أقلام حرة

المحطة الحاسمة لتخطي الصعاب في العراق الجديد

ما تخططه العديد من الدول وراء الحدود وهي تريد ان تنفذ ما ترمي اليه باساليب وسبل متنوعة، ولازال الواقع يعاني مما فعلوه من التشويه والتلاعب بالعملية السياسية كلما تمكنوا، ولازالت الظروف السياسية العامة لا تساعد بشكل نهائي في قطع دابر المسيئين  رغم التقدم الحاصل التدريجي في الوضع العام وما يشوبه بين حين واخر التراجع في جانب ما، وما يصرفها هؤلاء المسيئين من الامكانيات الضخمة التي تمتلكها على الجهات الموالية، والتي يمكن ان نسميها حقا بمحور المسيء للعملية السياسية العراقية ، وهم يصرفون بسخاء كبير ما بحوزتهم ويستغلون الثغرات وما فيها من المنشقين والمتضررين من العصر الجديد والمتاثرة مصالحهم وضعيفي النفوس والانانيين لاستخدامهم في نشر الشر والبلاء باستمرار، فبكشف هؤلاء ننظف الطريق.

المواقف السياسية العديدة التي تطفو على السطح وبشكل مختلف بين حين واخر والمكشوفة الدوافع والاهداف والروابط في كل قضية انية ، وما يمل اصحابها من النظرة العامة الى العملية السياسية والتحركات التي يتبنونها والسفرات المكوكية المخابراتية وما تنتجه ايديهم من الانفجارات المنتظمة، تدلنا ولو بشكل نسبي وتقريبي من التقديرو التحديد والاشارة الى الجهات الداخلية والاقليمية التي تستفيد في استمرار الحالة غير المستقرة وبقاء الظروف العامة على حالها ، وتعمل بكل جهدها في دعم من يحقق لها ما تريد وينفذ اوامرها في سبيل اعلاء كفتها في الصراعات المحتدمةفي المنطقة التي تفرغ مضامينها المشوهة للواقع العراقي على ارض العراق ولا يهمهم مدى تضرر هذا الشعب من نتاجات ايديهم الخبيثة.

و بعد المستجدات ، ورغم الاخفاقات الكثيرة التي حدثت في المسيرة السياسية العراقية وما تتسم بها من الحرية والديموقراطية وما يتخلل الواقع الهش جراء  ما يجري والذي له ضرائبه، نرى ان ما يتمسك به الشعب هو التعايش السلمي والترابط اكثر من الخضوع للمسيئين. فان العملية بشكل عام تسير بنجاح بنسبة مرضية لحد اليوم، ونحن تجاوزنا الفوضى العارمة التي مررنا بها خلال هذه السنين، ووصلنا الى محطة حساسة اخيرا وحاسمة بشكل قاطع للعبور الى شاطيء الامان وتخطي الصعاب وافشال الاجندات والخطط التامرية المنسوجة من المحور الخبيث ، وهي الانتخابات البرلمانية  المقبلة وما تنتجها من الثمار الملائمة للمرحلة الجديدة والمستجدات المختلفة التي تجلبها معها بعد هذا المخاض العسير والطويل للعملية السياسية المعقدة المفتوحة امام من يتلاعب بها منذ سنين.

بدون ادنى شك، هناك ما يمكن ان نسميها الغرف المخابراتية العاملة في دول المحور الاقليمي وتعمل جميعها في التاثير على الشارع العراقي باي وسيلة كانت، ومنها الانفجارات والقتل والخطف والتشويه الاعلامي، ولم تدخر غرف العمليات جهدها في العمل على نجاح الموالين لها وتستخدم كافة القدرات والامكانيات الكبيرة المتوفرة لديها في هذا الاتجاه، ولم تنجح بشكل مطلق لحد اليوم، وهذا ما يعلم به القاصي والداني في العراق، ولكن الظروف تالموضوعية تمنع علاجها بعملية قيصرية.لا بل نتلمس ان هناك تكثيفا للجهود المشتركة من قبل الجهات المتعاونة للمحور من اجل القضاء على العملية السياسية العراقية الجديدة واعادة عجلة التاريخ والوضع السياسي العام الى ما كانت عليه العراق قبل سقوط الدكتاتورية، وما كان عليه من توازن القوى في المنطقة، ويتبعون كافة السبل والطرق المتوفرة ويستندون على البدلاء المشابهين او المطابقين في الصفات والاهداف لما كان من قبل واخر ما يهتمون به هومصلحة الشعب العراقي وامنياته ومستقبل اجياله وظروفه القتصادية الاجتماعية.

