أقلام حرة

شيعة العراق وامريكا

لا شك ان الولايات المتحدة الامريكية هي التي اوصلت الشيعة في العراق الى الحكم ولولا امريكا لم تصل شيعة العراق الى الحكم لو يأتي المهدي المنتظر الذي تنتظر الشيعة ظهوره من هذا يمكننا القول وصول الشيعة في العراق الى الحكم كان بفضل جورج بوش والقوات الامريكية وليس بفضل البرزاني كما قال احد اتباع المسئولين

لا اعتقد هناك امة طائفة من الامم من الطوائف اريقت دمائها وزهقت ارواحها في التاريخ بقدر ما قدمته الامة الطائفة الشيعية ومع ذلك عاشت ذليلة مهانة فقيرة محرومة مقموعة مضطهدة مشكوك في ولائها في اخلاصها والسبب يعود الى قادتها الى مرجعياتها الدينية فكانت مرجعياتها انتهازية مصلحية ذات نظرة متخلفة انانية ضيقة تنظر لمصالحها الخاصة لهذا كثرت الانشقاقات والولاءات واصبح الكثير منهم في خدمة اعداء الشيعة وما تبقى في خدمة انفسهم منذ استشهاد الامام علي وحتى التحرير والتغيير في 2003 حيث مرجعية الامام السيستاني المرجعية الحكيمة والشجاعة التي تخلت عن الانانية وعن النظرة الضيقة وتجاهلت الماضي وانطلقت بنزعة انسانية حضارية مستقبلية خيبت كل آمال واحلام اعداء العراق و العراقيين وكل الذين كانوا يتوقعون ان العراق سيكون من حصتهم فدعا الى كتابة الدستور ودعا العراقيين على التصويت عليه وفعلا صوت الشعب ونال تأييد الشعب   وتأسست المؤسسات الدستورية ودعا الشعب الى اختيار من يراه صالحا لخدمة الشعب وهذه اول ركيزة اساسية لانقاذ الشيعة من العبودية والنظرة الدونية واعتبارهم كمواطنين عراقيين وليسوا عبيد وخدم

لكن قلة الوعي وعدم الالمام بتجربة الديمقراطية والظروف الغير طبيعية والارهاب الوهابي المدعوم من قبل ال سعود والمجموعات الصدامية التي انصبت على العراقيين بشكل عام والشيعة بشكل خاص جعلهم في حالة من عدم الادراك فاختاروا عناصر انتهازية انانية كل هدفهم جمع المال والعقار والسفرات والحفلات

كما ان مخابرات ال سعود وشيوخ الدين الوهابي بمساعدة عناصر مخابرات صدام هي الاخرى دخلت على الخط وبدأت تصنع مراجع دينية شيعية مهمتها الاساءة للمرجعية وخاصة الامام السيستاني امثال الكرعاوي الصرخاوي الصدراوي الخلصاوي القحطاني الحسناوي الرباوي كلها على وزن الزرقاوي والقرضاوي ففي كل يوم مرجع من اين اتت بهم كيف صنعتهم لا يهم المهم الاساءة للامام السيستاني

فالشيعة ومرجعيتهم يواجهون ثلاثة اعداء

قادة الشيعة الفاسدين اللصوص الذين لا يملكون اي كفاءة واي مؤهل واي قدرة سوى تحقيق رغباتهم وشهواتهم الخبيثة

الحقيقة في حكمي هذا انطلقت من حكم الامام علي الذي يقول

اذا زادت ثروة الحاكم المسئول عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص وهؤلاء من اشد الاخطار واكثرها ضررا على الشيعة ومستقبل الشيعة

العدو الثاني المراجع الذين صنعتهم مخابرات صدام فبعد قبر الطاغية تحولوا الى خدمة ال سعود واصبحوا تحت رعاية مخابراتهم وكلابهم وكانت هي المسئولة عن عرض هذا المرجع والدور الذي يؤديه في كل فترة يظهر مرجع ويدعي انه المهدي المنتظر والهدف معروف هو الاساءة الى الشيعة والحط من شأنها وخاصة المرجعية المنقذة الرشيدة بزعامة الامام السيستاني

والعدو الثالث وهو المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية المدعومة ماليا وعسكريا واعلاميا من قبل ال سعود والتي تستهدف القضاء على الشيعة او على الاقل العودة بهم الى ما بعد التغيير الى ايام حكم الخلافة العثمانية

وفعلا كاد اعداء العراق ينتصرون ويحققون حلمهم في لعبة الفقاعة النتنة وما سموه بالاحتلال الفارسي لولا فتوى المرجعية الدينية فتوى الامام السيستاني التي انقذت العراق والعراقيين من ظلام ووحشية الارهابين الوهابين والصدامين

لا شك ان المعركة مستمرة و حامية ولا تتحمل الصبر ولا التهاون ولا المصالحة اما العراق الديمقراطي الحر الموحد واما العودة بالعراق الى خلافة ال عثمان الظلامية وال صدام التي تجعل من الشيعة وبقية الاقليات عبيد وخدم على اساس انهم اسرى أتى بهم اجدادهم من بلاد الواق واق

لهذا على الشيعة ان تختار من ينفذ امر المرجعية اي من يحمي مالها ونفسها لا تختار من يسرقها من يقتلها وهذا امر سهل لا يحتاج الى اثبات

كل مسئول لا يأكل لا يسكن لا يلبس ابسط ما يأكله يلبسه يسكنه ابسط الناس فهو لص ابن لص

