في أدارة ملف التفجيرات على خلفية الحطام والاشلاء التي نجمت عنها وبدا ضعيفاً ومتردداً وغير قادر على أتخاذ القرارات الصعبة فضلاً عن وضعها موضع التطبيق !!      

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1263 الاثنين 21/12/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم