أقلام حرة

هل هناك من حل لازمة العراق؟

لا شك ان العراق يمر بازمة حادة وصعبة ومرحلة خطرة اما ان يكون او لا يكون

ومع ذلك هناك حل وهذا الحل يتطلب الامور التالية

اولا وحدة العراقيين الشرفاء الصادقين

ثانيا التضحية ونكران الذات بدون جزاءا ولا شكورا

ثالثا دراسة الاوضاع التي يواجهها العراق دراسة دقيقة بعقلانية وروح حضارية هدفها مصلحة العراق والعراقيين ووضع الخطط والبرامج الموحدة لمواجهة هذا الخطر المحدق بالعراق والقضاء عليه والتحرك بقوة لتنفيذ هذه الخطط والبرامج ومهما كانت التحديات والتضحيات

على هذه القوى الخيرة القوى الصادقة ان تعي وتدرك ان التغيير الذي حدث في العراق بعد 2003 مرفوض وغير مقبول من قبل دول كثيرة امثال تركيا اردوغان والعوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عائلة ال سعود وال خليفة وال ثاني والكثير من انظمة الاستبداد والدكتاتورية في المنطقة وفي غيرها

فهذه الدول والانظمة شعرت وادركت ان التغيير في العراق يشكل خطرا عليها على وجودها لهذا قررت دفع الخطر المزعوم عنها من خلال   وقف مسيرة التغيير والعودة بالعراق والعراقيين الى نظام الحزب الواحد والعائلة الواحدة والرأي الواحد وبما ان هذه الدول والجهات المعادية تملك من المال الكثير استطاعت ان تشتري الكثير من الذين لا دين لهم ولا قيم ولا اخلاق من داخل العراق وتجعل منهم طابور خامس يعملون وفق اوامرها وينفذون مخططاتها امثال المجموعات الصدامية العناصر البرزانية الكلاب الوهابية

لهذا على القوى الوطنية ان تشخص الدول والجهات المعادية لنهضة العراق للعملية السياسية السلمية التي انتهجها العراق وتسميها باسمائها بدون اي خوف او مجاملة كما عليها ان تشخص المجموعات والاشخاص الذين في العراق لتنفيذ اجندات ومخططات هذه القوى وتسميها باسمائها ومهما كانت الظروف وفي نفس الوقت العمل على مواجهتها والتصدي لها بعزيمة واصرار

علينا ان ندرك ان اسلوب المجاملة لاي سبب مع هؤلاء الاعداء في الخارج او عملائهم في الداخل لم يجد اي نفع بل زاد في انتشار الفساد والارهاب حتى اصبحت يد هؤلاء الارهابين والفاسدين هي اليد العليا في البلاد كما تغيرت النظرة لهذه العوائل الفاسدة الداعمة للارهاب والارهابين في الارض الى دول معادية للارهاب بل انها مشاركة في الحرب الدولية ضد الارهاب رغم انها مصدر الارهاب ومنبعه والراعية والداعمة والممولة له

وهذا خطا كبير ارتكبته القوى الوطنية العراقية لانها جاملت هذه الانظمة ودفع الشعب العراقي ثمنها وكان الثمن باهضا ثلث العراق دنست بأقدام هؤلاء الاقذار و ملايين من ابناء العراق ذبحت وشردت الملايين من النساء العراقيات اسرت واغتصبت وبيعت في سوق النخاسة

المشكلة الكبيرة التي تواجه القوى الوطنية لكن اين هي القوى الوطنية هي مشكلة الفساد والفاسدين فانها مشكلة عويصة ومعقدة لا يمكن فرزها عن الارهاب والارهابين اصبحت احدهما حاضنة وحامية ووالدة ورحم للاخرى واي نظرة موضوعية للوضع العراقي يتضح لك ان الفاسدين هم الذين لهم اليد الطولا في الحكم فهم الذين يأمرون وهم الذين ينهون وبيدهم كل شي وفي كل المجالات وعلى كافة المستويات وبشكل علني وسافر وبتحدي والويل كل الويل لمن يقول للفاسد على عينك حاجب

نعم سمعنا هناك فساد وهناك نهب وسلب وهناك رشوة واستغلال نفوذ وهناك فضائيات في كل المجالات لكننا لم نر ولا فاسد واحد احيل الى التحقيق الى القضاء يا ترى من وراء هذا الفساد المستشري في كل مكان ومن الرأس حتى القاعدة وحتى ما تحت القاعدة

المعروف ان الخطوة الاولى لانقاذ العراق هي مواجهة الفساد والفاسدين والقضاء عليهم قضاءا كاملا فهذا يتطلب ارادة صادقة وعزيمة صلبة لمواجهة هؤلاء مواجهة لا تعرف اللين ولا التردد ولا التوقف ولو للحظة واحدة ولا المصالحة ولا التسامح بل يجب ان يكون التعامل مع وباء مدمر فالفساد والفاسدين وباء معدي قاتل

للاسف نرى المسئولين العراقيين على شكل   كتل وكل كتلة لها خطتها الخاصة ونهجها الخاص بها والمضاد والمخالف للكتل الاخرى وكل كتلة   متكونة من مجموعات وكل مجموعة لها خطتها ونهجها الخاص بها والمضاد والمخالف للمجموعات الاخرى وهذا يعني ان هذه الكتل وهذه المجموعات هدفها المصالح الخاصة والمنافع الذاتية فقط ولا يهمها مصلحة ومنفعة الشعب وهذا الاسلوب شجع الارهاب والفساد على النمو والاتساع وسهل ودفع العناصر الارهابية والفاسدة الى اختراق اجهزة الدولة المختلفة ومكاتب ومقرات المسئولين والاحزاب الحاكمة و على اتساع نفوذها وتقوية مركزها في هذه الكتل والمجموعات

لهذا يتطلب من المسئولين المخلصين الصادقين جميعا تكوين كتلة مجموعة واحدة تضم كل العراقيين بكل اطيافهم والوانهم ووضع خطة منطلقة من مصلحة العراق والعراقيين والتخلي تماما عن رغباتهم وشهواتهم الخاصة ومصالحهم ومنافعهم الذاتية ويطلقون كل شي ويتوجهون فقط لخدمة العراق للدفاع عن العراق لبناء العراق

 

مهدي المولى

 

 

في المثقف اليوم