كل مسئول تزداد ثروته عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص

كل مسئول لا يرسل ابنه اقاربه الى المعركة فهو لص كل مسئول لا يذهب الى ميدان المعركة ويقاتل كل اسبوع كل شهر فهو لص

كل مسئول لا يرسل زوجته بنته اخته امه الى المعركة حتى لو تقدم خبز حتى لو تهلهل فهو لص

لا نريد مسئول يوزع كبة او كص او شوربة في ايام محرم فهذا اكبر دليل على انه فاسد ولص

نعود الى الشيعة وامريكا

المعروف جيدا ان الولايات المتحدة لا تبحث عن الجنة ولا حور العين ولا ثواب بعد الموت ولا حتى عن حقوق الانسان ولا اخلاق ولا دين الذي تبحث عنه هو المصالح والمصالح وحدها فاين تجدها تكون معها وفي خدمتها

ومن هذا المنطلق انطلقت في تحرير العراق وتحرير ابنائه وخاصة الشيعة الذين يشكلون اكثر من ثلاثة ارباع سكانه وبقية الاقليات من بيعة العبودية والرق التي فرضت عليهم منذ حوالي 1400 عام

قيل ان امبراطور اليابان بعد خسارتها في الحرب العالمية الثانية واحتلالها من قبل الولايات المتحدة اجتمع مع قادته مع المسئولين وطلب منهم الغاء الماضي والاعتراف بالامر الواقع والانطلاق منه الى المستقبل والتعاون مع الولايات المتحدة

وهكذا انطلق جميع المسئولون وفق خطة موحدة وبرنامج موحد في التعامل مع الولايات المتحدة واستطاعوا بهذه الوحدة والخطة الموحدة ان يستغلوا امريكا ويجعلوا من امكانيات امريكا وقدراتها المالية والعلمية والعسكرية في خدمة اليابان وحماية اليابان وهاهي اليابان بلدا متقدما ومتطورا في كل المجالات حتى انها فاقت امريكا في بعض المجالات

لو كنا نملك قادة مسئولين وخاصة الشيعة كمسئولي اليابان وغيرها من البلدان الاخرى التي مرت بحالة كحالتنا لا ستطعنا ان نبني عراق متطور متقدم يفوق تطور وتقدم اليابان لما يملك العراق من امكانيات مادية واقتصادية

لكننا لا نملك هكذا مسئولين للأسف كانوا لا يملكون اي خطة ولا برنامج ولا اسلوب كما انهم لا يملكون مؤهلات ولا قدرات ولا امكانيات كل الذين يبتغونه هو الحصول على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا للحصول على المال الاكثر في الوقت الاقصر فكل طرف اخذ يتعامل مع الولايات الامريكية وفق مصلحته الخاصة بعيدة كل البعد عن مصلحة الشعب والوطن

فهذه التصرفات من قبل الاطراف السياسية وخاصة الشيعية تجاه الولايات الامريكية رغم انها تصب في مصلحتها اي المصلحة الامريكية الا انها جعلها لا تثق باي طرف وخاصة الاطراف الشيعية لهذا   اخذت تغير من موقفها من الاطراف الشيعية مثلا اخذت تسعى الى التوازن بين جميع الاطراف سنة شيعة كرد بما فيها التقرب من عناصر حزب البعث قادة جيش صدام رغم انها هي التي قررت الغاء جيش صدام واجتثاث حزب صدام بل انها بدأت تعلن على استعداد للحوار مع داعش الوهابية الارهابية وفي نفس الوقت بدأت تتقارب مع الكرد واخذت تتعامل معهم كدولة مستقلة وليست اقليم تابع للعراق

فالجهات الصدامية والوهابية الارهابية التي كانت تتظاهر بانهاضد الاحتلال ها هي تتوسل وتقبل الايدي والارجل بل حتى البساطيل من اجل عودة القوات الامريكية لانقاذهم من الجيش الصفوي ومليشيات قاسم سليماني ويقصدون بها الجيش العراقي والحشد الشعبي لا من داعش الوهابية

في حين نرى قادة الشيعة الحمقى الجهلاء يهرجون ويتبجحون بعدائهم لامريكا وانهم هم الذين طردوا امريكا وهم وهم والحقيقة انهم ذبابة تطنطن لا فائدة منها بل مضرة ومؤذية فهاهم الشيعة الابرياء معرضون للذبح في كل وقت في كل مكان من ارض العراق نتيجة لهذا التطنطن

لهذا نقول لقادة الشيعة وحدة العراق وكل العراقيين بوحدتكم

ووحدتكم وفق خطة وبرنامج الوسيلة الوحيدة لانقاذ العراق

وتحالف وتعاون الشيعة مع امريكا القوة الوحيدة لحماية العراق والعراقيين والوسيلة لبناء العراق وتطوره

واخيرا نقول من المستحيل بناء عراق ديمقراطي تعددي يعيش فيه الشيعة مواطنين وفق القانون الا بالتعاون والتحالف مع امريكا لان مصلحة امريكا تطلب بناء عراق ديمقراطي تعددي

مثل عقد معاهدات امنية وعسكرية مع امريكا الدول الغربية حلف الناتو اقامة قواعد عسكرية والتحرك بقوة لطرد تركيا من حلف الناتو ونقل القاعدة العسكرية من تركيا الى العراق لانهاء مطامع تركيا في العراق وقطع الطريق امام عنصرية وشوفينية البرزاني ومن حوله في تقسيم العراق وانهاء احلامه العدوانية ومن ثم التصدي بقوة لوحشية المجموعات الارهابية الوهابية الظلامية ومن يدعمها ويمولها من العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وردعها

مهدي المولى

في المثقف اليوم