رغم المتغيرات الاقليمية والعالمية وما تنويه القوات الامريكية من الانسحاب وترك العراق حسبما وعدوا وخططوا وعاهدوا شعوبهم به ، واستغلال دول المحور المسيئة لهذه المستجدات بشكل تريد ا تفرض عكس ما يجري داخل العراق من اجل مصالحها وتنتظر في بعض الحالات ولم تخطو ما تريده لحين انسحاب القوات الامريكية، وهي تعمل الان على قدم وساق من اجل بقاء سطوتها وضغوطاتها عن طريق ممثليها داخل العراق لحين مجيء الفرصة السانحة لسيطرتها كما تريد على العملية السياسية. ولكن رغم ذلك فانه من المفرح ان نسبة نجاحهم لحد اليوم ضئيلة جدا نظرا للظروف الذاتية لاكثرية الشعب العراقي وما يتمتع به من المستوى الثقافي والاجتماعي والاعتقادات المنتشرة بين مكوناته والتناقضات الموجودة في تكويناته ونظرته الى المستقبل وعدم امكان اي طرف استغلال كافة فئاته بشكل كامل. وهذا الجانب الايجابي هو العائق الاكبر امام نجاح مخططات المحور المسيء ، ومنعه يحتاج الى وعي وتقوية الافكار والاعتقادات السليمة وتنوير الطريق امامهم وبيان الحقيقة ، والحذر من الاخطاء وان كانت بسيطة في هذه المرحلة الحساسة، والاهم اعتماد الاستراتيجيات وقراءة ما يدور في فلك الاقليم والمحور، وشرح ما يجري بكل صراحة وعقلية تقدمية منفتحة والاهتمام بالمصلح العليا وتلافي الصراعات الضيقة من اجل عدم استغلالها من قبل هذا المحور الشراني دائما.

بعدما بينا ما هو الجاري وراء الكواليس وفي غرف العمليات المخابراتية لدول المحور المسيء للعراق واهدافها، وكما هو الظاهر محاولتهم تحوير العملية السياسية وتحريفها من اجل انعطافتها بشكل يرضيهم  او اذا تمكنوا منها لا يترددون لحظة في القضاء عليها نهائيا لانها في غير صالحهم سياسيا ومبدئيا وفكريا.فان من واجب الجهات والمكونات المخلصة الحذر ودراسة الخطوات بتاني واتباع العقلاينة والدقة في هذه المرحلة من اجل تخطيها بسلام وقطع دابر اية موآمرة تحاك والخروج من النفق بافاق مضيئة، وفيما يخص العملية الانتخابية وما تمسها من المحطات الحاسمة ونجاحها هو افشال لكل ما يجري من قبل المحور المسيء للعراق وشعبه . والاهم ما يمكن الالتزام به ، عدم احداث المفاجئات باي شكل كان والتعاون والترابط بين الجهات الاصيلة المخلصة، والتحالف والائتلاف على استراتيجيات ضرورية للمحافظة على الديموقراطية الحقيقية والحرية المتاحة والتي تخيف اغلب دول المحور، والعمل الجاد على عدم توفر اية فرصة لاستغلالها من قبل هؤلاء لاهداف مشينة . الاستناد على الاعتدال والعقلانية في العمل السياسي، والحياد او عدم الانحياز لاية جهة خارجية لاهداف خاص، تثبت مصداقية الاطراف الخيرة، ومن ثم الحزم في الامور التي تهم الحفاظ على الامن والسلام، واعلان البرامج الواقعية واحساس الشعب بكل الوسائل بمن يقدم لهم من الخدمات ومحاربة الفساد والاعتماد على الكفاءة والقدرة الذاتية لمن يعتلي المناصب واختيار الرجل المناسب للمرحلة الحساسة الدقيقة المقبلة.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1264 الثلاثاء 22/12/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم